مدونة الدكتور محمد ماهر محمد السيد عبيد


الإعجاز العددي فى القران حقيقة أم تكلف لا يفيد ؟

بروفيسور د . محمد ماهر محمد السيد عبيد | Prof Mohamed Maher Mohamed alsayed


08/03/2022 القراءات: 1666  


هل يمكن أن نأتي ونبني على العدد فى القران أحكاماً ، ونذكر أشياء على أنها من قبيل الإعجاز؟! إن الطريقة التي يبنى عليها البعض هذه الأرقام والإعجاز الذي يذكرونه ، ليس لهم قاعدة ثابتة فيه ، وإنما يذكر أرقاماً، ثم يحاول أن يأتي بموافقات، إما بعمليات حسابية -طرح وقسمة وضرب وجمع - إلى أن ينتج له الموافق، أو يجمع معها كلمات أخرى ويحذف - كما سترون
فمثلاً: كلمة: (الناس) كم مرة وردت في القرآن الكريم؟ والرسل كم مرة وردت في القرآن؟ إذا ما أسعفه العدد ليتوافق : أدخل مع (الناس) (الإنسان) و(البشر)؛ ليكتمل له العدد، وسترون هذا، بينما إذا جاء يتكلم عن كلمة الموت – مثلاً- فإنه لا يأتي بكل الكلمات، وإنما يقتصر على الإتيان بكلمة (الموت) أو (الميت) فقط ويترك (موتكم) و(يميتكم) و(تموتون) لماذا ؟ من أجل أن يستخرج عدداً يوافق شيئاً آخر، فهل هذا إعجاز؟
إن الموافقات تحصل في أشياء كثيرة في حياتنا اليومية ، فأنا أحدثك عن نفسي ( الكلام للدكتور خالد السبت ) :
أنزل من الفندق فآتِ إلى موظف الاستقبال، وأرى إنساناً يسلم له المفتاح، وإذا قارئ يقرأ في الراديو: وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ [سورة الأنعام:59]، نعم في نفس اللحظة التي أسمع فيها صوت المفتاح يضرب على طاولة الاستقبال يقرأ القارئ : وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ
ومن المصادفات أنه كثيراً ما يحدثني إنسان بالتلفون أو أتحدث مع إنسان ويذكر كلمة، فمثلاً: يقول: أنا أعاني من مرض حسد، فأسمع في نفس اللحظة القارئ يقرأ : أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ [سورة النساء:54]، ولا أحصي كم مرة حصل مثل هذا، فهل هذا إعجاز أم أنها مجرد موافقات وقعت؟
إن إعجاز القرآن ثابت، ولسنا بحاجة إلى تكلفات من أجل أن نثبت أن القرآن معجز، فهل وصلت الأمور إلى هذا الحد؟
الآن لو جئنا بأي كتاب من الكتب، كصحيح البخاري مثلاً أو كتاب ألفته أنت أو أي كتاب، وأخذناه كلمة كلمة، وأظهرنا الأرقام فيها، فإننا سنجد أرقاماً متوافقة، ألا نستطيع أن نربط بينها؟ نستطيع أن نربط بينها .
ولقد كنت أراجع تصحيح أحد الكتب، فلفت نظري الإحالة حيث ذكر المؤلف شاهدين من الشعر، فكانت إحالة الشعر الأول: انظر أو تقدم هذا البيت عند الآية رقم 48 من سورة الأنعام، وإذا بالشاهد الذي بعده مباشرةً يقول عنده: تقدم هذا الشاهد عند الآية رقم 48 من سورة الأعراف، راجعت وأنا أقول: أكيد في هذا خطأ فإذا هو فعلاً عند الآية 48 من الأعراف وعند الآية 48 من الأنعام وليس فيه خطأ، فهل هذا الشيخ الذي كان يتكلم وكُتبت دروسه، هل كان مستحضراً لهذه القضية -أن الشاهد هذا ذكره عندما تكلم على الآية رقم 48 من سورة الأنعام والشاهد الآخر عند الآية رقم 48 من سورة الأعراف- أم حصل هذا موافقة؟ حصل موافقةً بالطبع ، وهذا يحصل كثيراً
ثم أيضاً هذا القرآن عربي وخاطبنا بلسانٍ عربيٍ مبين، فهل اللجوء إلى عدد الحروف في الكلمة هو مما تفهمه العرب من المخاطبات؟
القرآن يخاطبك فيقول مثلاً: إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [سورة الإسراء:9] فهل تبقى تعد حروف هذه الكلمة وتستنبط منها معنىً؟ هل هذا هو اللسان العربي؟ وهل هذا هو الخطاب القرآني وهكذا يُفهم؟
بعض الإخوة من حرصهم وغيرتهم قاموا بدعاية كبيرة جداً وحملة ضخمة على كلمة (كوكا كولا)؛ لأن الكلمة مكتوبة بالإنجليزية، فقرؤوها من الخلف في الزجاجة بالعربي، لاحظ كيف قرؤوها بالعربي وبالمقلوب، (لا مكة) ( لا محمد )
أقول: أولاً: هذه كلمة إفرنجية، فكيف تقرؤونها بالعربية ؟ ثانياً: كيف تقرؤون هذه الكلمة بالمقلوب ؟ إلى هذا الحد صار عندنا من الحدس والحساسية من منتجاتهم ؟ تقرؤها بالمقلوب وهي كلمة أعجمية، ثم أيضاً ما هو المعنى (لا مكة ، لا محمد)؟ هي جملة غير مفيدة،؟
أنا سأجعل منها جملة صحيحة بتقدير محذوف: لا مكة مذمومة ولا محمد كاذب مثلاً ،فما المشكلة الآن، ما معنى لا مكة لا محمد؟ إنها جملة غير مفيدة، ما لها معنى، فنحن أحياناً نتمحّل في القراءة أو في عدد حروف الكلمة وأشياء غريبة جداً ليست أصلاً من اللغة، ولا تدل عليها من قريب ولا بعيد .
منقول بتصرف من موقع فضيلة أ د خالد السبت


الإعجاز العددى فى القران الكريم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


شكرا على هذا المقال المثمر و الفعال فعلا ظاهرة غريبة تدل على تخلف فكري و عقلي فضيع و تبرز طريقة تعامل البعض مع كتاب منزل محفوظ فلا وجود للتدبر و القراءة الجدية و الصادقة عندما نرى مثل هذه الظواهر اما بخصوص ما يسمى اعجاز عددي ماهو اساسه هل اخبرنا القرءان العظيم عنه شيئا ثم هل حاولنا ان نفهم كيف عرف القرءان القرءان و كيف ضبط دوره و فعله و غايته و علاقته مع الانسان