مدونة يحيى محمود سالم التلولي


حوارات هادئة/ أليس ظلما قسمة للذّكر مثل الأنثيين؟

د. يحيى محمود سالم التلولي | Dr. Yahya Mahmmoud Salem Tlouli


15/07/2022 القراءات: 537  


حوارات هادئة
أليس ظلما قسمة للذّكر مثل الأنثيين؟
بقلم/ د. يحيى محمود التّلولي
صاحبنا هذا كثير الجدل، ويثير قضايا ما كان له إثارتها، ولكنه يحاول إبراز شخصيته بالفلسفة السفسطائية المشهورة بالجدل لأجل الجدل، لا للجدل من أجل الوصول للحقيقة، وفي هذه المرة وجه لي سؤالا، فقال: أليس ظلما قسمة للذّكر مثل حظ الأنثيين؟ أين العدل في ذلك؟ أليس في هذا تمييز عنصري على أساس الجنس؟
قلت له: أولا: لو قرأت نظام الميراث في الإسلام جيدا، وكنت منصفا ما طرحت هذا السؤال.
ثانيا: لم يُبْنَ نظام الميراث في الإسلام على أساس الجنس، وهذا يبطل دعواك.
ثالثا: بُنِيَ نظام الميراث في الإسلام على أساس العلاقة التي تربط بين المُوَرِّث والوارث، وهي: القرابة، والمصاهرة، والولاء (الرقيق)، وما يحدد التوارث بينهما من عدمه: نوع الرابطة أو العلاقة بينهما، وقوتها، ودرجتها.
رابعا: هذه القاعدة تتضمن حالتين فقط، هما:
الأولى: اجتماع الأولاد (ذكور وإناث).
الثانية: اجتماع الإخوة الأشقاء، أو لأب (ذكور وإناث).
ولتوضيح ذلك، نضرب بعض الأمثلة:
1- توفّى عن: بنت، وزوجة، وأم، وأب. (24 سهما)
فللبنت النّصف، وللزّوجة الثّمن، وللأم السّدس، وللأب السّدس والباقي بالتّعصيب.
2- توفّيت عن: بنت، وزوج، وأم، وأب. (27 سهما)
فللبنت النّصف، وللزّوج الرّبع، وللأم السّدس، وللأب السّدس والباقي بالتّعصيب.
3- توفّى عن: ثلاث بنات، وزوجة، وأم، وأب. (27 سهما)
فللبنات الثّلثين، وللزّوجة الثّمن، وللأم السّدس، وللأب السّدس.
4- توفّى عن: بنت، وزوجة، وأم، وأخ. (24 سهما)
فللبنت النّصف، وللزّوجة الثّمن، وللأم السّدس، وللأخ الباقي بالتّعصيب.
5- - توفّى عن: ثلاث بنات، وزوجة، وأم، وأخ. (24 سهما)
فللبنات الثّلثين، وللزّوجة الثّمن، وللأم السّدس، وللأخ الباقي بالتّعصيب.
فلو كان الجنس هو الأساس الذي بُنِيَ عليه نظام الميراث في الإسلام، لما وجدنا أن نصيب البنت يفوق نصيب الأب والأخ في بعض الحالات، ونصيب الأم والزوجة بفوق نصيب الأخ في البعض الآخر. والأمثلة على ذلك كثيرة، يصعب حصرها في هذه العجالة.
وعليه؛ أين الظلم والجور في هذا التّوزيع يا صاحبي؟ أليس هذا هو العدل بعينه؟


حوارات- قسمة- للذكر- الأنثيين


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع