أثر حركية التشبيه( ) (analogy)في إثراء الدلالة .
ياسر جابر الجمال | Yasser gaber elgammal
17/01/2024 القراءات: 519
يعد التشبيه من الأساليب البلاغية في اللغة العربية وغيرها من سائر اللغات ، ولقد عنى به العرب ، وجعلوه أحد مقاييس البراعة الأدبية .
ويراد به الصور القريبة القائمة على أركان التشبيه أو بعضها، وهذا النوع من الصور في شعرنا المعاصر يتعامل غالبًا "مع الواقع المحسوس بأبعاده، ومع الجوانب التجريدية الفكرية ( ) ، "ومن سماته العامة اليسر، واعتماده على التركيب، والسرعة في تقديم دلالاته في لمحة أو لمحات"( )و" للتشبيه روعة وجمال ، وموقع حسن في البلاغة ، وذلك لإخراجه المعنى الخفي إلى الجلي ، وإدنائه البعيد من القريب ، يزيد المعاني رفعة ووضوحاً ، ويكسبها جمالاًوفضلاً ويكسوها فضلاً ونبلاً ، فهو فن واسع النطاق ، فسيح الخطو، ممتد الحواشي، متشعب الأطراف، متوعر المسلك ، غامض المدرك ، دقيق المجرى ، غزير الجدوى( ).
" ومن أساليب البيان أنك إذا أردت إثبات صفة لموصوف مع التوضيح أو وجه من المبالغة، عمدت إلى شيء آخر ، تكون هذه الصفة واضحة فيه ، وعقدت بين الاثنين مماثلة ، تجعلها وسيلة لتوضيح الصفة ، أو المبالغة في إثباتها ؛ لذلك كان التشبيه أول طريقة تدل عليه الطبيعة لبيان المعنى" ( ).
و لهذا " تنشأ الصورة الشعرية المؤسسة على التشبيه من ترصد الشاعر لأوجه الشبه بين العنصرين اللذين لا ينبغي أن يكونا متطابقين تطابقًا تامًا، وألا يكونا مجردين من أي شبه ينفي وجود علاقة من نوع ما بينهما ، هذه العلاقة التي يتم كشفها بأداة من أدوات التشبيه ( الكاف ، مثل ، شبه ، المصدر ...... إلخ ). تقع بمثابة عرى التلاقي بين الطرفين ، كما أنها تمثل أساس نقل المعنى من حالة الغموض والإبهام إلى الإيضاح والتعيين ، ولضمان حسن الأداء وجماله أن يشبه ما هو أدنى بما هوأعلى لا العكس( ). إلا فيما جاء من باب الغريب الحسن كما في قوله تعالى " مثل نوره كمشكاة ...." فليس الغرض إلحاق الأدنى بالأعلى؛لكن الغرض التقريب أي تقريب الصورة للأذهان
النقد الأدب ، المنهج
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة