مدونة محمد كريم الساعدي


جماليات النظام الصارم في نسبه وغائية الجمال الأخلاقي / الجزء الأول

أ.د محمد كريم الساعدي | Mohamad kareem Alsaadi


26/04/2022 القراءات: 918  


عمل (ديمقراط) على النسب الرياضية ، أي وضع الجمال في صورة النسب التي لا تقبل الخطأ كما في علم الأرقام والقياسات والنسب . وأعتقد في طريقة التشكيل الجمالي الذي يقوم على تشابه الأجزاء وتساويها ، فالشيء الجميل " الرائع هو الشيء المتناسق المحدد من كل الوجوه . فالزيادة في الشيء ، أو النقصان فيه أمر لا يعجبه ، فالجمال يكمن في النظام الصارم ، وفي التناسق والتناسب والانسجام بين الاجراء" (1). من هذه النظرة انطلق (ديمقراط) في البحث عن الهوية الجمالية ومفرداتها التي تقوم على نظام تناسق حال من الزيادة أو النقصان في النسب ، فالشيء الجميل المتناسق المنسجم بين أجزائه التي لا تقبل الإضافة خارج هذه النسب .إنَّ النظرة الجمالية تكونت لديه من إحساسه المتناهي في مسألة التناسق البعيدة عن الأفراط والتفريط ، وكأنها نظرة وسطية معتدلة في تشكيل نسب الأشياء حتى تكون جميلة ومتكاملة في الشكل عاكسة لمضمون متناسب معها . وكأنه يقول إذا أردنا أن نشاهد الجمال علينا أن نميز بين ما هو زائد عن القياسات والنسب في العمل الفني التي يجب أن تبعث السرور في المشاهدة نتيجة لهذه الانسجامات في شكل العمل الفني وحتى في المضمون الفكري لديه .
إنَّ النظرة الجمالية على وفق هذه النظرة عند (ديمقراط) تدخل في تقارب مع الرؤية عند كل من (هيراقليط وفيثاغورس) وتوصلنا " الى النتيجة التالية : إنه حتى ذلك الوقت ظهر علم الجمال كعلم يبحث في نواح معينة من الحياة والكون . وحاول الفلاسفة الذين بحثوا في علم الجمال أن يجدوا وأن يحددوا الأسس الموضوعية للشيء الرائع ذلك الشيء الذي شاهدوه أما في العلاقات الكمية المسيطرة على العالم ، أو في الصفات المادية للوجود أو في النظام الصارم في التناسق والتناسب بين الأجزاء " (2).


الجمال / الاخلاق / النظام الغائي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع