مدونة سعد رفعت سرحت


تأويل (يا زيدُ) بين (أدعو فلانًا)و(أدعوك)

سعد رفعت سرحت | Saad Rafaat sarhat


16/06/2022 القراءات: 665  



تعرفون: المنادى في الأصل مفعول به،وعند النحاة أنّ قولك:(يا زيد) أصله(أدعو زيدًا)وفعل المضارع"أدعو"يراد به الإنشاء لا الأخبار .ومنهم من يرى أنّه في الاصل(يا أدعوا زيدًا)و لمّا رأت العرب أنّ ضرورة داعية لكثرة استعمال النداء أوجبت في كلامها حذف الفعل و إنابة(يا) مكانه.


ولكن تأويل (يا زيد) ب(أدعوا زيدَا) فيه نظر على أكثر من صعيد،أدنى ذلك أنك حين تقول(أدعوا زيدًا)يُفهم من قولك أنّ المنادى (زيدًا)غائب عنك ،على حين أنّ حرف النداء يقتضي حضور المنادى ولو ادّعاءً لحظة النداء.


و الحقّ أنّ المنادى ينبغي أنْ يؤوّل بضمير المخاطب،فيكون(يا زيدُ) في الأصل(أدعوك أو أناديك) ف زيد حلّ محل الكاف،و قولك(يا زيدون)في الأصل (أدعوكم) إذ حلّ زيدون محل(كم).
وأكبر دليل على ذلك أنّ العرب الى اليوم تصرّح بعبارات(أدعوك _ أناديك_ أصيح لك)حين يريدون تأكيد النداء.


وما يقوّي هذا التأويل أيضًا أنّ النحاة يعلّلون بناء المنادى المفرد على الضمة وفروعها بعلّة"شبه الضمير"،إذ يقولون بني( زيدُ) على الضمّ لشبهه الضمير في الإفراد والتعريف.

و الغريب هنا أنّ تعليلات النحاة في أبواب الإنشاء، في الأغلب،كانت تداولية إلّا في هذا الموطن فقد ظلّ شكليًّأ إلى حدّ بعيد.


المنادى المفرد في الأصل ضمير


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع