مدونة محمد كريم الساعدي


الوعي والمعنى وتشكل الموجودات / الجزء الأول

أ.د محمد كريم الساعدي | Mohamad kareem Alsaadi


30/03/2022 القراءات: 773  


إنَّ مفهوم الوعي الماهوي الذي يتشكل في المعنى عن الوجودات والموجودات وآثارها الواقعية فهو يأتي من كونه ادراك لشيء ،أو تشكيل عملية فكرية مرتبطة بالإدراك ، إن من يفكر في هذه الحالة فأن فكره يشير إلى شيء وماهوية هذا الشيء تأتي من عملية داخلية ناتجة من التفكير وموضوع التفكير ،أي عن طريق عملية الاعتماد المتبادل بينهما في تشكل ما هو ماهوي في داخل الذهن لذا فأن الوعي بشيء أو ماهية الوعي يأتي تكوينها في هاتين العمليتين التفكير وموضوع التفكير وما ينتج عنهما من مساحة فكرية لماهوية الاشياء في الذهن (1) بوصف الوعي في حد ذاته هو " كل ما نقوم به من يكون لدينا معرفة مباشرة به فهو لا يرتبط فقط بقدرتنا على أن نسمع ونريد ونتخيل؛ بل حتى أن نحس لأنني عندما أقول بأنني أرى وأمشي ،أو أستدل على أنني موجود ، أو اتحدث عن حركة عيني ،أو رجلي " (2) لأن كل ما تقوم به هو يشكل جزء مهماً في تشكيل الوعي ومساحاته التي تزداد كلما تناغمت عملية التقدم والتداخل بطريقة ايجابية بين التفكير وموضوع التفكير وإن تعددت الموضوعات فأن عملية التفكير تتعدد تبعاً لذلك .
إنَّ مفهوم الوعي وتشكلاته المعرفية المنطلقة من العملية التبادلية في كون أن الانزياح نحو الموضوع الذي هو أساس انطلاق للمعنى الذاتي الماهوي للوجودات كصور حسية متحولة إلى افهام مجردة من الممكن أن تعطينا دلالات ومؤشرات على ما يحيط بنا من عوالم نفهمها ونحاول صياغتها بشكل جديد، إذ أن هذه الصياغات لم تأتِ مقدماً من دون أن نستوعب ما تشكلت منه ،أي ما بثت من خلاله فيداخل الوعي من صور وماهيات لهذه الصورة في بعدها الوجودي الذهني وما يقابلها في العالم . إنَّ الوعي يكون وعي بالشيء ذاته لا من دونه ، وإذا كان بذات الشيء فأن الوعي بشيء هو ما يدفعنا إلى العالم الخارجي ،أي " نحن نتوجه إلى العالم الخارجي توجهاً طبيعياً ودون أن نتخلى عن الموقف الطبيعي فننجز تفكيراً نفسياً على (أنا) وتجاربه المعيشة سنغوص تماماً كما علينا أن نفعل لوكنا لم نسمع قط عن شيء فننسب إلى النوع الجديد من المواقف في ماهية ( الوعي بشيء ) الذي نعي فيه على سبيل المثال وجود الأشياء المادية والأجسام الحية والبشر ووجود الأعمال الأدبية إلخ ... ونتبع مبدأنا العالم القائل: إن كل الوقائع الفردية لها ماهيتها التي تقبل التصور" (3)، وهذا لا يعني فقط الفردية؛ بل أيضاً يوجد وعي لدينا بما هو أعم وأشمل من ذلك كما هو في الوجود والبحث بما هو أبعد من العالم المعاش في ذلك المجال لأن الوعي لا ينطلق من بناء كيانه في داخل الانسان كمعرفة يستند عليه في تشكيل مفاهيم الاشياء واستخداماتها؛ بل يذهب إلى البحث والصياغة في ماورائيات الأشياء انطلاقاً أيضاً من الأشياء ذاتها ولي من ورائياتها ومن ثم إليها إلا أن العملية من أجل أن تكون منطقية في البناء العقلي والتصور الذهني للأشياء لا بد من البحث في الأشياء ثم إلى ما ورائها حتى ننتج معرفة يكون فيها جانب اليقين مهم في اثبات ذلك .


الوعي الوجود الموجودات المعنى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع