مدونة عبدالحكيم الأنيس


تقديم لـكتاب "مناقب ابن الرفاعي" للهُمامي

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


28/06/2022 القراءات: 674  


( هذا تقديمٌ لـكتاب "مناقب ابن الرفاعي" للهُمامي، وقد استُخرج من "ذيل مرآة الزمان" لليونيني، عام 2007م، وصُوِّر ووُزع على بعض المهتمين)
***
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فهذا كتابُ "مناقب ابن الرفاعي" للشيخ محيي الدين أبي الربيع أحمد بن سليمان الهُمَامي الحسيني الرفاعي، المتوفى في القاهرة سنة (690)، وقد ألَّفه سنة (680) أو قبلها إذ حدَّث به في هذه السنة. مضافًا إليه بعض الأخبار عن راويه عنه.
وهو كتابٌ مبكرٌ، مهمٌّ، معروفٌ، ذكره العلماء والمؤرخون، قال الحافظ السخاوي في «الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر» (3/ 1264): «وأبو العباس أحمد بن أبي الحسن علي بن أحمد بن يحيى ‌الرفاعي، عَمل "مناقبَه" محيي الدين أحمد بن سليمان الهمامي الحسيني في أربعة كراريس، رتبها على ثمانية فصول». وقد نُقل كلام السخاوي في كتاب "علم التاريخ عند المسلمين" (ص: 738-739) وتحرف فيه الهمامي إلى: اليمامي.
وهذا الكتابُ (مناقب ابن الرفاعي) رواه أكثرُ مِن مؤرخ، ومن ذلك رواية الشيخ قطب الدين موسى بن محمد اليونيني (640-726) له في كتابه "ذيل مرآة الزمان" عمن سمعه من المؤلف. وهذا الذيل يبدأ بحوادث سنة (654)، وينتهي -حسب الأجزاء المتوفرة منه الآن- بوفيات سنة (711)، وهو يمتدُّ إلى أكثر من هذا. وقد طُبع منه (4) مجلدات، تصل في مجموعها إلى سنة (686)، وحقق الأستاذ فضل مكي تاريخ السنوات (687-696). وحقق الدكتور حمزة عباس السنوات الخمس عشرة المتبقية، أي من (697-711).
وقد أورد اليونيني كتاب "مناقب ابن الرفاعي" في حوادث سنة (705)، كما فعل ابنُ الجزري في "تاريخه"، على ما أفاده الذهبي في "تاريخ الإسلام".
واليونينيُّ وابنُ الجزري متعاصران، ولا ندري الآن مَن تابع الآخرَ في هذا.
وقد لخص الذهبيُّ ترجمة الإمام الرفاعي من هذا الكتاب، واعتمد على الذهبي مؤرخون كثيرون، منهم السبكي في "طبقات الشافعية الكبرى".
وقد رأيتُ أنْ أفرد هذا الكتاب من "ذيل مرآة الزمان" بتحقيق الدكتور حمزة عباس، وهو اعتمد في هذا القدر من الكتاب الذي أخرَجه على نسختين: نسخة المكتبة الوطنية باستانبول، ونسخة مكتبة جامعة ييل بأمريكا، وهذه الثانية فيها مِن وفيات سنة (687) إلى أثناء حوادث سنة (701)، وعلى هذا يكون الاعتمادُ في الجزء الذي فيه "مناقب ابن الرفاعي" على نسخة استانبول فقط، وهي نسخةٌ لا تاريخ لها، ويُخمِّنُ المحققُ أنها كُتبتْ في زمنٍ بعيدٍ عن زمن المؤلف، وأنَّ الناسخ لم يكن على أدنى درايةٍ بحقيقة المادة المنسوخة... واسمه محمد بن محمد الحجاجي البهوتي (تُنظر مقدمة الأستاذ المحقق 1/58).
وقد قابل المحققُ ما لديه من الأجزاء على تواريخ الجزري، وابن شاكر، وابن تغري بردي، نظرًا للتماثل الكبير بين هذه المصادر وبين "ذيل مرآة الزمان"، قال في (1/65): "حتى إنها لتصلحُ في كثيرٍ من المواضع أن تُعد نسخًا له، وبخاصة تاريخ الجزري حيثُ وصلت القربى بينه وبين كتابنا حدَّ التطابق الحرفي، أو ما يشبه ذلك".
والجزء الذي فيه "مناقب ابن الرفاعي" مِن تاريخ ابن الجزري ما زال مفقودًا، فلم يبقَ أمامنا غير "ذيل مرآة الزمان" على ما في نسخته مِن سوءٍ وطمسٍ ذهب بكلماتٍ وجملٍ. ونسأل الله تعالى أن يكشف لنا عن نسخةٍ أخرى أفضل، وعن نسخةٍ مِن تاريخ ابن الجزري
هذا، ولي على عمل المحقق الدكتور حمزة عباس ملحوظاتٌ متممةٌ لعمله، ولا أقصدُ بيانَها هنا، وله الشكر على ما تجشمَ من إخراج هذا القدر من الكتاب.
و"مناقب ابن الرفاعي" تقع في المجلد الثاني (1030-1094)، وثَم كلمةٌ عنه أيضًا في المجلد نفسه (824-826).
***
صدر "ذيل مرآة الزمان" عن المجمع الثقافي في أبو ظبي هذا العام (2007م)، ويقع في ثلاثة مجلدات، الثالثُ منها فهارس.
***


الرفاعي. الكتب المفقودة. استلال الكتب


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع