مدونة الدكتور محمد محمود كالو


حكم إقامة الأحزاب في الإسلام

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


26/03/2022 القراءات: 3096  


حكم إقامة الأحزاب في الإسلام
التسمية بالأحزاب لم تعرف سابقاً، ولم تطلق على الجماعات الإسلامية التي ظهرت في الدولة الإسلامية، ولم يتطرق الفقهاء القدامى إلى هذا المسمى في أدبياتهم، ولا يوجد نص شرعي صريح يبيح أو يمنع وجود مثل هذه التكتلات، فهي من الفروع القابلة للاجتهاد بحسب كل زمان ومكان.
إن مصطلح الأحزاب السياسية حديث المولد في العالم، إذ لم يمض على وجوده أكثر من قرن ونصف من الزمان، فهو من الأمور المحدثة، لذا اجتهد علماء الإسلام المحدثون في بيان حكم هذه الأحزاب السياسية.
الحزب بالمفهوم اللغوي: هو الطائفة والجماعة من الناس.
واصطلاحاً: جماعة متحدة من الأفراد، تسعى للفوز بالحكم بالوسائل الديمقراطية، بهدف تنفيذ برنامج سياسي. [المبادئ الدستورية العامة، محمود حلمي: 224].
وهناك فروق دقيقة بين الحزب والحركة والجماعة، فالحزب يقر بالنظام العام للدولة، بينما الحركة تقوم على إحداث تغيير في النظام العام للدولة،
وتوجس بعضهم من مصطلح الحزب على اعتبار ذمه في القرآن الكريم، وارتأت تسمية الجماعة لأن يد الله مع الجماعة كما في الحديث الشريف.
وقد ورد لفظ الحزب ومشتقاته في القرآن الكريم عشرين مرة في ثلاث عشرة سورة، ووردت في عرض المدح والذم، بل هناك سورة كاملة باسم الأحزاب.
لقد نشأت فكرة الأحزاب السياسية بمفهومها المعاصر في الغرب، ويعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر، كما ذكر الفرنسي موريس ديفرجيه في كتابه: الأحزاب السياسية.
ويرى بعض الدارسين أن الفرق الإسلامية هي تنظيمات سياسية كالخوارج والشيعة والمعتزلة، وبعضهم اعتبر أن الأنصار والمهاجرين أحزاب سياسية.
كما يرى الباحثون أن سقوط الدولة العثمانية عام 1924م كان سبباً لظهور الحركات الإسلامية، وهناك ثلاثة اتجاهات في مشروعية التعددية الحزبية:
1-المانعون لإقامة الأحزاب بإطلاق: ومن أنصار هذا الفريق السلفيون، ويرون حرمة إقامة أحزاب أو جماعات داخل الدولة الإسلامية مهما كانت أسماؤها ومعتقداتها، إسلامية كانت أو غير إسلامية، وذلك لمخالفتها الأحكام الشرعية، إذ لا يجوز أن يتفرق المسلمون في دينهم شيعاً وأحزاباً يلعن بعضهم بعضاً، ويضرب بعضهم رقاب بعض، وهؤلاء ثلاث فئات: فئة متشددة، وفئة غير مطلعة على حقيقة الأحزاب ودورها، وفئة كرسوا عملهم لخدمة السلطان، حيث يلوون أعناق النصوص لخدمة الحاكم.
وأرى أن هؤلاء قد تغير اتجاههم وقبلوا الأحزاب أخيراً، وقد شكلوا حزب النور السلفي بمصر، وقالوا: بأن الأحزاب تعد نوعاً ووسيلة من وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
2-المجيزون لإقامة الأحزاب السياسية، ومن أنصار هذا الفريق حزب التحرير الإسلامي، على شرط أن يكون أساسها الأصول الإسلامية، وأن تكون الأحكام التي تتبناها أحكاماً شرعية، ويمنعون التكتل على أساس غير الإسلام، وهذا الاتجاه هو المنتشر بين أغلب مفكري العصر الحديث من المسلمين، لما له من دور في التنمية السياسية وحماية الحرية والناس من الجور والاستبداد حسب قولهم.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: ما هي الأصول الإسلامية؟ وهل هي واضحة ومتفق عليها عند هذا الفريق؟
إلا أن بعض أصحاب هذا الاتجاه يوجد لهم كلام يوحي بإباحة الأحزاب غير الإسلامية، لكون بعضهم يفرق بين مرحلة ما قبل قيام الدولة الإسلامية، وما بعد قيامها، فيسمي الأولى مرحلة الدعوة، والثانية مرحلة التمكين.
3-المجيزون لإقامة الأحزاب بإطلاق: ومن أنصار هذا الفريق حركة حماس الجزائرية، إذ حينما سئل زعيم الحركة محفوظ نحناح: هل يقبل الإسلام بوجود أحزاب علمانية أو شيوعية أو قومية؟ فرد قائلاً: ومن قال بغير هذا؟! من قال بأن الإسلام يرفض الغير؟!
ويرى أصحاب هذا الاتجاه التعددية الحزبية مهما كانت مسمياتها علمانية أم شيوعية أم قومية، وقالوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أقر وجود جماعة اليهود داخل الدولة الإسلامية الأولى، وبعضهم فرق بين الأحزاب المتصالحة مع الدين، وغير المتصالحة معه، فأجازوا الأولى، ومنعوا الثانية.
وأخيراً: إن أهم ما يميز الدولة الإسلامية أنها تقوم على ركيزتين أساسيتين هما: العدالة والحرية، قال الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى: من قواعد الفقهاء: "الشارع متشوف للحرية" [مقاصد الشريعة الإسلامية: 391].


إقامة الأحزاب، الإسلام، الطائفة، الجماعة، الدستور


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


تحية و بعد : اسمح لي بالتعليق التالي مقال يطرح موضوع جد مهم اعتقد ان القرءان العظيم وضح و جلى ما تطرقت اليه فقط يتطلب ذلك الاصغاء و التدبر و الانصات لكلام الله عز و جل فالقرءان كتاب منزل بلغه الرسول بلسان عربي مبين وهو يبين العقيدة السليمة للناس الايمان بالله الواحد القهار فهنالك مؤمن صادق متقي و هنالك منافق و هنالك كافر فنتحدث هنا عن دين و عن عقيدة تؤسس لعمل صالح فيه نظر الى ما بعد الموت و الى المصير في الاخرة فاما سعادة و جنة و اما نار و عذاب و حتى المسؤول او قائد بلد مثلا اذا كان ايمانه صادقا و كان متقيا فاعماله كلها صلاح و فلاح فطرة الله التي فطر عليها الناس لا تبديل لخلق الله عز و جل ذلك الدين القيم فالاحزاب و ان تعددت على اختلافها و تنوعها اذا لم تكن حزب الله كما ذكر القرءان فهي حزب الشيطان فحزب الله واحد و حزب الشيطان متعدد مختلف و قد اشار القرءان لذلك بوضوح لا شيع و و لا فرق و لا احزاب في الاسلام سوى حزب الله سبحانه و الدليل على ذلك واضح هل في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه و على اله الكرام توجد احزاب او فرق او تسميات من ذلك القبيل اسلام كءا حزب كذا الاسلامي.... بل وجد ما نص عليه القرءان مسلم الاسلام


فأرجو ان نتنبه لذلك و لا نكون من الغافلين اسماء و فرق و جماعات لا اعرف من اسسها عبر فترات التاريخ لتصبح محسوبة على الاسلام و القرءان العظيم و الرسول الكريم لم يذكرها و لم يشر اليها لنتساءل من اسسها و من ضبطها و ماهي غايته و اهدافه


فالاسلام فيه حزب الله و هو حزب المتقين المحسنين الصادقين القانتين المنفقين .... و حزب الشيطان و هو حزب الظالمين الفاسقين الضالين الكاذبين المعتدين الجاهلين ... مهما تعددت اشكاله و الوانه و مسمياته