مدونة الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو


التَّغَافُلُ من أخلاقِ الكِبارِ

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


08/09/2024 القراءات: 43  


التَّغَافُلُ من أخلاقِ الكِبارِ
ليسَ الذكيُّ بسيّدٍ في قومِهِ لكنَّ سيّدَ قومِهِ المُتَغَابِي
جاء في وصف ابن الأثير-رحمه الله تعالى- لصلاح الدين الأيوبي رحمه الله تعالى قال: "وكان -رحمه الله- حليماً حَسَنَ الأخلاقِ، ومتواضعاً، صبوراً على ما يَكْرَهُ، كثيرَ التَّغافُلِ عن ذُنُوبِ أصحابِهِ، يَسمعُ من أحدِهم ما يَكْرَهُ، ولا يُعلِمُهُ بذلك، ولا يَتَغَيَّرُ عليه".
وقال أبو علي الدقاق: 《جاءت امرأة فسألت حاتماً عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة، فخجلت، فقال حاتم: ارفعي صوتك؛ فأوهمها أنه أصمّ؛ فسرّت المرأة بذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت، فلقّب بحاتم الأصم》. [مدارج السالكين: 344/2].
وهذا الأدب الذي وقع من حاتم الأصم هو ما نسميه بأدب التغافل، وهذه لعمري هي أخلاقُ الكبارِ وسادةِ القَومِ، وعلى الإنسان إذا ما أرادَ أن يعيشَ سعيدًا مسرورًا محبوبًا معدودًا في جُملةِ الكِبارِ أن يتحلَّى بها، وهو من أدب السادة، أما السوقة فلا يعرفون مثل هذه الآداب.
التَّغَافُلُ خُلُقٌ جَميلٌ من أخلاقِ الكِبارِ، وهو من فضل الله تعالى الذي يؤتيه من يشاء، فاللهُمَّ ارزقْناه مِنْ وَاسِعِ فَضْلِكَ يارب.


التَّغَافُلُ، أخلاقِ الكِبارِ، التواضع، حسن الخلق، حاتم الأصم، المتغابي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع