العلاج النفسي بـ الإنسانية
17/12/2023 القراءات: 881
الله محبة فإذا سيطر علي القلب منحه الرحمة اللانهائية لتخفيف آلام البشر، في مسرحية " ماكبث " لشكسبير ورد تعبير رائع نحتاج له في مجتمعنا المعاصر بشدة " حليب الرقة الإنسانية " نحن البشر فطرياً نحتاج إلي التواصل الحبي الحنون فهو الغذاء العاطفي للروح والمناعة النفسية وخط الدفاع الحصين من المرض النفسي والجسدي .
عندما نتذكر الطفولة الرائعة من الإباء الدافئة حيث المعانقة والتقبيل وتلبية الحاجات بالحنان والعطاء والحب نتمني العيش في الطفولة اللانهائية فلماذا لا تمتلئ البيوت المعاصرة بالحب بديلاً للماديات حتى ينتشر الحب والسلام والصحة النفسية في المجتمع .
لماذا تدفعنا الحياة المعاصرة لإهمال قيم البعد الإنساني فينا ، تخفيف الآلم الاخرين يخفف آلم الذات ويعطي طاقة رائعة إيجابية ، قيمة الشكر والامتنان تنشر في الجسد والعقل شعوراً بالسعادة والسمو ، فما ظنك اذا كانت علاقاتك الاجتماعية قائمة على الإيثار واللطف والعطف والرحمة واللين والانس والمؤنسة والإحسان ، تخيل معي صورة إنسان في عمله محاط بعدد من الأشخاص يحبون ويساعدون ويضحكون ويعطفون ويعزرون ويعززون، ما هي كمية الإنتاجية التي تصدر عنه في العمل ، هم يقومون بذلك لك ، وأنت تقوم به مع غيرك في حاضر متكررمعدي كفكرة وشعور وسلوك .
نحن حين نمارس الحب نكون اصحاء نفساً وجسداً وعقلاً واجتماعياً فلا عجب اذاً من وصف فرويد" للصحة النفسية بالقدرة على الحب والعمل " عاطفة الحب لها تأثير فسيولوجي عجيب ، هناك عبادة روحية اسمها التغافل عن أخطاء الاخرين وتفويض الله في الأمور كلها ، لحفظ الصحة النفسية وعدم استهلاك طاقاتك بلا فائدة في المواقف الحياتية السلبية في الفكر الغربي اطلق عليها " فن اللامبالاة " وفي الفكر الإسلامي " فن التماس الاعذار " فإن لم تجد للاخر عذراً ، التمس لنفسك عذر الصمت على إيذاء الاخرين لك محتسباً الاجر عن الصبر الجميل من الله .
مارس تدريبات التسامح تسكن الراحة والصفاء روحك ، افرح بصدق لسعادة الاخرين وابتهج لهم وحب لهم ما تحب لنفسك فالخير الإيثاري شفاء للجسد والنفس .
الاتزان والوسطية بين الغيرية والأنانية علاج نفسي لعدد كبير من الامراض النفسية الاجتماعية المعاصرة ، لا تبحث عن السعادة الهشة بل الشبع الدائم " الرضا والامل والتفائل واليقين " فمهددات الحياة كلها كشمس تشتد ثم تغيب إذا أدركت نعمة اللحظة الحاضرة سوف تكتشف ملايين النعم محيطة بك ونحن عنها غافلون ، مضاعفة الإحساس الداخلي بالنعمة يجعلها في تزايد مضاعف ﴿لَئِن شَكَرْتُم لَأَزِيدَنَّكُمْ﴾ حالة عجيبة من الإرضاء للحاجات النفسية والجسدية والاجتماعية تقودك لقمة هرم ابراهام ماسلو حيث التكامل الذاتي .
لحظات متقطعة من الإيجابية خلال السياق اليومي لحياتنا متكررة وعديدة شاملة قطاعات الأدوار الحياتية التي نمارسها مغيرة على المدي القصير تصنع فارق يملئ الحياة ، غبار الامل الضئيل حين ينتشر يصنع جبال من السعادة ومشاعر الفرح .
لا تربط الفرح بغياب الحزن والمعاناة والالم ، فالحياة لها وجوة عدة والقبول غير المشروط للاحداث كفيل بجعل الصعب والمزعج والمؤلم يمضي ليكون ماضي منسي عابر ، استفيد من الصعاب بتكوين معنى لها ، فلسفة المعاني الذاتية للألم شفاء .
الفقد قد يكون سبب الحضور كالظل والضوء متلازمان ، فكم من راسب صنع نجاح وكم من موتى احياء في القلوب ، وكم من ألم تحول بذرة خير ، نور الامل يقبع داخلك ، حرر حالة الوعي الكامل به وانهض .
الشخصية المثالية عندنا نحن البشر وهم مرضي فعيش كما أنت فقط كن ساعي لتعديل الأخطاء متى تدركها ، واطلب المغفرة على ما مضي ، حب ما أنت عليه فقط زيد فعل الخيرات ولها مصادر وأنواع متعددة منها ما هو استثمار ذاتي العوائد لنفسك في الدنيا والحياة الاخرة ومنها استثمارغيري العوائد للإنسانية جمعاء فمن زرع غرس حصد ثماراً وترك أثراً " الباقيات الصالحات " ، لا تبحث عن الرفاه في العالم الافتراضي واللامعيارية فالحيز الإنساني فطرتك .
العلاج النفسي - الصحة النفسية - الإنسانية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف