مدونة ياسر طرشاني


فوائد أصولية ومقاصدية من الآيات القرآنية (10)

الأستاذ الدكتور ياسر طرشاني | Prof. Dr. Yasser Tarshany


04/03/2023 القراءات: 481  


قال تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (58) لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ} [الحج: 58، 59]
• الهجرة بالخروج من الأهل والوطن سواء كانت طواعية أو كراهية لا بد أن يكون مقصدها في سبيل الله للحصول على نتائج المبشرات.
• في سبيل الله عامة تشمل طلب العلم ونشره والدعوة إلى الله أو تحقيق مقصد الشارع وهذا يرجع بحسب مقصد المكلف من الهجرة.
• الأعمال بيد الله في الهجرة (ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا) فالهجرة لا تقلل ولا تزيد في العمر
• نتائج الهجرة في سبيل الله الرزق الحسن وهو مؤكد باللام ونون التوكيد والفعل المطلق أي أن الزرق لا يقل بسبب هجرة الأوطان أو الغربة، فالأرزاق محددة قبل ميلاد الإنسان ووجوده في الحياة.
• وصفها بأنها حسن وهذا يدل على طيبها وحلالها فمن خرج مهاجرا في سبيل الله لابد له من تحري الحلال دائما والرق الحسن حتى وإن ضاقت عليه ظروف الحياة تجية الهجرة أو الأزمات التي يتعرض لها، فلا يبيع دينه بدنياه، ولا يأكل حراما بحجة ضيق المعيشة في الهجرة.
• الرزق ليس فقط المال بل الصحة رزق، وراحة البال رزق، والصلاة رزق، وطلب العلم رزق، وتوفيق الله لعبده رزق، فليحمد العبد ربه على جميع أنواع الرق فنعم الله كثيرة، فكلمة الرزق عامة فلا تخصيص إلا بدليل.
• الرزق من الله (لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ) فلا يتحكم أحد في رزق أحد، فالأرزاق كلها بيد الله وحده.
• الرزق يشمل الدين والآخرة ففي الدنيا نعم الله على عبده روق وفي الآخرة جنة الله ورضوانه ، فالله يعوض عبده خيرا بسبب هجرته بشرط أن تكون في سبيل الله
• تذكير باسم الله الرزاق مناسب للمهاجرين وما يمرون به من ظروف الغربة وترك الأهل والوطن والذكريات الجميلة وما تركوه من ثروات وأموال فإن الله سيعوضهم خيرا (وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
• ومن مبشرات للمهاجرين: " لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ" فهم خردوا مهاجرين فالجزاء من جنس العمل فسيكون إدخالهم في مجالات يرضوها ويسعدون بها مقابل ما تعرضوا له من ضيق وكراهية وشدة بسبب خروجهم في الهجرة، وما أجمل وصف المدخل بأنه سيرضيهم ويسعدهم ويسرهم.
• على العبد في الهجرة أن يتكيف مع المتغيرات وتكون لديه مهارة المرونة وأن يرضى بما قسمه الله له ونستفيد ذلك من قوله تعالى : "مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ" والفعل المضارع للاستمرار فما أحوج المهاجرين لمهارة المرونة والتكيف مع الواقع، فلا ينشغلون بالماضي بل يرضون بالحاضر ويخطون للمستقبل.
• ختام الآية باسمه العليم مناسب للآية ، فالله عليم بمن خرج في سبيله، وعليم بما يتعرض له المهاجرون من شدة في هجرته، وعليم بما يشعر به المهاجر في غربته، و عليم بأحوال المهاجرين وظروفهم وتقلبات الحياة، وعليم بشوق المهاجرين لأهاليهم وأوطانهم.. فهذه فيها مواساة للمهاجرين فالله عليم بأحوالهم.
• حليم من أسمائه فالله يحلم على عباده في معاصيهم وذنوبهم فلا يعجل لهم بالعقوبة ، فعلى المهاجر أن يتعلم الحلم في هجرته، فلا يثأر لنفسه ولا ينتقم لذاته بسبب ما تعرض له من ظروف هجرته وغربته.


اسأل نفسك:
• هل تحرص على تحري الرزق الحسن الحلال؟
التوصية:
• الحرص على تجديد النية في الهجرة في سبيل الله.
• نسأل الله أن يدخلنا جميعا مدخلا نرضاه ويرزقنا رزقا حسنا.... اللهم آمين آمين آمين.


القرآن الكريم، مقاصد الشريعة، أصول الفقه، التفسير الأصولي والمقاصدي.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع