مدونة البيتي العلمية


هل اتخذت العولمة مسلكاً خاطئاً؟

حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti


14/04/2022 القراءات: 3515  


من خلال ما تم نقاشه عن العولمة في الاقتصاد والسياسة والثقافة والصحة، نجد أن العولمة اتخذت مسلكاً خاطئاً، لقد قسمت العالم إلى طبقات، فلدينا دول نامية ودول متقدمة، والفارق بينهما لم يعد اقتصادياً فحسب، بل وصل الأمر للتدخل في السيادة الوطنية للدول النامية.
بالإمكان اتخاذ مسلكاً أفضل للعولمة إذا دعمت الجهود الرامية لذلك، ومن أمثلتها في الحاضر وثيقة الأخوة الإنسانية التي خرجت بها اجتماعات شيخ الأزهر الشريف الإمام أحمد الطيب وبابا الفاتيكان فرنسيس، وقد أشادت اليونسكو بهذه الوثيقة وجعلت ٤ فبراير يوماً عالمياً للاحتفاء بمخرجات الوثيقة.
المخرجات شملت الجوانب التي مارست فيها العولمة أسؤا صورها في هضم حقوق الشعوب المتطلعة للحرية والحياة الكريمة، وكذلك ممارسة البراجماتية بأبشع صورها.
الوثيقة دعت للعيش المشترك، وحذرت من قيام حرب عالمية ثالثة، والتي بدأت بوادرها بالتسلح في كل مكان، ودعت الوثيقة لعدم التحدث باسم الأديان في المعارك.
كما ألغت الوثيقة مفهوم الطبقية بين الشرق والغرب، وأوضحت أن العلاقة بينهما تكاملية، وركزت الوثيقة على حقوق تطبيق حقوق الإنسان، وبالذات حقوق الطفل والمرأة والمسن.
فلو تم الرجوع إلى مثل هذه الوثائق والاتفاقيات التي تلغي مفهوم الطبقية، وتؤسس لمفهوم التكاملية والعيش المشترك، فإننا سنشهد عالم مزدهر يثري بعضه بعضاً بالمعرفة، مثل ما كان ذلك بالعصر الإسلامي الذهبي الذي قابله العصور الوسطى الظلامية في أوروبا، ومع ذلك لم يكن المسلمون بقوتهم أداة لقمع حرية الشعوب أو لإبقائها في الظلام؛ لكون الدستور الإسلامي حينها (الشريعة) تكفل الحقوق وتقر الواجبات على الأفراد، لا فرق بين الأبيض والأسود، ولا عربي ولا أعجمي، الكل سواسية كأسنان المشط، ففي ظل هذا الدستور انتقلت الحضارة العلمية من البيئة الإسلامية إلى أوروبا التي شهدت بعد ذلك ثورة صناعية غيرت مجرى التاريخ، لكن المبادئ التي عاشها الأوروبيون والأمريكيون - رعاة العولمة المعاصرة- لم تتغير، أنها أشبه بعقيدة "شعب الله المختار أو المخدوم" التي انتقدها الإسلام.
لكي نشهد عالم أقل هيمنة وعنف وتدمير، ونتجنب بوادر حرب عالمية ثالثة يجب أن يقر الكبار بالتعايش المشترك بينهم، وأعني هنا أمريكا والصين، وكذلك تفعيل دور المنظمات الدولية التي لم تلعب دور حتى الآن في إحلال السلام ولا تفرض مبادئ التضامن المشترك الذي لمسنا الحاجة إليه في ظل جائحة كورونا كما تحدث عن ذلك مدير منظمة الصحة العالمية ثيدروس.

المصادر
بواية الأزهر. 4 فبراير 2019. وثيقة الأخوة الإنسانية. تم الاسترداد من الرابط:
https://www.azhar.eg/%D9%88%D8%AB%D8%A7%D8%A6%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1/%D9%88%D8%AB%D9%8A%D9%82%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AE%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
الكرسي الرسولي. 4 فبراير 2019. وثيقة الأخوة الإنسانية. تم الاسترداد من الرابط:
https://www.vatican.va/content/francesco/ar/travels/2019/outside/documents/papa-francesco_20190204_documento-fratellanza-umana.html


العولمة الأزهر الفاتيكان


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع