مدونة خميس حياة.


عادات وتقاليد الزفاف (الحمام انموذجا)

خميس حياة | Khemis hayat


26/12/2021 القراءات: 596  


  تمثل عادات الزواج مظهرا من مظاهر التمايز الجلي بين الثقافات الفرعية، فهو يحاط بالكثير من الطقوس والعادات الشعبية التي تبرز في مراحل الاحتفال به، وتتخذ هذه المراسيم خصوصية مميزة لتعبر عن طبيعة الاحتفال بالزفاف. يحضى الحمام بمنزلة خاصة في الموروث الثقافي الجزائري اذا لا يعتبر مكانا الاستجمام والاغتسال فقط بل جزء من الممارسات والطقوس المحورية المتعلقة بالزفاف سواء بالنسبة للمرأة او الرجل، وهذا يجعل منه(الحمام) تراثا تقليدي راسخا في ذهنية الفرد، لأنه يمثل شبكة من الانساق والممارسات والتمثلات التي تتغذى تاريخيا وسوسيولوجيا من فعاليته. يعتبر الحمام فضاء مهما خاصة من الناحية الاجتماعية فهو يمثل واحد من أهم فضاءات تشبيك العلاقات، والحمام النسائي هو فضاء حميمي مغلق على جنس واحد، والعلاقة مع الرجال ممنوعة فقهيا وعرفيا في هذا المكان، فهو منشأة معمارية تكرس العزل بين الجنسين حسب المعايير الثقافية والاجتماعية، ومن جهة فالحمام بشكل إستراتيجية ذكورية في صناعة الجسد واكتساب معارف جنسانية...الخ، كما انه لا يزال احد الفضاءات الاكثر انجذابا وتأثيرا في التحولات البنيوية والقيمية. يخضع فضاء حمام للعروسين لسلوكيات وممارسات طقوسية، ومن بين هذه الممارسات نجد الشموع التي تدخل ضمن العناصر الاساسية لهذا الطقس، اما لوازم الحمام التي يجب ان تكون متوفرة حقيبة كبيرة تحتوى على ملابس العروس، ادوات الزينة المتمثلة في البخور، الحناء، السواك، الكحل...الخ، والادوات الخاصة بالاستحمام الفوطة مناشف...الخ. ولو نظرنا من ناحية طقوس الحمام نجدها انها ممارسة تندرج ضمن الممارسات الاحتقالية الزواجية باعتبار ان كل ممارسة إنسانية تحمل الالات رمزية تعطي بدونها ثقافة مجتمع معين. ومن ناحية يمكن قراءة تاويلية لعلاقة المرأة بالحمام من زاوية اعتبار ولوجها الطويل له كاحد قواعد اللعب الأنثوية ضد النشاط الذكوري في شغل الفضاء العام والانفتاح على المجال الخارج عن فضاء المنزل خصوصا في المجتمعات الابوية، وبشكل بذلك الخروج الى الحمام عند الكثير منهم فضاء متوفر له الاخرى من السيرة الذكورية.


العادات، التقاليد، الزفاف، الحمام.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع