مدونة عبد المجيد رمضان


في مفهوم المواطنة البيئية .. وعي بإنجاز أهداف التنمية المستدامة

عبد المجيد رمضان | Abdelmadjid RAMDANE


27/08/2022 القراءات: 3840  


المواطنة البيئية كمفهوم ذي قيمة وبعد اجتماعي، تتجسد في بعدها الوطني مسؤولية الانتماء المعززة بالمبادرات الفردية والجماعية في دعم المشاريع الوطنية بمختلف وظائفها وأهدافها، وتعضيد قدرات حصيلة منجزاتها التنموية والاجتماعية. وتمثل مؤشراً يحدد مستوى جاهزية ووعي الفرد والمجتمع بضرورة المساهمة المسؤولة والمتفاعلة مع الحدث الوطني بمختلف تجلياته، وهي بذلك تمثل وسيلة تفاعلية في استراتيجية بناء المبادئ والمسؤوليات والالتزامات الموجهة لبناء السلوك البشري وإنجاز أهداف التنمية المستدامة.
مفهوم المواطنة البيئية تاريخيا، تبناه المنتدى التحضيري لقمة جوهانسبيرغ (2002) للتنمية المستدامة للمنظمات غير الحكومية، الذي عقد بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة (2003). ويقصد بالمواطنة البيئية ذلك السلوك الذي ينتهجه الفرد لحماية البيئة المحلية والعالمية ومواردها الطبيعية وصونها من التلوث، ما يعكس معرفة ووعيا بندرة الموارد الطبيعية أحيانا، ومحدودية قدرتها على التجدد أو إعادة التأهيل الذاتي أحيانا أخرى، وأهمية المحافظة عليها وتنميتها باستدامة.
• المواطنة البيئية مفهوما وسلوكا وممارسة:
يعد موضوع رفع درجة وعي المواطن بالمشكلات البيئية، وإسهامه فيها، وآثار ذلك على وطنه ومواطنيه بيئيا واقتصاديا وصحيا واجتماعيا، ودوره في الحد منها أو تخفيف آثارها، وتفعيل دوره في الرقابة والمشاركة في اتخاذ القرار البيئي، من أهم أهداف المواطنة البيئية التي تسعى إلى ترسيخ جملة من المبادئ:
- ترشيد استخدام الموارد غير المتجددة.
- عدم تجاوز قدرة الموارد المتجددة على تجديد نفسها.
- المشاركة بفاعلية في عمليات التوعية البيئية، والمراقبة، وصنع القرار البيئي بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.
- السعي إلى رفع مستوى الوعي بقضايا البيئة وتداعياتها على الصعيد الفردي والجماعي.
وعليه، فإن مفهوم المواطنة البيئية لا بد أن يكون شموليا بدء من المعرفة بالقضايا والمشكلات البيئية، إلى ترسيخها معتقدات وقيما تعمل على توجيه سلوك الفرد ليكون أكثر حماية للبيئة، وأكثر ترشيدا في استهلاك مواردها. وعلى المواطن أن يمتلك وعيا بالمشكلات البيئية في محيطه العام، وعلى الصعيد الوطني، وأيضا الدولي.
وتتمثل المواطنة البيئية في مجموعة القيم والعادات والتقاليد والأعراف والمبادئ والاتجاهات الإنسانية، التي تعزّز واقع الحقوق البيئية للجماعات البشرية في المناطق المختلفة من العالم، وتدعم قدرات وجود مقومات السلوك الأخلاقي والمسئولية الذاتية للفرد والمجتمع في تجسيد واقع الممارسات البشرية السليمة في العلاقة مع النظم البيئية ومكوناتها الأساسية، والتي يمكن أن تسهم في إيجاد وتأسيس قاعدة واعية قادرة على المساهمة الفعلية في الدفع باتجاه إقامة نظام عالمي أكثر عدلاً ومسؤوليةً في الدفاع عن المصالح العليا للإنسانية، والحفاظ على سلامة كوكب الأرض وتأمين سبل العيش الكريم للجماعات البشرية وتحقيق الأمن البيئي للإنسانية.
وقد صنف الباحثون عددا من المؤشرات لقياس المواطنة البيئية على مستوى الفرد، وتم تقسيمها إلى مؤشرات ضغوط تبين الأسباب المباشرة للمشكلات البيئية، وأخرى تقيس سلوك الفرد وممارساته تجاه تلك القضايا، وأخرى تبين استجابة الفرد للحد من تلك المشكلات ومدى وعيه ومشاركته في تحمل مسؤوليته تجاهها.
وتتمثل هذه المؤشرات خصوصا في التعامل مع الموارد الطبيعية كالماء، والهواء، والغابات، والتنوع البيولوجي، والسواحل الشاطئية. وممارساته المتعلقة بمدى استغلاله لهذه الثروات والمحافظة عليها دون تبذير، واتخاذ التدابير التي من شأنها حماية البيئة بإنشاء أنظمة لاقتصاد الماء والطاقة، ووضع أنظمة فعالة للصرف الصحي وغيرها.
ويتيح وضع هذه المؤشرات عمليات القياس والرصد والمراقبة لتطور المواطنة ونموها في أي مجتمع، ومن شأنه أن يكشف عن الثغرات التي تحتاج إلى تركيز الجهود لتداركها.


المواطنة البيئية، الوعي البيئي، صنع القرار البيئي، خدمة أهداف التنمية المستدامة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع