الصلاة فكرة و سلوك _ كيف ذلك.
خديجة بوخبز | khadija boukhbza
09/04/2023 القراءات: 407
لا بد أن أبدا تقديمي بسؤال كيف يمكن أن نجعل من الصلاة طريقا لتغيير سلوكنا؟
دائما نسمع أن تغيير الأفكار تؤدي الى تغيير السلوك، فلما لا زلنا نرى شخصا يصلي لكن تصرفاته لا توحي ابدا بأنه يصلي، و شخص اخر لا يصلي لكن في معاملاته يكون شخصا يراعي الناس و يتعامل مع الضعفاء و يصل الرحم و غيرها من السلوكات الإيجابية.
و نجد أيضا أن هناك من يغير أفكاره لكن سلوكه لا يتغير لأن التغير يتطلب القضاء على الأفكار السلبية أيضا فأبسط مثال على ذلك: فئة المدخنين فهناك فئة كبيرة جدا واعية منهم متعلمين و منهم الغير متعلمين منهم الأغنياء و الفقراء، فهم يعرفون مضار التدخين و الأضرار التي يسببها، لكن لا يغيرون من سلوكهم، تغيير هذا السلوك صعب جداً لأن ذلك اصبح عادة،كالأكل و إن لم يمارس تلك العادة ، فإنه يصبح كمن فقد عضوا من اعضاء جسده، لهذا يجب التوعية و اسداء النصيحة و عدم الملل خصوصا ان كان أحدا من أفراد مجتمعك الذي تنتمي اليه.
لهذا لا بد من طرح سؤالين:
ما الذي يجعل الصلاة عادة و ليست عبادة ؟
بداية اذا سألت شخصا لما تصلي سيقول لك أجوبة متعددة و منها:
_ وجدت أبي يصلي؟
_ لأنها فرض؟
_ من أجل أن أدخل الجنة؟
بالطبع فإن من البديهي أن تجد هذه الأجوبة، و التي هي أجوبة سائدة، و هو الجواب الذي كنت أعطيه أيضا كإجابة على هذا السؤال،فالصلاة بالنسبة للمسلم هي الخريطة التي يصل بها لبر الأمان هي العبادة التي يتواصل من خلالها مع الله و الخط الفاصل بين الجنة و النار، و من أقامها أقام الدين و من هدمها فقد هدم الدين، فما الذي يجعلها تتغير لتتحول من عبادة إلى عادة، فالناس عموما تختلف في أداء الصلاة فتجد من يقوم يصلي في الوقت و جماعة و يستحضر الخشوع في صلاته، و نجد فئة تقوم إما بالصلاة في الوقت أو جماعة أو محاولة استحضار الخشوع في الصلاة، و المنتمون لهذه الفئة. يحاولون مرات فينجحون، و مرات أخرى يخفقون، و فئة أخرى لا تركز في الصلاة و تعرف ما الذي قرأته أصلا، و فئة تصلي بين الفينة و الأخرى،و فئة أخيرة هي التي لا تصلي أبدا، كل هذه الفئات موجودة و نراها في حياتنا و الشخص الواحد يمر من فئة الى أخرى في فترات عمره، و حسب اجتهاد المرء في حياته، يصل الى المرتبة التي يريدها من الصلاة.
و هذا من بين الأسباب الذي يجعل من الصلاة عادة فقط، هي انتظار ذلك الوقت السحري الذي سوف يجعلك من الذين يصلون صلاة خاشعة و في وقتها و جماعة، و هذا الوقت قد لا يأتي أبدا، و قد يبقى الإنسان دون صلاة طول عمره حتى يصل الى اخر عمره.
و في الحقيقة فمن بين الاسرار التي تجعل الحفاظ على الصلاة سهلا هو ضبط النفس، و عدم التساهل معها، و عدم طرح السؤال هل أقوم لصلاة أم لا؟
فالنفس تحب الراحة و عدم تكليفها بشيء لهذا يجب القيام لصلاة مباشرة بعد سماع الآذان، و إلا أن الصلاة سوف يمر وقتها أو ربما تتماطل وتنسى، و هذا كله وسوسة من الشيطان.
و ما يجعل الصلاة عادة هو أن نجعل المقصد من الصلاة هو الخوف من دخول جهنم، و أن يتم فصل الصلاة عن مقاصدها الدنيوية، فتكون لها وقت محدد و ينتهي و لا يتسمر أثرها.
و الصلاة كي تظهر نتائجها لا يجب مراقبة فقط ألاحوال أثناء الصلاة هل حضرت شروطها و انعدمت مبطلاتها، بل يجب مراقبة و ضبط النفس خارج أوقات الصلاة، كي تتحقق الأهداف التي يسعى الإنسان ورائها من الصلاة من تحسين الخلق و الجمع بين المقاصد الدنيوية و الأخروية.
و اذا وصلت لهنا اخربنا قصتك مع الصلاة؟
الصلاة عبادة و ليست عادة.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع