مدونة دكتور محمد إبراهيم عبدالسلام البشبيشي


تربية النفس وحملها على فعل الطاعات وترك المعاصي و المداومة والثبات على ذلك

دكتور محمد إبراهيم عبدالسلام البشبيشي | DR.MOHAMED IBRAHIM ABDELSALAM ELBASHBISHY


11/05/2022 القراءات: 992  


إن تربية النفس وحملها على فعل الطاعات وترك المعاصي و المداومة والثبات على ذلك يحتاج منك لأمور:

الأول: العلم الشرعي:

فهو طريق الخشية ولذا قيل: ( من كان بالله أعرف كان له أتقى ) ولذا تجد أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أتقى الأتقياء وأخشى البشر لله عز وجل وما هذا إلا لكمال علمه بالله، ولذا فقد أخبر عن نفسه بقوله: ( والله إني لأعلمكم بالله عز وجل وأخشاكم له ) (24391) وفي رواية ( إنَّ أتقاكم وأعلمكم بالله أنا ) رواه البخاري (20) وفي رواية: ( والله إني لأعلمكم بالله عز وجل وأتقاكم له قلباً ) رواه أحمد (23798) فتأمل كيف أنَّه ربط بين العلم و تقوى الله عز وجل و خشيته.

الثاني: الصبر ومجاهدة النفس:

وذلك بمراقبتها وتعاهدها وحملها على الطاعة ومباعدتها عن المعصية، وقد تكفل الرب جل وعلا لمن قام بهذا أن يوفقه للهداية، وزيادة عليها كما استمسك، وهذا كما قال تعالى: ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) العنكبوت الآية: 69 وقوله تعالى: ( وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ ) محمد الآية: 17

الثالث: الصلاة المفروضة، والنافلة:

وخاصة قيام الليل بالذات لأنه ينهى عن المعصية، ففي حديث بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ) رواه الترمذي (5394)

الرابع: استشعار مراقبة الله عز وجل:

وذلك يكتسب من خلال تدبر معاني الأسماء والصفات فتعلم أنه رقيب عليك لا تخفى عليه خافية، ولذا فإنه تعالى أمرنا بالتقوى دلنا على أحد طرق اكتسابها وهو استشعار أنه سبحانه رقيب مطلع على أعمالنا، كما قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ) النساء الآية:1، فانظر كيف أنه أمرنا بالتقوى ثم وصف نفسه في أخر الآية بأنه رقيب.

الخامس: عوامل تجديد الإيمان:

مثل كثرة ذكر الله عز وجل، وخاصة تلاوة القرآن. ومصاحبة الصالحين، ومطالعة السيرة النبوية، ومعرفة أحوا السلف الصالح.

السادس: البعد عن كل ما من شأنه إثارة الغرائز، مثل سماع الغناء، ومصاحبة رفقة السوء.

السابع: الدعاء:

عليك أن تكثر من الدعاء حتى يعينك الله في تحصيل مقصدك، وحبذا لو تحريت أشرف أوقات الإجابة كثلث الليل الآخر وبين الأذان والإقامة وغيرها من الأوقات الفاضلة.

الثامن: مصاحبة الصالحين:

لأنهم يعينوك على الطاعة، ويتعاهدونك بالنصح، ولأن الانسان مجبول على التشبه بمن يصاحب، وقد ثبت في الحديث: ( المرء على دين خليله...)

التاسع:أن تعلم أن ما عند الله خير وأبقى:

وهذا يدفعك لتحمل التكليف بترك المعاصي، والمسارعة في الطاعات، وفي هذا يقول ابن القيم عليه رحمة الله ( من أبصر نور الأجر هان عليه ظلام التكليف


تربية النفس وحملها على فعل الطاعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع