مدونة د. عبدالكريم محمد حسين الروضي
الْعَوَامِلُ الْمُؤَثِّرَةُ فِي تَرَاكُمِ خَبَرَةِ الْعَامِلِينَ فِي الْمُنَظَّمَاتِ
د. عبدالكريم محمد حسين الروضي | Dr. Abdulkarem Mohammed Hussein Al-Rawdhi
09/07/2020 القراءات: 822
بِقَلَم د.عَبْدَالكَرِيمُ مُحَمَّدُ الرَّوْضِيِّ
الْخَمِيسُ 9 يُولِيُو 2020م
إن الموارد البشرية هي جميع العاملين في المنظمة، بما يحملوه من طاقات واستعدادات ومهارات وقيم واتجاهات وخصائص ديمغرافية، فهم المدراء والقادة والإداريين والفنيين والمستخدمين وهم الموظفين الدائمين وغير الدائمين الذين تستخدمهم المنظمة، تقدم هذه الموارد للمنظمة مساهمات متنوعة وبصورة متواصلة من أجل تحقيق أهدافها وفي المقابل تحصل لقاء هذه المساهمات على تعويضات مالية وغير مالية على شكل رعاية وخدمات متنوعة، وتساهم الموارد البشرية في تكوين الميزة التنافسية للمنظمة من خلال ما تملكه من مهارات وخبرات، وعلى الرغم من أهمية الموارد المادية المتمثلة برأس المال والموجودات والتجهيزات إلا أن للموارد البشرية في المنظمة أهمية تفوق بكثير أهمية الموارد المادية، فالأفراد هم الذين يفكرون ويبدعون، وهم الذين يخططون وينفذون ويشرفون ويتابعون ويسوقون ويستثمرون، وبدون الموارد البشرية تفقد كل الموارد الأخرى معانيها وقيمتها الحقيقة، وكلما امتلكت المنظمة موارد بشرية ماهرة ومؤهلة بصورة جيدة تمكنت من أداء أنشطتها المختلفة بكفاءة أكبر واستطاعت تحقيق أهدافها ورسالتها بتميز عالي ، وهناك مجموعة من العوامل المؤثرة في تراكم الخبرة للعاملين في المنظمة تتمثل أهمها في الآتي :
- التدريب : يحتل التدريب مكانة هامة بين الأنشطة الإدارية الهادفة إلى رفع الكفاءة لإنتاجية والخدمية وتحسين أساليب العمل ولعل السبب في هذه المكانة على المستويات الإدارية المختلفة هو الإيمان الفعال الذي يلعبه التدريب في تطوير وتنمية الكفاءات البشرية وزيادة الخبرات وتحسينها مما يساعد على تحقيق أهداف المنشأة بكفاءة بالإضافة إلى تحقيق مستوى عال من الإشباع الشخصي للأفراد، إن الخبرات الناتجة عن تحديات العمل والتدريب وتوجيهات المشرفين تؤدي إلى نمو وتطور وتقدم الفرد وحصوله على فرص ترقية وتعلم وتطوير مما يؤثر وبشكل إيجابي على تحسين جودة وأداء العمل، فخبرات العمل والأنشطة التدريبية والتعليمية داخل المنظمة تلعب دوار مهما في تطوير أداء العاملين.
- القيادة : أن خبرة القائد تعتبر أحد مصادر قوته وتأثيره القائد على الآخرين، وأن هناك إجماعاً من قبل العلماء في تعريف القيادة على أنها القدرة على التأثير في الآخرين في سلوكهم وأفعالهم واتجاهاتهم للعمل برغبة وجد لتحقيق أهداف المنظمة، وهذا يتطلب أفراد وجماعات قادرة وخبيرة لإنجاز المهام بأقل جهد ووقت وتكاليف ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام الأسلوب القيادي للتوجيه والتأثير على هؤلاء العاملين في معرفة حاجاتهم الأساسية والمكتسبة أي معرفة الاحتياجات الخاصة بالعمل ومعرفة الإحتياجات الشخصية التي تقود في النهاية إلى تعزيز الرغبة لدى الأفراد العاملين لزيادة معرفتهم ومهاراتهم واتجاهاتهم وقيمهم نحو أهداف المنظمة كي تحقق الميزة التنافسية في سوق العمل.
- المناخ التنظيمي : تظهر جوانب الاهتمام بالمناخ التنظيمي من خلال العلاقة القائمة بينه وبين المتغيرات التنظيمية الأخرى خاصة في مجال التعامل بين الفرد والبيئة التنظيمية بشكل عام والتي يحددها محوران أساسيان الأول يتمثل في خصائص الفرد المرتبطة إلى حد كبير بالنظام المعرفي وخبرته وتجربته وتعليمه وثقافته، والثاني هو بيئة العمل الداخلية التي تصف الخصائص المميزة للمنظمة عن غيرها من المنظمات والتي تختلف من منظمة لأخرى باختلاف الأبعاد المحددة للمناخ التنظيمي ومن أشهرها الهيكل التنظيمي، نظام الاتصالات، نظم إجراءات العمل، النمط القيادي وأسلوب اتخاذ القرارت و طبيعة وظروف العمل وبيئة العمل الخارجية وجماعة العمل، حيث إن كل هذه الأبعاد تشكل الإطار العام الذي تعمل من خلال كافة المنظمات وتخضع لتأثيراته الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية والتكنولوجية والقانونية، و هناك علاقة طردية بين تعزيز رغبة الأفراد في التطور السلوكي والمهني وبين المناخ التنظيمي الجيد والمريح والمرغوب لدى هؤلاء الأفراد العاملين، وهذا يؤكد بأن تعزيز وزيادة خبرة العاملين في المنظمة يحتاج بالضرورة إلى مرونة في التنظيم ، والعكس صحيح فإن المناخ التنظيمي السيء وغير المتطور يعكس نفسه سلبا على رغبتهم في التطور وزيادة المعرفة والمهارة وتدريجياً يصل هؤلاء إلى الاغتراب التنظيمي وفقدان الرغبة حتى في إنجاز المهام الرسمية المنوطة فيهم.
- برامج التدوير، التوسعة والاثراء الوظيفي : يصل الفرد في لحظة من اللحظات إلى درجة الاشباع المعرفي والمهاراتي من ممارسة وظيفة معينة ويصبح لديه ردة فعل سلبية لممارسة النشاط اليومي والمهام الروتينية المكلف بها والذي يقود بنهاية المطاف إلى الشعور بالملل والإحباط والعزلة والاغتراب من هذا الروتين الوظيفي، وعليه فقد ذهب علماء الإدارة وعلماء النفس الاجتماعي إلى معالجة هذا الشعور السلبي لدى الأفراد العاملين من خلال التنقل الوظيفي، تجزئة العمل، توسعة العمل واغناء العمل، لما تضيفه هذه الأساليب من معارف ومهارات متراكمة متجددة ومواكبة للتطور التكنولوجي والتي ستزيد بالضرورة من خبرات الفرد في مجال العمل والتخصص الذي يتنمي إليه.
- طبيعة العمل : إن طبيعة العمل وتصميمها الجيد والمناسب يعكس نفسه على سلوك الأفراد العاملين بتلك الوظائف أي على انتمائهم الوظيفي والمهام المنوطة بهم، وعليه فإن الترابط الوثيق بين الأبعاد المؤثرة في تعزيز الخبرة متداخلة ومتشابكة إذ لا يكفي معرفة محددات سلوك الفرد في المنظمة بل أين سيعمل هذا الفرد وما هي الوظيفة المناسبة الآن ومستقبلا وهذا هو سر تميز بعض المنظمات في القدرة على استيعاب التطور الحاصل على الأفراد العاملين داخل الهيكل التنظيم.
- السياسات الإدارية: باعتبار إن السياسات هي المبادئ والارشادات التوجيهية العامة التي يجب أن تسلكها النشاطات الإدارية المختلفة في المنظمة، فإن هذا يدلل بوضوح على علاقة الخبرة بالسياسات الإدارية المستخدمة
الخبرة، العوامل، المنظمات، العاملين، عبدالكريم الروضي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة