مدونة الدكتور حميد ابولول جبجاب
الغلو والتطرف وأثره على المجتمع الحلقة الثانية
الدكتور حميد ابولول جبجاب | heemed Apoulol Chibchab
23/02/2023 القراءات: 1547
خطر الغلو والتطرف والتشدد على المجتمع
قال تعالى (( أدعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ))
فالغلو والتطرف والتشدد ليس من الحكمة والموعظة الحسنة فتاريخ الامة وما سجله من مصائب عن الغلو والتطرف حيث كانت الشرارة الاولى في دفع الامة نحو الفرقة والتفرق الى احزاب وجماعات مما ادى الى ضعفها وتفرق كلمتها .
فالغلو والتطرف لم يرحم المسلم او غيره فالكل دمه مستباح عند اصحاب هذا الفكر مما جعل العالم يجمع ان الارهاب لا وطن له ولا دين.
ان الاسلام الحنيف جاء ليحذر من سفك الدماء والاعتداء على الاعراض والانفس وترويع الامنين قال تعالى (( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الى بالحق )) وتحذير الاسلام من الغلو والتطرف واضح قال تعالى (( قل يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا اهواء قوم قد ظلوا من قبل واضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل )) ففي هذه الآية نداء لاهل الكتاب وتحذير للمسلمين حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم (( وان الغلو والتشدد من قبيل التنطع في الدين وهو طريق الى الهاوية والهلاك )) معنى التنطع (( تعني التكلف والغلو ))حيث قال صلى الله عليه وسلم (( هلك المتنطعون )) ويعني هلك المغالون المتجاوزون الحدود في اقولهم وافعالهم .
وقد ظهرت فرق التطرف والغلو منذ الصدر الاول للإسلام حيث ظهرت فرقة الخوارج التي قاتلهم الامام علي عليه السلام والذين كانوا يريدون تطبيق الحدود الاسلامية بالقوة والسيف .
وظهرت فرق كثير في ايام الدولة العباسية وقد تصدى ائمة اهل البيت عليهم السلام لكل مغالً من الشيعة والسنة ، وقد كانت الفرقة الخطابية من ابرز الفرق المغالية في عهد الامام الصادق عليه السلام حيث ادعى زعيمها محمد بن مقلاص المكنى بابي الخطاب الذي قال بألوهية الامام الصادق عليه السلام وهذا من اشد المغالين حيث قال الامام الصادق (( اللهم العن ابا الخطاب فأنه خوفني قائماً وقاعداً وعلى فراشي ... اللهم اذقه حر الحديد )) وقد امر الامام الصادق بمقاطعة الخطابية حيث قال للمفضل بن عمر اتق السفلة واحذر السفلة فأني نهيت ابا الخطاب فلم يقبل مني، يا مفضل لا تقاعدوهم ولا تواكلوهم ولا تشاربوهم ولا تصافحوهم ولا توارثوهم )) .
وهذا التحذير الشديد من الغلاة جاء على لسان ائمة المسلمين الذين حاولوا التصدي لهم
وهذه الفرق المتطرفة قديماً وحديثاً انما هي صنيعة سياسية اريد بها تفريق الامة والخروج عن مسارها الذي رسمه لها الشارع المقدس وذلك للاستئثار بالسلطة السياسية وهذا ينطبق على ما نعانيه اليوم من ازمه الغلو والتطرف والتشدد الذي انتج الارهاب ، وما القاعدة وطالبان والنصرة و داعش الا نتيجة لهذا الفكر .
فالمواجهة التطرف يجب تحصين الفكر بالوسطية والاعتدال
الغلو_ التطرف_ المجتمع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة