إنه أعظم إنسان عرفته البشرية عن محمد صلى الله عليه وسلم أتكلم
د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar
05/11/2020 القراءات: 2357
إنه أعظم إنسان عرفته البشرية عن محمد صلى الله عليه وسلم أتكلم
إنه محمد صلى الله عليه وسلم في أول هذه القائمة، ولابد أن يندهش كثيرون لهذا الاختيار، ومعهم حق في ذلك، ولكن محمداً عليه السلام هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا على المستوى الديني والدنيوي، وهو قد دعا إلى الإسلام ونشره كواحد من أعظم الديانات وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا ودينيا، وبعد 14 قرنا من وفاته، فإن أثر محمد عليه السلام ما يزال قويا ومتجددا.
إلا محمداً ﷺ فهوا قد ولد سنة 570 ميلادية في مدينة مكة جنوب شبه الجزيرة العربية في منطقة متخلفة من العالم القديم، بعيدة عن مراكز التجارة والحضارة والثقافة ، وقد مات أبوه وهو لم يخرج بعد إلى الوجود، وأمه وهو في السادسة من عمر، وكانت نشأته في ظروف متواضعة وكان لا يقرأ ولا يكتب. وكان أكثر العرب في ذلك الوقت وثنيين، يعبدون الأصنام وكان يسكن مكة عدد قليل من اليهود والنصارى وكان محمد ﷺ على علم بهاتين الديانتين.
وفي الأربعين من عمره امتلأ قلبه إيمانا بأن الله واحد أحد، وأن الوحي ينزل عليه من السماء وأن الله قد اصطفاه ليحمل رسالة سامية إلى الناس، وأمضى محمد ﷺ ثلاث سنوات يدعو لدينه الجديد بين أهله وعدد قليل من الناس. وفي سنة 613 ميلادية أذن الله لمحمد بأن يجاهر بالدعوة إلى الدين الجديد فتحول قليلون إلى الإسلام.
وقد هاجر الرسول ﷺ إلى المدينة المنورة، وهي تقع على مدى 500 كيلو متر من مكة المكرمة، وفي المدينة المنورة اكتسب الإسلام مزيداً من القوة، واكتسب رسوله عدداً كبيراً من الأنصار.
وكانت الهجرة إلى المدينة المنورة نقطة تحول في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وإذا كان الذين اتبعوه في مكة قليلين فإن الذين ناصروه في المدينة كانوا كثيرين، وبسرعة اكتسب الرسول والإسلام قوة ومنعة. وأصبح محمد صلى الله عليه وسلم أقوى وأعمق أثرا في قلوب الناس.
وفي السنوات التالية تزايد عدد المهاجرين والأنصار واشتركوا في معارك كثيرة بين أهل مكة من الكفار وأهل المدينة من المهاجرين والأنصار،وانتهت كل هذه المعارك بدخول الرسول منتصرا إلى مكة.
وقبل وفاته بسنتين ونصف السنة شهد محمد الناس يدخلون في دين الله أفواجا، ولما توفي الرسول ﷺ كان الإسلام قد انتشر في جنوب شبه الجزيرة العربية.
ربما ارتضى بعض المؤرخين أمثلة أخرى من الغزوات الساحقة كالتي قام بها المغول في القرن الثالث عشر، والفضل في ذلك يرجع إلى جنكيز خان ورغم أن غزوات جنكيز خان كانت أوسع من غزوات المسلمين فإنها لم تدم طويلا، ولذلك كان أثرها أقل خطرا وعمقا، فقد انكمش المغول وعادوا إلى احتلال نفس الرقعة التي كانوا يحتلونها قبل ظهور جنكيز خان.
وليست كذلك غزوات المسلمين، فالعرب يمتدون من العراق إلى المغرب وهذا الإمتداد يحتوي دولا عربية لم يوحد بينها الإسلام فقط، ولكن وحدت بينها اللغة والتاريخ والحضارة، ومن المؤكد أن إيمان العرب بالقرآن هذا الإيمان العميق هو الذي حفظ لغتهم العربية وأنقذها من عشرات اللهجات الغامضة، صحيح أن هناك خلاف بين الدول العربية وهذا طبيعي ولكن هذه الخلافات يجب ألا ينسينا الوحدة المتينة بينها.
فهذا الامتزاج بين الدين والدنيا هو الذي جعلني أؤمن بأن محمد صلى الله عليه وسلم هو أعظم الشخصيات أثراً في تاريخ الإنسانية كلها.
قال كعب بن زهير – رضيعنهه – في قصيدته المشهورة بانت سعاد :
إِنَّ الرَسولَ لَنورٌ يُستَضاءُ بِهِ * مُهَنَّدٌ مِن سُيوفِ اللَهِ مَسلولُ
في عُصبَةٍ مِن قُرَيشٍ قالَ قائِلُهُم * بِبَطنِ مَكَّةَ لَمّا أَسَلَموا زولوا
زَالوا فَمازالَ أَنكاسٌ وَلا كُشُفٌ * عِندَ اللِقاءِ وَلا ميلٌ مَعازيلُ
محمد رسول الله، قائد البشرية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع