مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (28)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


14/01/2023 القراءات: 772  


حديث رسول الله عما يكون:
- عن حذيفة بن اليمان قال: لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبةً ما ترك فيها شيئًا إلى قيام الساعة إلاّ ذكره، علمه مَن علمه، وجهله من جهله، إنْ كنتُ لأرى الشيء قد نسيتُه، فأعرفه كما يعرف الرجلُ الرجلَ إذا غاب عنه فرآه فعرفه. رواه الشيخان واللفظ للبخاري.
-وعنه قال: لقد حدَّثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يكون حتى تقوم الساعة. رواه مسلم.
-وعن طارق بن شهاب قال: سمعت عمر رضي الله عنه يقول: قام فينا النبيُّ صلى الله عليه وسلم مقامًا، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهلُ الجنة منازلَهم، وأهلُ النار منازلَهم، حفظ ذلك مَنْ حفظه، ونسيه مَنْ نسيه. رواه البخاري.
قال الحافظُ ابنُ حجر: "أي أخبرنا عن مبتدأ الخلق شيئًا بعد شيء إلى أن انتهى الإخبارُ عن حال الاستقرار في الجنة والنار، وَوَضَعَ الماضي موضعَ المضارع مبالغةً للتحقُّق المستفاد من خبر الصادق، وكان السياقُ يقتضي أن يقول: حتى يدخل.
ودلَّ ذلك على أنه أخبر في المجلس الواحد بجميع أحوال المخلوقات منذ ابتدئت إلى أن تفنى إلى أن تُبعث، فشمل ذلك الإخبارَ عن المبدأ والمعاش والمعاد، وفي تيسير إيراد ذلك كله في مجلسٍ واحد من خوارق العادة أمرٌ عظيم، ويقرّب ذلك مع كون معجزاته لا مريةَ في كثرتها أنه صلى الله عليه وسلم أُعطي جوامع الكلم".
***
جئتُك يا رب ولا عذر لي ... وهل لعبد السوء مِن معذرهْ؟
أرجوك فيما أنت أهلٌ له ... فأنتَ أهلُ العفو والمغفرهْ
من "أزهار الرياض" للمقري.
***
بث العلم:
عوتب عبدالله بنُ المبارك فيما يفرّق من المال في البلدان دون بلده، فقال: إني أعرفُ مكان قوم لهم فضلٌ وصدق، طلبوا الحديث فأحسنوا طلبه، لحاجة الناس إليهم احتاجوا، فإن تركناهم ضاع علمهم، وإنْ أعنّاهم بثُّوا العلم لأمة محمد صلى الله عليه وسلم.
لا أعلم بعد النبوة أفضلَ من بث العلم. سير أعلام النبلاء (8/387).
***
راقـــب الله
كان بعض السلف يقول: إذا تكلمت فاذكر مَنْ يسمع. وإذا نظرتَ فاذكرْ مَنْ يرى. وإذا تفكرتَ فاذكرْ مَنْ يعلم. كشف المشكل لابن الجوزي (1/131).
***
قال بعض العلماء:
"الأسباب المقتضية لسوء الخاتمة -والعياذ بالله- أربعة:
-التهاون بالصلاة. وشرب الخمر. وعقوق الوالدين. وأذى المسلمين".
قلت: أي التهاون: بحق الله. وحق النفس. وحق الوالدين. وحق الناس.
***
الراحمون
قال عبد العزيز بن عمر بن فهد (ت: 920):
الراحمون لِمَنْ في الأرض يرحمُهـم ... مَنْ في السماء كذا عن سيّد الرسُلِ
فارحمْ بقلبك خلقَ الله وارعَهُمُ ... بـه تنال الرضى والعفـوَ عن زللِ
***
من الكتب المهمة وما تزال مخطوطة: "محرك همم القاصرين بذكر أحوال السادة من المتعبدين" لعمر بن أحمد الشماع.
انظر فهرس الظاهرية. التصوف (2/624)، برقم (7699)، ورقمه في مركز جمعة الماجد (1383).
والجزء الثاني (يبدأ من الفصل الرابع) في طشقند في (187) ورقة برقم (3823)، ورقمه في المركز (3417).
يسَّر الله له من يخرجه.
***
من المقترحات الجميلة:
- أن نجعل الساعتين الأوليين من اليوم -على الأقل- موجهتين إلى العمل الجاد المثمر.
- وأن نصرف أنفسنا - بكل عزيمة- عن أي أمر آخر.
وسنرى لذلك أثرًا كبيرًا في إنجاز الأعمال وتحقيق الآمال.
***
تلثغ:
قال العلامة الجليل الشيخ محمد سالم بن عدود في فتاة مسيحية تلثغ:
ولقد سلكتُ مع النصارى كل ما ... سلكوه إلا القول بالثالوثِ
حاولتُ منه قبلة فأجابني: ... لا والمثيح وحرمة الناقوثِ
***
من مؤلفات سراج الدين البلقيني: "طبقات المفسرين". لم يكمل. انظر "ترجمة البلقيني" لابنه علَم الدين صالح ص (119).
وهناك: "نيل السائرين في طبقات المفسرين" لمحمد طاهر، لاهور، ط3 (1421).
***
قال الذهبي عن ابن تيمية رحمه الله: "وسائر العامة تحبه لأنه منتصبٌ لنفعهم ليلًا ونهارًا، بلسانه وقلمه".
وفي ترجمة عبدالعزيز بن دلف البغدادي: "كان لا يمل من الشفاعة، وقضاء حوائج الناس، حتى لو قيل: لم يبق ببغداد من غني أو فقير إلا قضى حاجته لكان حقًّا".
جعلنا الله وإياكم من الساعين في قضاء حوائج الناس.
***
قال أخي الشيخ أحمد عواد: "كنتُ مرة في مدينة حلب وتواصلتُ مع شيخنا عبدالحكيم الأنيس، فكتبَ إليَّ قائلًا:
هذا عراقُ الدفء لو أبصرتَه ... لوجدتَّه مِنْ نبضِ قلبك أقربا".
فأجبتُه قائلًا:
ما قلتَهُ حقٌّ ولكنَّ الهوى ... أمسى إلى حلبٍ أحبَّ وأقربا
***
وما الكتبُ إلا كالضيوف وحقُّها.. بأنْ تُتلقى بالقبول وأن تُقرا
هذا البيت أورده السيد عبد الحي الكتاني في كتابه "الإفادات والإنشادات وبعض ما تحملتُه من لطائف المحاضرات".
وقد ذيلتُه بقولي:
ومِنْ حقها أن يَعرف المرءُ قدرها ... وأن تُحفظ اﻷنقال فيها وأن تُدرى
وقال د. عبد الله بن محمد المنيف:
وما الكتب إلا صاحباتُ بيوتِنا ... ونحن ضيوفٌ نازلون بفيئها
فقلت:
فتقري عقولًا تطلب النور والهدى ... وتمنحنا اﻷشياءَ جمعًا بشيئها
فقال: والذي أرسلته بيت قلبتُ فيه المعنى، فصرنا الضيوف والكتب صاحبات البيوت، لأن الضيف يرحل وصاحب البيت يبقى إلى أن يشاء الله.
***
الزوجة الثانية:
قلتُ مرة:
يقولون لي: هلا تزوجتَ ثانيهْ ... فتغدو شهورُ العُمْر بالحبِّ ثانيهْ
فقلت لهم كفوا فعندي عزيزةٌ ... (ثَنَتْ) مُهجتي عنْ غيرها فهْيَ ثانيهْ
وقلتُ:
يقولون لي: هلا تزوجتَ ثانيهْ ... فتوقظَ مِن لذاتِ نفسِك غافيهْ
فقلت لهم: كفوا فعنديَ واحدهْ ... وإني بها يا قومُ في ألفِ عافيهْ
فأرسل إلي الأخ الشيخ محمد عبدالله ابن التمين قائلًا: قلتُ إجازةً لبيتيك العاقلين:
عقِلتَ، فلا تسمعْ لقول مخلِّطٍ ... إذا ما هذى: "هلاّ تزوجتَ ثانيهْ"
فحسبُك من كل النساءِ كريمةٌ ... ودعْ فتنة اللذات يا شيخُ غافــيهْ
وأرسل أحد الشيوخ الفضلاء بيتين معترضًا على بيتيَّ، ولم أجدهما الآن، فقلتُ:
إذا دخل الإنسانُ روضًا مكللًا ... وفيه من الوردِ الجميلِ عجائبُ
فليس من العقل اكتفاءٌ بوردةٍ ... وإنْ شمَّ منها أربعًا فهْو صائبُ
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع