ليس أنا .................. بل أنا معالج نفسي
29/01/2024 القراءات: 708
هذا ليس موقف شخصي بل مشاهدات من واقع اجتماعي متأثر بوسائل التواصل الاجتماعي أيضاُ ، ذهبت إلى مقابلة عمل جديد ، حيث انتمي لجيل " السعي والاجتهاد ليس عيباُ في كل مراحل حياتك " وكعاداتي لابد من الاستعداد الجيد بالقراءة 5- 6 كتب في التخصص ما بين قديم وحديث ، ومراجعة عدد من الحالات الناحجة والفاشلة في مسيرتي المهنية مع عصف ذهني لاسباب النجاح هنا والاخفاق هناك ، وماذا لو عادت الأيام ؟ مع تفنيد وتنقيح لفنيات العلاج النفسي المستخدم مع الحالة " فتراكم المشاهدات السريرية مع تعاقب القراءة والنقد الذاتي يصنع فارقاً لدي المعالج الممارس " وكعاداتى أيضا أصنع في خيالى لجنة الإختبارفأصنع الأسئلة وأعطي الإجابات عليها واطرح المعضات الخلافية بين أهل الاختصاص ربما إراجع نفسي في رأي علمي تكون بدون هدي أو دليل .
وعندما حانت لحظة المقابلة وجدت الأسئلة أصعب من كل ما تعلمت سابقاً كم عدد المتابعين لك على مواقع التواصل الاجتماعي " طبعا ياسادة الكلام بالانجليزية وأنا ممن يقدس العربية " مين مدير الحملة الدعائية لك ... ميزانية الدعاية عندك كام ........ قادرة تجذبي للمكان كام زبون ... مساحة العيادة تؤجرلك بالشهر بكام ، ومساحة الأرباح من وراءك كام في توقعاتك .
اختلط علي ذهني الواقع ربما دخلت شركة تمثيل أو ملاعب الكرة أو .... أو .... أين أنا ومن أكون .
واستيقظت من عفوتي على صوت صديقي ديكارت في الكوجيتو المتعلم في مرحلة الثانوي " أنا أفكرإذاً أنا موجود " الموقف انعكاس صارخ لواقع حي يحدث ويمرفي صمت ، «كلما فكرت ازددت تفكيراً فازددت يقينا بوجودي» ، في العصر الالكتروني مختل المعايير ، وفي خلل الحاضر يهجرالعقل للماضي باحثاً عن ملاذاً آمن ، سنوات لـ دراسة علم النفس بفروعه كافة وكنت مجتهدة قدر المستطاع في أن يتشكل داخلي عقل ووجدان الاخصائي النفسي المتمكن من أدوات القياس النفسي ونظريات العلم الممتدة ،وكنت خريج حالم طموح ساعي للتطبيق والممارسة علي يد معلم خبيرممارس حاذق ، وكنت محبه للعلم فمارست البحث العلمي لخدمة المجتمع في أبحاث غلب عليها التطبيق مع جودة المنهج العلمي في ماجستيرثم دكتوراه ثم أستاذ مساعد رحلة طويلة من الكفاح ، لقد مارست التدريس الجامعي الملتحم بنظريات الواقع ومشاهدات الميدان ، لقد مارست حالات الارشاد النفسي والعلاج النفسي وخدمة المجتمع في قطاعات تعليمية ومجتمعية عديدة و أنا احمل لقب اخصائي علم نفس اكلينيكي يدور حلقات العلم هنا وهناك ليتعلم علي يد عظماء العصر في علم النفس والطب النفسي ، لقد قطفت من كل بستان رحيق علماً 15 عام قبل أن يأتي لى شجاعة التقدم للترخيص من وزارة الصحة .
أنا من ذهبت لعيادة نفسية يوما عقب التخرج طلباً للعمل وبنعومة حديث التخرج ، قام الطبيب النفسي المحنك باختباري " بـ حالة من العيادة لديه بتطبيق مقابلة اكلينيكية واختبار الرسم الاسقاطي " امامه ثم الاستماع للاستنتاجات الاخصائي وخطة العلاج المقترح مبتسماً في مكرالممارس عندما وجد تفسيرات الاختبارالنفسي تتطابق مع تاريخ الحالة الذي حجب عنى عمداً ليكتمل موقف الامتحان العملي الصعب على خريج بنار شهادة التخرج .
أنا من لهثت من عيادة لعيادة ومن علاج جمعي لفردي ومن أستاذ للإستاذ ............. ينتهي بي المطاف كصانع محتوي الكتروني .. ....... " أنها مقومات العصرالافتراضي يا سادة "
يا كل مريض تحارب المرض طلباً للشفاء .... ما هو على اذاعات الانترنت يحتاج تفكير ناقد قبل أن يصدق . ........
يا كل من يعاني ألم نفسي الكلام المعسول المنمق العام .......... ليس علاج أو إرشاد نفسي
يا من يربح من أمراض البشر "عامل البناء" لا وقت لدية لصناعة الفديوهات والصور الرائجة .....
يا من يحكم على مهنية الانسان بعدد المشاهدات والاعجابات أصحاب المهن في الظل لهم الله ......
يا من تتحدث في مواقع الانترنت انها مسؤولية ...........................................................
يا كل اخصائي نفسي متعجل العمل والشهرة والمال انه طريق طويل وكفاح ليس بالسهل لتصنع محتواك المهني / عفواً ذاتك المهنية .................
يا أيها المجتمع ......... هل من يقظة ؟ الإعلانات محلها الأغذية لا صحة الانسان والمجتمع .
ولأني في مرحلة السعي تكرر المشهد يا أخواني لقد استبدلت السيرة الذاتية بـ لينكات مواقع التواصل الاجتماعي .
ولتخفيف هول الصدمة على رأسي المتفجر: ابنائي يقولوا زكاة علماً ... مهارات جديد ... لغة عصرنا وعليك تعلمها اذا إردتي البقاء
هذا ليس مقال للتباكي الذاتي بل دعوة للنقاش / التحليل / التفسير .... حول الاعلام الصحي .
الاعلام في المجال الصحي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
تغير الزمان
مواضيع لنفس المؤلف