مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


✍️معركة مؤتة

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


17/03/2023 القراءات: 275  


✍️معركة مؤتة

لقد كان لدخول النبى صلى الله عليه و سلم والمسلمين مكة وآدائهم العمرة أثر عظيم فى نفوس كثير من المشركين فبدأوا يفكرون فى هذا الدين تفكير عاقلا هادئا بعيدا عن العصبية المقيتة التي حجبت عن عقولهم سمو الدين الإسلامي ونفاسة تعاليمه

وكان ممن استجاب لدعوة الإسلام وفتح الله قلوبهم لهدايته عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن أبى طلحة – فما كان يهل شهر صفر من السنة الثامنة حتى توجهوا إلى المدينة فأسلموا

وفى الطريق تقابل عمرو بن العاص مع خالد بن الوليد رضي الله عنهما : فسأل عمرو ( خالدا) إلى اين يا أبا سليمان ؟
فقال خالد : والله لقد إستقام المنسم ( وضح الطريق ) وإن الرجل لنبي أذهب والله فأسلم
فقال عمرو له : والله ما جئت إلا لأسلم
وذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فأسلموا وأصبحوا من حماة الإسلام وأبطاله

معركة مؤتة
وهذه المعركة أكبر لقاء وأعظم حرب دامية خاضها المسلمون في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي مقدمة وتمهيد للفتوحات الإسلامية ،و وقعت في جمادى الأولى سنة 8 هجرية

وسبب هذه المعركة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث الحارث بن عمير بكتابه إلى عظيم بصرى، فتعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني- وكان عاملا على البلقاء من أرض الشام من قبل قيصر- فأوثقه رباطا، ثم قدمه، فضرب عنقه.
وكان قتل السفراء والرسل من أشنع الجرائم، يساوي بل يزيد على إعلان حالة الحرب، فاشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين نقلت إليه الأخبار، فجهز إليهم جيشا قوامه ثلاثة ألف مقاتل ، وهو أكبر جيش إسلامي، لم يجتمع قبل ذلك إلا في غزوة الأحزاب.

وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا البعث زيد بن حارثة، وقال: " إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة "رضي الله عنهم ، وعقد لهم لواء أبيض، ودفعه إلى زيد بن حارثة
وأوصاهم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير، وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام، فإن أجابوا وإلا استعانوا بالله عليهم، وقاتلوهم

وقال لهم: «اغزوا بسم الله في سبيل الله من كفر بالله، لا تغدروا، ولا تغيروا، ولا تقتلوا وليدا ولا امرأة، ولا كبيرا فانيا، ولا منعزلا بصومعة، ولا تقطعوا نخلا ولا شجرة، ولا تهدموا بناء » ولما تهيأ الجيش الإسلامي للخروج حضر الناس، و ودعوا أمراء رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسلموا عليهم، وحينئذ بكى أحد أمراء الجيش، عبد الله بن رواحة، فقالوا: ما يبكيك؟
فقال: أما والله ما بي حب الدنيا، ولا صبابة بكم، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ آية من كتاب الله يذكر فيها النار:
(وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا )[مريم:71]
فلست أدري كيف لي بالصدور بعد الورود؟
فقال المسلمون: صحبكم الله بالسلامة، ودفع عنكم، وردكم إلينا صالحين غانمين
فقال عبد الله بن رواحة.
لكنني أسأل الرحمن مغفرة ... وضربة ذات فرع تقذف الزبدا
أو طعنة بيدي حران مجهزة .. بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
حتى يقال إذا مروا على جدثي (القبر ) ... أرشده الله من غاز، وقد رشدا
ثم خرج القوم، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مشيعا لهم حتى بلغ ثنية الوداع، فوقف وودعهم

وتحرك الجيش الإسلامي في اتجاه الشمال حتى نزل ب " معان " من أرض الشام ، حيث قتل مبعوث الرسول صلى الله عليه وسلم، وبلغ المسلمين أن هرقل نازل ب " البلقاء " في مائة ألف من الروم، وانضم إليهم من لخم وجذام وبلقين وبهراء وبلي مائة ألف.


لم يكن المسلمون أدخلوا في حسابهم لقاء مثل هذ الجيش البير ، الذي بوغتوا به في هذه الأرض البعيدة- وهل يهجم جيش صغير، قوامه ثلاثة آلاف مقاتل فحسب، على جيش كبير قوامه مائتا ألف مقاتل؟

حار المسلمون، وأقاموا في معان ليلتين يفكرون في أمرهم، وينظرون ويتشاورون، ثم قالوا: نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنخبره بعدد عدونا، فإما أن يمدنا بالرجال، وإما أن يأمرنا بأمره فنمضي له.
ولكن عبد الله بن رواحة عارض هذا الرأي، وشجع الناس، قائلا:
يا قوم والله إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون، الشهادة، وما نقاتل الناس بعدد، ولا قوة ولا كثرة، ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به، فانطلقوا، فإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهور وإما شهادة.
فمضى الناس وقالوا : صدق والله ابن رواحة


✍️معركة مؤتة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع