مدونة عبدالحكيم الأنيس


مع العلامة الدكتور نور الدين عتر (6)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


20/06/2023 القراءات: 693  


وقال الأستاذ الدكتور محمد عبدالله أبو الفتح البيانوني معلقًا على الحلقات الأخرى:
"ما شاء الله تبارك الله .. ورحم الله أخانا الحبيب الشيخ نور الدين رحمة واسعة، وجعله في عليين، وجزاه عنّا وعن المسلمين خيرًا ... آمين.
لقد كان فضيلة الشيخ نور الدين محبًّا كثيرًا للوالد [الشيخ أحمد عز الدين] رحمه الله، كما كان سببًا في ذهابي وذهاب زميلنا أخيه الدكتور حسن رحمه الله، وذهاب أخينا الدكتور صالح رضا، والشيخ محمد بشير الإدلبي حفظهما الله تعالى إلى الدراسات العليا في جامعة الأزهر ، بعد أن سعى الشيخ نور الدين بالموافقة لقبول خريجي المدرسة الشعبانية في استكمال دراستهم في الأزهر عام (1964م)، ولم يكن عندهم من خريجي الشعبانية أحد، فطَلبَ منه شيخُنا فضيلة الشيخ عبدالله سراج الدين رحمه الله تعالى أن يرشح له عددًا من خريجي كلية الشريعة في دمشق الجدد ليرسلهم طلاب منحة باسم المدرسة الشعبانية ... فتم اختيارُهم لنا نحن الأربعة لذلك، وأخبرنا الشيخُ بذلك فسُررنا ... فاستشرتُ والدي وشيخي فضيلة الشيخ عبدالفتاح أبو غدة رحمهما الله تعالى، فشجَّعاني على ذلك بعد أن جاء تعييني مدرسًا في مدينة جبلة، فعزمتُ على الذهاب واغتنام هذه الفرصة، وحرتُ يومئذ في اختيار التخصص بعد أن اختار جميعُ رفاقي تخصصهم، فشاورتُ الوالد رحمه الله في هذا، فقال: استشر الشيخ عبدالله نفسَه صاحبَ الترشيح للدراسة. فذهبتُ إلى شيخنا وشاورتُه في ذلك، فسألني: فيم ترغبُ أنت؟
قلت: يستوي عندي التخصصُ في علمين: علم الحديث الشريف، وعلم أصول الفقه.
فقال لي الشيخ رحمه الله: يا أبا الفتح: العلمُ بالتفسير والحديث الشريف في بلادنا بلاد الشام لا يقلُّ عن علم علماء مصر فيهما، إلا أنَّ المشايخ المصريين تفوقوا علينا في علم أصول الفقه، فأنصحك به. فانشرحَ صدري لذلك والحمد لله، وأفدتُّ منه كثيرًا.
فجزى الله مشايخنا جميعًا عنا خير الجزاء، وجمعنا بهم في جنان الخلد. آمين وبارك الله فيكم.
ومعذرة عن الإطالة، فقد ذكَّرني بذلك ما قرأتُه لكم اليوم، جزاكم الله خيرًا عن الشيخ نور الدين رحمه الله تعالى".
- وقال د. محمد عيد المنصور: "العُجاب" أخذه ستة طلاب في مرحلة الدكتوراه دراسة وتحقيق وتكميل، وأشرف عليهم شيخنا العلامة، وأذكر منهم الطبيب د. محمد خير الشعال الداعية الموفق، ود. محمد بسام حمزاوي نقيب الأشراف بدمشق، ود. برهان السقرق، ود. فايز اصطيلة.
- وسألتُ الأخ الكريم الأستاذ الشيخ أحمد عز الدين الويسي شيخ (دار الشيخ نور الدين عتر للحديث في حلب)، سألتُه عنها فأفادني بما يأتي، قال سلمه الله:
- "كان مشروع إنشاء دار للحديث في حلب حلمًا يرواد عددًا من الإخوة، ومنهم كاتبُ هذا السطور، لاسيما مع وجود دُور للحديث في حلب قديمًا غابت عن النشاط العلمي مئات السنين -فيما أحسبُ-، وفي دمشق كذلك، إلى أن نهض بالمدرسة الأشرفية بعد مَواتٍ والدُ الشيخ بدر الدين بمعونة الأمير عبدالقادر.. ثم نفخ فيها روحَ العلم والعرفان الشيخُ بدر الدين الحسني، وبقي الأمر خاصًّا بدمشق إلى بداية العقد الثالث من القرن الخامس عشر عندما تطلعتْ بعض النفوس إلى إحياء هذا المشروع في حلب، ولم يكن الدكتور نور الدين بعيدًا عن هذه النقاشات والبحث عن طريق البداية فيها... ولكن جاءت أحداث الحرب في سورية فأحدثتْ زلزالًا اختفتْ معه كل التطلعات والمشاريع إلى العام (2017م)... وهنا عاد الحديث كرة أخرى حول بعض ما كان يصبو إليه أهلُ الخير، ومنها دار الحديث، لاسيما وقد سُبقنا بدارين للحديث في دمشق، إحدى الدارين في مجمع الفتح ولم تستمر إلا شهورًا، والثانية في مجمع الشيخ أحمد كفتارو وما زالت قائمة.
وأنشئت في حماة دار للحديث وإن كان الهدف منها أن تكون نواة لافتتاح كلية للشريعة في حماة، وما زال اسمها دار الحديث حتى الآن.
أما في حلب فبتوفيق الله تعالى حصلنا على رخصة لإنشاء دار للحديث باسم الإمام النووي، ولكن جرى نقاشٌ متكررٌ مع د رامي مدير أوقاف حلب: هل تكون الدار في مبنى مجاور لمسجد السيدة نفيسة في حي الشهداء من أحياء حلب الجديدة، أو في الخانقاه الصلاحية في محلة الفرافرة؟
وبعد نقاشٍ اتفقتُ معه على أن تكون الإدارة في المبنى المجاور لمسجد السيدة نفيسة - كما يريد-، وليكن خانقاه الفرافرة فرعًا للدار.
ومع وجود الموافقة الأولية باشرتُ بالتدريس في الخانقاه، فقرأت "شمائل" الإمام الترمذي مع شرح متوسط، مع إقراء وإيضاح "شرح المنظومة البيقونية" لشيخنا عبدالله سراج الدين، وبعض الأنشطة الخفيفة بانتظار الأذن بالمباشرة.
وخلال هذه المدة وُضع المنهاج، ونظام الدراسة، واستفدنا من الدور الأخرى في دمشق وحماة.
وباشرنا بتسجيل الطلاب للانتظام بالدوام والمحاضرات، وكان مِن قدر الله أن تُوفي الدكتور نور الدين عتر، وجرى نقاشٌ بين بعض المشايخ في دمشق والوزير مِن أجل تسمية معلَمٍ دينيٍّ باسمه، وسأل الوزيرُ عن شيء لا يحتاج إلى انتظار طويل، فاقترح مديرُ الأوقاف تسمية فرع الفرافرة باسمه، وجرى الأمر بسرعة، وجاء الوزير وثلة من المسؤولين لافتتاحه بعد وفاة الشيخ نور بمدة يسيرة، ولله الحمد والمنة.
وقد فرغنا من امتحانات المستوى الثالث من المرحلة التخصصية من يومين.
والدراسة لها منهجان:
المرحلة التمهيدية ولها مستويان فقط.
والمرحلة التخصصية وعليها العمدة، ولها خمسة مستويات، وسيباشرُ الناجحون دراسة المستوى الرابع بعد شهرين ريثما يفرغون من امتحانات الجامعة.
أطلت عليكم ولكن أحببتُ أن تروا الأمور واضحة ما أمكن".
- وقال الأستاذ عمر القيّام: "رحمه الله وتقبله في الصالحين، كان من حسنات هذا العصر علمًا وعملًا".
- ومما يفيد ذكرُه صدور كتاب بعنوان: "المحدِّث الدكتور نور الدين عتر: حياته، وآثاره، ومقالاته في المجلات الصادرة في دولة الكويت" تأليف د. رياض منسي العيسى، تقديم: د. راوية نور الدين عتر. صدر عن دار المرقاة.


نور الدين عتر


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع