مدونة بكاري مختار


السلطان البطل الظاهر بيبرس - الجزء الثاني -

د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar


06/04/2022 القراءات: 991  



الصلح بين بيبرس وقطز

بعد سنوات من تنقل بيبرس بين الولاء للناصر يوسف في دمشق والمغيث عمر في الكرك، وحكمه لنابلس ثم حكمه لغزة، أصيبت بلاد العرب بالإنهيار نتيجة تساقط مدنها أمام الطوفان المغولي، وأصبح سقوط فلسطين التي يقيم فيها بيبرس مسألة وقت.

وأما في مصر فبدأ سلطانها الجديد سيف الدين قطز بالإستعداد لمواجهة المغول، فراسل بيبرس في عام 1259م، طالبا منه أن يعود برفقة المماليك الصالحية لتكوين جيش قوي بتوحيده مع المماليك المعزية لمواجهة المغول، فعاد بيبرس، وحصل الصلح بينهما، ووعد قطز بيبرس بأن يوليه إمارة حلب في حال إنتصاره على المغول وإسترداده لبلاد الشام.

معركة عين جالوت

قبل المعركة إقترح أغلب قادة المماليك أن ينتظروا جيش المغول إلى أن يصل لمصر، ولكن قطز خالفهم وأمر بالذهاب إلى فلسطين، وإستفاد قطز من معرفة بيبرس بطبيعة أرض فلسطين، ليحدد بيبرس الأرض المناسبة للمعركة.
فكانت المعركة في سهل عين جالوت شمال فلسطين في 1260/09/03م، وقد تم خداع كتبغا قائد جيش المغول بأن ظهر أمامه عدد قليل من جيش المماليك بقيادة بيبرس، فظن كتبغا أنه كامل الجيش فهاجمه، وبعد أن وقع في الفخ، إنقض عليهم باقي جيش المماليك الذي كان مختفي خلف التلال، وحاصروا المغول من كل الجهات.

ولكن المغول واجهوهم بقوة وبسالة، وتأزم الموقف عند المماليك، عندها رمى قطز خوذته وأخذ يصرخ «واإسلاماه... واإسلاماه»، واحتدم القتال في سهل عين جالوت، وكان فيه أن صوّب أحد التتار سهمه نحو قطز، فأخطأه وأصاب فرسه وقتل الفرس، واستمر القتال وقطز في أرض المعركة يقاتل، وبدأت الكفة تميل لصالح المماليك، وارتد الضغط على التتار، وتقدم أمير من أمراء المماليك واسمه جمال الدين آقوش الشمسي واخترق صفوف التتار حتى وصل لكتبغا، ودار بينها قتال فتمكن آقوش من كتبغا وقتله، وبهذا إنتصر المماليك

مقتل قطز وتولي بيبرس للحكم

بعد الإنتصار في عين جالوت قام قطز بملاحقة المغول وتحرير الشام من إحتلالهم فحرر دمشق وفيها بايع الخليفة العباسي أحمد الحاكم، ثم قام بتحرير حمص ثم حلب، وفي حلب أعلن قطز توحيد مصر والشام تحت قيادته.
وفي أثناء عودة قطز إلى مصر عادت الخلافات والشكوك بين المماليك المعزية والصالحية، وأصبح كل طرف يرتاب من الآخر، وخاصة بعد أن قام قطز بعدم تعيين بيبرس واليا على حلب كما وعده، فاتفق بيبرس وجماعة من الأمراء على قتله.
وبينما كان قطز متواجد في رحلة صيد في منطقة الصالحية شمال فلسطين، أتاه مجموعة من المماليك واقتربوا منه وانحنوا لكي يقبلوا يده، وعندما مد قطز يده أخرجوا السيوف وقاموا بقتله في 1260/10/24 م، وأصبح بيبرس البندقداري هو السلطان الجديد.


الصلح، بيبرس، قطز


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع