مدونة محمد سلامة الغنيمي


الإنسان: سيطرة العقل على النفس

محمد سلامة الغنيمي | Mohamed Salama Al-Ghonaimi


25/11/2022 القراءات: 479  


النجاح: سيطرة العقل على النفس.
تنطبق هذه القاعدة على نجاح الأفراد والمجتمعات، فإن الله تعالى قد فطر النفس على شهوات وغرائز لتقوم الحياة وتتعاقب الأجيال، وهذه الغرائز هي محور ابتلاء الله للإنسان ونقطة ضعفه التي قرر إبليس أن يرتكز عليها في إغواءه للإنسان.
والعقل هنا يقوم بالدور الحرج، وهو أحد اثنين:
- قوي حكيم: يقود النفس ويضبط مطالبها ويوفر لها احتياجاتها بشكل متوازن مع مطالب النفس الأخرى ومكونات الشخصية، ومتكامل مع الآخرين والكون من حوله، فتعمر الأرض وتستمر الحياة الطيبة.
- غافل زنيم: تقوده النفس فيسخر قدراته في تحصيل وإشباع مطالبها التي لا نهاية لها من حل ومن حرام، بحق وغير حق، فيميل على حقوق الآخرين فيحدث الصراع والفساد في الأرض وسفك الدماء بقدر ذلك.
ومن نراه اليوم من إصرار المجتمعات الغربية على الشذوذ وتسيخيرها لإمكاناتها العلمية الهائلة من أجل إشباع شهواتها، هو بكل حسرة وأسف إيذان بخراب هذه المجتمعات ودمارها وفقا لما تقرر أعلاه.
التحدى الأساس الذي يواجهه الإنسان في حياته بطولها وعرضها: هو إشباع حاجات النفس وغرائزها، فإن الله تعالى يمتحنه بتكليفه بإدارة الأرض، وهنا يترائى التحدي الأكبر الذي يتمثل في القدرة على السيطرة على النفس وضبط أهوائها وترشيد غرائزها وتوجيه ميولها.
فإن النفس مجبولة على إشباع مطالب مركوزة في فطرتها كالحاجات الأسياسية إلى الطعام والشراب والجماع، والحاجات الاجتماعية إلى حب الظهور والسيطرة، والحاجات الشخصية إلى الطمع والأنا...، وقد فطر الله النفس على إشباع هذه المطالب لتستقيم الحياة ويتحقق مفهوم الابتلاء.
تثير هذه المطالب الفطرية في النفس البشرية انفعالات لا تهدأ إلا بإشباعها، كما أن الشيطان توعد الإنسان بالعمل على إثارة هذه الغرائز وتهييجها فوق حاجتها لإغوائه وإغرائه ليضله عن مهمته الأساسية ويسكر عقله في دوامة الشهوات التي لا تنتهي.
من استطاع أن يقهر نفسه استطاع أن يقهر العالم، وهؤلاء الناجحين من القادة والعلماء... هم بشر استطاعوا أن يروضوا أنفسهم.
إن الإنسان الذي قهر النار وأخضع الريح وسخر الشمس وذلل الوحوش، فعل كل ذلك بسهولة ويسر، لكنه يجد صعوبة في إدارة نفسه وترويضها، أحيانا يرى الإنسان أن نفسه تقوده إلى حتفه وهو يعلم فينقاد لها، ومن هنا تنشأ مسؤولية التربية في هذا الشأن العظيم حتى لا يهلك الإنسان نفسه والكون الذي يديره بالإسراف أو التقتير في إشباع مطالب النفس.
#الغنيمي
#رؤية_للنهوض_الحضاري
#رؤية_لإصلاح_التعليم


#رؤية_للنهوض_الحضاري #رؤية_لإصلاح_التعليم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع