آليات النهوض بقطاع ريادة الأعمال بين الشباب في قطاع غزة
د. رائد محمد حلس | Dr-Raid Mohammed Helles
23/03/2022 القراءات: 3612
برزت في السنوات الأخيرة حالة من الاهتمام بمجالات ريادة الأعمال والابتكار في قطاع غزة وباتت تتسع قطاعاتها لتضم العديد من البرامج، جزء من هذه القطاعات بقيت في غالبها رهينة التجريب أو المحاكاة لنماذج أخرى عربية أو دولية، وجزء آخر من هذه القطاعات اعتمدت على الأفكار الإبداعية جعلتها مختلفة عن غيرها في كل سلعة أو خدمة قدمتها للسوق وهو ما جعلها مميزة عن غيرها.
ويعود الاهتمام بقطاع ريادة الأعمال لدى الشباب في قطاع غزة، كونه يعد أحد الحلول الخلاقة والمبتكرة لمشكلة البطالة المرتفعة وبخاصة في أوساط الشباب في قطاع غزة والتي بلغت نحو 46.6%، في الفئة العمرية (15-24 سنة) ونحو 56% في الفئة العمرية (25-34 سنة) خلال عام 2020.
وتؤكد العديد من الدراسات على أن قطاع ريادة الأعمال يساهم في فتح فرص العمل وتحقيق الذات وتنظيم مشاركة شريحة الشباب في المجال الاقتصادي وتوظيف قدراتهم وطاقاتهم الإبداعية.
وعلى الرغم من ذلك، لا يزال قطاع ريادة الأعمال في قطاع غزة وبخاصة الشباب يواجه مجموعة من التحديات والمعوقات التي تعيق ممارسة النشاط الريادي، تتنوع وتختلف ما بين تحديات ترتبط بالبيئة الاقتصادية غير المستقرة، وتحديات تتعلق بالسياسات التعليمية ، إضافة إلى تحديات تتعلق السياسات الحكومية والدعم الحكومي ومدى توفر التمويل اللازم والمعلومات المطلوبة، ناهيك عن التحديات الاجتماعية والثقافية، ونقص الخبرة والمعرفة، وكذلك التقليد والمحاكاة لفكرة المشروع الريادي.
وعليه فإن النهوض بقطاع ريادة الأعمال في قطاع غزة بين الشباب يرتبط بمجموعة من السياسات والتدخلات لتجاوز المعيقات والتحديات التي تواجه قطاع ريادة الأعمال في قطاع غزة من جهة، وتعزيز ريادة الاعمال والابتكار بين الشباب في قطاع غزة من جهة أخرى، وترتكز على نحو أساسي على تحديد المحاور ذات الأولوية لريادة الأعمال واغتنام الفرص من مصادر القوة التي يمتلكها الشباب ودفعها نحو اتجاه ريادة الأعمال والابتكار من خلال تأسيس مشاريع خاصة بهم بدلًا من الاعتماد على الوظائف التقليدية في القطاعين العام والخاص. نستعرضها فيما يلي:
أولًا: تهيئة بيئة تشريعية وتنظيمية مواتية لريادة الأعمال، بحيث تتولى وزارة الريادة والتمكين الفلسطينية قيادة الجهود الحكومية بالتنسيق والتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، من أجل تقييم الحاجة إلى إجراء تعديلات على القوانين والأنظمة والتعليمات التنظيمية ذات العلاقة بريادة الأعمال، وإجراء التعديلات وتطويرها وتطبيقها وفقًا لذلك، وإدخال تحسينات جوهرية لتصبح أكثر اتساقًا بمجال ريادة الأعمال، ومراجعة القوانين والتعليمات التنظيمية المتعقلة بالجمارك والضرائب والشركات والإدارة المحلية والتنمية الاجتماعية وأية تشريعات أو تعليمات تنظيمية أخرى ضرورية لتمكين وتعزيز قطاع ريادة الاعمال في أوساط الشباب.
ثانيًا: تدريب وتأهيل الكادر الشبابي من أجل دعم ريادة الأعمال وتعزيز ثقافة الابتكار بين الشباب، من خلال استهداف الكادر الشبابي والريادي في قطاع غزة ضمن برامج تدريبية متخصصة ليس فقط في المجالات المتصلة بالقطاع الذي يعملون فيه، وإنما أيضًا في كل ما يتعلق بإدارة الأعمال والإدارة المالية والموارد البشرية والعلوم التقنية وغيرها من المجالات التي تعتبر متطلبًا أساسيًا لنجاح المشاريع الريادية ونموها واستمراريتها.
ثالثًا: تسهيل النفاذ إلى الأسواق المحلية والخارجية، من خلال تسهيل وصول الشركات الريادية وبخاصة التي تملكها شباب إلى العطاءات الحكومية وبما في ذلك العطاءات الكبرى.
رابعًا: تسهيل الوصول إلى مصادر التمويل، من خلال اتخاذ التدابير التي من شأنها تعزيز الوصول إلى مصادر التمويل منذ اللحظة الأولى لتأسيس الشركة الريادية وحتى النمو وتمكين وتوسيع خيارات برامج الصناديق وحاضنات الأعمال القائمة وإعداد خطط لتحفيز شركات الشباب الريادية تتضمن تقديم مزايا ضريبية وحوافز تشجيعية.
خامسًا: تطوير المناهج التعليمية، من خلال تضمينها المهارات العلمية والعملية الحديثة، مما يساهم في صقل وتطوير روح الإبداع والتفكير الخلاق لدى الخريجين، ومراجعة المقرّرات الدّراسيّة لجميع المراحل التّعليميّة، لضمان حصول الطّلبة فيها على التّدريب المناسب في مهارات التّفكير التحليلي والنّاقد، ومهارات الاتّصال ومهارات الحاسوب، وغيرها من المهارات الّتي تؤهلهم للانطلاق في مشاريعهم الريادية الخاصة.
ريادة الأعمال - الابتكار - الشباب - قطاع غزة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة