مدونة عبدالحكيم الأنيس


طريق العلم (في نصائح العلماء وقرائح الأدباء)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


31/03/2022 القراءات: 2308  


هذه طاقة فواحة من نصائح العلماء، وقرائح الأدباء، في الطريق الموصل إلى العلم حقًّا:
قال يحيى بن أبي كثير (ت: 129): "لا يُستطاع العلمُ ‌براحة ‌الجسم". رواه مسلم في "الصحيح" (1/428).
***
وقال الإمام الشافعيّ (ت: 204): "يحتاج طالب العلم إلى ثلاثة أشياء: طول العمر، وسعة ذات اليد، والذّكاء.
وقال: ما شبعتُ منذ ستّ عشرة سنة، لأنّ الشّبع يثقل البدن، ويقسّي القلب، ويزيل الفطنة، ويجلب النّوم، ويضعف صاحبه عن العبادة".
***
وقال محمد بن الجهم: "لا يكون المرء عالمًا حتى يكون فيه خمسُ خصال: غريزة محتملة للتعلّم، وعناية تامة، وكفاية قائمة، واستنباط لطيف، ومعلِّم ناصح".
***
وقال شيخ الإسلام عثمان بن خرزاد نزيل أنطاكية (ت: 281): "‌يحتاج ‌صاحب ‌الحديث إلى خمس، فإنْ عدمت واحدة، فهي نقصٌ، يحتاج إلى عقل جيد، ودين، وضبط، وحذاقة بالصناعة، مع أمانة تعرف منه".
قال الذهبي معلقًا: "الأمانة جزء من الدين، والضبط داخل في الحذق، فالذي يحتاج إليه الحافظ أن يكون تقيًّا ذكيًّا، نحويًا لغويًا زكيًّا، حييًّا، سلفيًّا، يكفيه أنْ يكتب بيده مئتي مجلد، ويحصل من الدواوين المعتبرة خمس مئة مجلد، وأن لا يفتر من طلب العلم إلى الممات، بنية خالصة وتواضع، وإلا فلا يتعنَّ".
***
وقال النحوي أبو بكر محمد بن علي المعروف بالمبرمان (ت: 326):
«لا ‌يحصل ‌العلم إلاّ بستة أشياء: زمان، وأستاذ، وجدّ، وشهوة، وقريحة جيّدة، وفراغ».
***
وقال إمامُ الحرمين الجويني (ت: 478):
أَصِخْ ‌لن ‌تنال ‌العلم ‌إلا ‌بستة … سأنبيك عن تفصيلها ببيانِ
ذكاءٍ وحرص وافتقار وغربة … وتلقين أستاذ وطول زمان
وقد شاع هذان البيتان: قال ابنُ الجوزي في ترجمة شيخه الشيخ الفقيه ‌‌أبي بكر أحمد بن محمد الدّينوري (ت: 532)، في «مناقب الإمام أحمد» (ص705):
«أنشدني:
‌أَصِخ ‌لن ‌تنال العلم إلا بستةٍ … سأنبيكَ عن مكنونها ببيانٍ
ذكاءٍ وحرص وافتقار وبُلغةٍ … وإرشاد أُستاذٍ وطول زمان»
***
وقال ابنُ رشد (ت: 520) في «المقدمات الممهدات» (1/ 44): «‌‌ولا يحصل العلم إلا بالعناية والملازمة والبحث والنصب والصبر على الطلب:
كما حكى اللهُ تعالى عن موسى -عليه الصلاة والسلام- أنه قال للخضر: {ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا} وأنه قال لفتاه: {لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا}.
وقال سعيد بن المسيب: إن كنت لأرحلُ في طلب العلم والحديث الواحد مسيرة الأيام والليالي. وبذلك ساد أهل عصره، وكان يسمّى سيد التابعين.
وقال مالك -رحمه الله تعالى-: أقمت خمس عشرة سنة أغدو من منزلي إلى منزل ابن هرمز وأقيم عنده إلى صلاة الظهر. مع ملازمته لغيره وكثرة عنايته، وبذلك فاق أهل عصره وسمي إمام دار الهجرة.
وأقام ابن القاسم متغرِّبًا عن بلده في رحلته إلى مالك عشرين سنة حتى مات مالك.
ورحل سحنون أيضًا إلى ابن القاسم فكان ممّا قرأ عليه مسائل "المدونة"، و"المختلطة"، ودوّنها فحصلتْ أصل علم المالكيين، وهي مقدمةٌ على غيرها من الدواوين بعد موطأ مالك».
***
وقال في (1/ 49): «كان العلم في الصدر الأول والثاني في صدور الرجال، ثم انتقل إلى جلود الضأن، وصارت مفاتحه في صدور الرجال، فلا بدَّ لطالب العلم مِن معلم يفتح عليه ويطرِّق له.
وقد قال بعض الحكماء: العلم يفتقر إلى خمسة أشياء، متى نقص منها شيء نقص من علمه بقدر ذلك، وهي: ذهن ثاقب، وشهوة باعثة، وعمر طويل، وجدة، وأستاذ.
وله خمس مراتب، أولها: أن تنصت وتسمع، ثم أن تسأل فتفهم ما تسمع، ثم أن تحفظ ما تفهم، ثم أن تعمل بما تعلم، ثم أن تعلِّم ما تعلمُ».
***
وقال الحافظ الفقيه النحوي الأديب أبو محمد عبدالله بن عيسى الشِّلْبي الأندلسي (ت:544):
قد غدا مستأنسًا بالعلم مَنْ ... خالطته روعةُ المهابه
لا ينال العلمَ جسم رائح ... حُفت الجنة بالمكاره
***
وقال ابنُ الحاج (ت: 737) في «المدخل» (2/ 180) -ومر شبهُه في نقل ابن رشد-:
"قال العلماء: إنَّ طالب العلم يحتاج إلى ستة أشياء لا بد له منها، فإن نقص منها شيء نقص من علمه بقدر ذلك، وهي: همة باعثة، وذهن ثاقب، وصبر، وجدة، ‌وشيخ ‌فتاح، وعمر طويل".
***
وقال الإمامُ ابن هشام النحوي (ت: 761):
ومَن يصطبرْ للعلم يظفرْ بنيله ... ومن يخطب الحسناءَ يصبرْ على البذلِ
ومن لا يذل النفسَ في طلب العلا ... يسيرًا يعشْ دهرًا طويلًا أخا ذلِّ
***
وقال ابنُ رسلان (ت: 844) في "الزُّبد" (ص338):
‌من ‌نَفسه ‌شريفة أبيَّه … يربأ عن أُمُوره الدنيّه
ولم يزل يجنحُ للمعالي … يسهر فِي طلابها اللَّيَالِي
***
وقال الشيخ أحمد زرُّوق (ت: 899): آلاتُ العلم أربعة: عقلٌ رجاح، وشيخٌ فتّاح، وكتبٌ صحاح، ومداومةٌ وإلحاحٌ؛ لأنَّ العلوم إنْ لم تكن منك ومنها كنت بعيدًا عنها.
فمنك بلا منها: جهلٌ وضلالٌ.
ومنها بلا منك: جمودٌ وتقليدٌ.
ومنك ومنها: تحقيقٌ وصوابٌ.
ولذلك قيل: قفْ حيثُ وقفوا ثم فسِّرْ. ثم قشِّرْ. ومَنْ عرفَ الحقَّ بالرجال أصبح في غاية الجهل والضلال، اعرف الحقَّ تعرفْ أهله".
قلت: وهذا القولُ لسيبويه، جاء في «الكتاب» (1/ 266): «فقفْ على هذه الأشياء ‌حيثُ ‌وقَفوا ثم فسَّرْ».
***
وقال الإمام السيوطي (ت: 911) في "الحاوي" (2/201):
يا مَنْ يروم الخوضَ في ذا الفنِّ لا ... تقدمْ عليه بهمةٍ متقاصرهْ
لا يصلح الإقدامُ فيما رمتَهُ ... حتى تلججَ في البحارِ الزاخرهْ
وقال في كتابه "تزيين الممالك":
علمُ الحديث كمثلِ بحرٍ زاخرٍ ... فأدمْ له تعَبَ القريحة والبدَنْ
أيخوضهُ مَنْ لم يرشَّ بقطرةٍ ... منه ويُنكرُ ما رواهُ أولو الفِطنْ؟
الصمتُ أولى مِنْ تكلُّمهِ بلا ... علمٍ وأجْدَرُ بالسلامةِ والسَّدَنْ
***
وقال عبدالعزيز الهلالي اللمطي:
وقدم الأهمَّ إن العلمَ جَمْ ... والعُمْر طيفٌ زارَ أو ضيفٌ ألمْ
***
ورأيت في أول مجموع برقم (322 ك) في الخزانة العامة بالرباط:
"للإمام الشافعي [ولا أرى النسبة صحيحة]:
بعشرٍ يُنالُ العلمُ: قوتٍ، وصحةٍ، ... وحفظٍ، وفهمٍ ثاقبٍ في التعلُّمِ
وحرصٍ، ودرسٍ، واغترابٍ، وهمّةٍ، ... وشرخِ شبابٍ، واجتهادِ معلِّم"
***


شروط العلم. منهج الدراسة. تلقي المعرفة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


أقوال توجيهية رائعة قيمة. جزاكم الله أحسن الجزاء ، لقد استفدنا ممّا نشرتم .


بارك الله فيكم وزادكم علما وفضلا.