مدونة د. نايف بن ناصر المنصور


دعوة الشباب للإهتمام بالمستقبل

الدكتور نايف بن ناصر المنصور | Naif naseer almansoor


27/04/2021 القراءات: 2694  


تعتبر مرحلة الشباب من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان، حيث تبدأ شخصيته بالنضج من خلال ما يكتسبه الفرد من معرفة ومهارات، ومن خلال النضج البدني والفكري أيضًا، والعلاقات الإنسانية بينه وبين الآخرين، وما تتميز به هذه المرحلة من الحماس والجرأة وحب الاستقلالية وحبّ الفضول والاستطلاع، والاستجابة السريعة للمتغيرات من حوله.

وفي إحصائية ذكرها صندوق الأمم المتحدة للسكان أن تعداد سكان الوطن العربي بلغ 377 مليون نسمة من إجمالي تعداد سكان العالم البالغ 7ر7 مليار نسمة، وأن نسبة الشباب بين عمري 10 سنوات و24 سنة تبلغ نحو 28% من إجمالي السكان في العالم العربي، وهذه نسبة كبيرة لها تأثيرها في المجتمعات العربية، وبالإمكان أن نقول: إن جيل الشباب هو أقوى أسلحة العالم العربي في صراعه الحضاري من أجل الخروج من ظلام الجهل والفقر، والاتجاه بالعالم العربي نحو مستقبل أفضل.

وبما أن العالم في وقتنا الحالي يعيش طفرة تقنية متعددة في كافة المجالات وتطور رهيب في الحياة اليومية، يتربى الشباب من خلالها على حياة الترف في حضن العائلات متوسطة الدخل فما أعلى في هذا العالم.. فما هو برنامج الشاب العربي اليومي حاليًا!.. فالشاب في واقعنا العربي في بداية يومه يصحو من نومه ويغادر مكان نومه دون ترتيب ويجد إفطاره جاهزًا أمامه، ويحمل معه عدة أجهزة إلكترونية من هاتفه الذكر إلى الجهاز اللوحي والمحمول!!، ويتنقل بين هذه الأجهزة وبين تطبيقات مواقع التواصل من خلالها، ونشر تفاصيل حياته اليومية التافهة! ثم يغادر لتلقي العلم في المدرسة أو الجامعة، ويلتقي بأصدقاء الدراسة هناك ويتبادل معهم المعلومات السلبية غالبًا دون أن يخصص جزء من اهتمامه لما يقوله المعلّم، ثم يعود للمنزل كما كان لم يتزود من العلم إلا من رحم ربي، دون أن يتحمل أية مسئولية تجاه أسرته ومجتمعه.
إنَّ الشَّبَابَ وَالفَرَاغَ وَالجِدَهْ *** مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَهْ

بالإضافة إلى وقوعه بسبب حب الفضول والاستطلاع والحماس كما ذكرنا آنفًا في التعلق بالشهوات والشبهات، فربما انغمس في معاصي اللهو والمحرمات أو الانضمام إلى جماعات التطرف والعنف والتمرد على المجتمع وقاداته في الوطن العربي، وإن ترك الحبل على الغارب، والاكتفاء بمجرد التنظير في الموضوع سوف يجر المجتمعات العربية وشبابها إلى قاع الانحطاط العالمي والفطري، ولابد من الاتجاه إلى العمل على أرض الواقع، وذلك بداية من جمع كافة المعلومات والدراسات والأبحاث حول الشباب ومناقشتها بشفافية عالية بعيدًا عن المثالية والسطحية، وتطبيق مخرجات تلكم الدراسات والأبحاث بشكل فوري من قبل الجهات المختصة في المجتمع مشاركة مع الأسرة، بالطرق والوسائل المساعدة ومنها:
1- ربط الشباب العربي بدينه الإسلامي ومعرفة الحقيقة من خلقه؛ ألا وهي عبادة الله سبحانه، قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾ [الذاريات: 56]، وعمارة الأرض (الهدف الثاني لخلق الإنسان أن يعمر الأرض، كما قال تعالى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا ﴾ [هود: 61]، فعمارة الأرض بالعلم والعمل وكل ما يعود على المجتمعات بالنفع والفائدة. فإن معرفة الشاب بذلك والتزامه بدينه سيجعل منه مراقبًا لله في جميع تصرفاته ومعاملاته تجاه المجتمع وقادته، منقادًا للنصوص الشرعية مما يعود بالأمان والاستقرار في حياته اليومية.

2- نشر الوعي والثقافة بين أوساط الشباب، وتنمية المعرفة لديهم بشكل سليم، ففي وسط هذه الثورة التقنية وتدفق سيل المعلومات أمام الشاب تجعل من تفكيره مشتتًا وغير مركز لما حوله مما يوقعه في كثير من الحيرة والمشاكل، فينبغي ترشيد هذا الوضع بتخصيص وإنشاء قنوات علمية وثقافية بكافة أنواعها وفي جميع الوسائل التقنية تجذب الشباب لها لما تحتويه من مصادر مميزة ونافعة تلبي احتياجاتهم وميولهم وتدفعهم للتفاعل من خلالها والاستفادة منها.

3- تعزيز الانتماء الوطني لدى الشباب ودفعه للاهتمام بقضايا الوطن والدفاع عنه ضد كل ما يهدده من مخاطر تؤثر على نسيج الوطن والتلاحم المجتمعي.

4- نشر ثقافة التدريب وتنمية المهارات العملية لدى الشباب لمساعدتهم للدخول في سوق العمل، وامتصاص طاقاتهم المتجددة بما يعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع.

5- تفعيل الأندية الطلابية في الجامعات وتوسيع مشاركات الطلاب بالتطوع وخدمة المجتمع في مجالات مختلفة.

6- دفع الشباب لإنشاء مؤسسته التجارية الخاصة والعمل من خلالها، فالدافع المادي من أهم الدوافع لجذب الشباب للعمل والإنتاج، ويتم ذلك من خلال مراكز دعم وطنية ومن رجال الأعمال بالمجتمع أيضا.

وغير ذلك من وسائل وطرق تتجدد بتجدد الأحداث والعوامل على الشباب، أسأل الله العلي العظيم أن يوفق شبابنا إلى ما يحب ويرضى


دعوة الشباب للاهتمام بالمستقبل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


بارك الله فيك دكتور.. فعلا موضوع مهم ويجب الاهتمام بهذه الشريحة المهمة في المجتمع..