مدونة الشيخ : عمرو وفقي فوزي الهواري


الدعاء هو العباده.......

الشيخ : عمرو وفقي فوزي زكي الهواري | AMR WFKI FAWZI ZAKI ALHAWARY


24/04/2022 القراءات: 603  


✿ والله يحب الملحين فِي الدُّعاء ولِهَذا تَجِد كثيرا من أدعية النَّبِي ﷺ فِيها من بسط الألْفاظ وذكر كل معنى بِصَرِيح لَفظه دون الِاكْتِفاء بِدلالَة اللَّفْظ الآخر عَلَيْهِ ..

ما يشْهد لذَلِك كَقَوْلِه ﷺ فِي حَدِيث عَليّ -رضي الله عنه- الَّذِي رَواهُ مُسلم فِي صَحِيحه :
( اللَّهُمَّ اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنْت أعلم بِهِ مني أنْت المُقدم وأنت المُؤخر لا إلَه إلّا أنْت )
ومَعْلُوم أنه لَو قيل اغْفِر لي كل ما صنعت كانَ أوجز..

ولَكِن ألْفاظ الحَدِيث فِي مقام الدُّعاء والتضرع وإظْهار العُبُودِيَّة والافتقار واستحضار الأنْواع الَّتِي يَتُوب العَبْد مِنها تَفْصِيلًا أحسن وأبلغ من الإيجاز والاختصار..

وكَذَلِكَ قَوْله فِي الحَدِيث الآخر : ( اللَّهُمَّ اغفر لي ذَنبي كُله دقّه وجُلّه سرّه وعلانيته أوله وآخره )
وفِي الحَدِيث
( اللَّهُمَّ اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي فِي أمْرِي وما أنْت أعلم بِهِ مني اللَّهُمَّ اغْفِر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذَلِك عِنْدِي )

• وهَذا كثير فِي الأدْعِيَة المأثورة فَإن الدُّعاء عبودية لله تَعالى وافتقار إلَيْهِ وتذلل بَين يَدَيْهِ فَكلما كثره العَبْد وطوله وأعادَهُ وأبداه ونَوع جمله كانَ ذَلِك أبلغ فِي عبوديته وإظْهار فقره وتذلله وحاجته وكانَ ذَلِك أقرب لَهُ من ربه وأعظم لثوابه وهَذا بِخِلاف المَخْلُوق..

فَإنّك كلما كثرت سُؤال - المخلوق - وكررت حوائجك إلَيْهِ أبرمته وثقلت عَلَيْهِ وهنت عَلَيْهِ وكلما تركت سُؤاله كانَ أعظم عِنْده وأحب إلَيْهِ والله سُبْحانَهُ وتَعالى كلما سَألته كنت أقرب إلَيْهِ وأحب إلَيْهِ وكلما ألححت عَلَيْهِ فِي الدُّعاء أحبك ومن لم يسْأله يغْضب عَلَيْهِ.

📖 ابن القيم | جلاء الأفهام (٢٩٨)


قطوف رمضانية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع