مدونة الدكتور محمد محمود كالو


لماذا الترويج لمصطلح الاغتصاب الزوجي؟

الأستاذ الدكتور محمد محمود كالو | Prof. Dr. Mohamed KALOU


28/10/2021 القراءات: 597  


لماذا الترويج لمصطلح الاغتصاب الزوجي؟

الاغتصاب الزوجي: هو عبارة عن جمع بين نقيضين:
الأول: هو الاغتصاب القائم على القهر والغلبة والاستبداد وأخذ الشيء بغير ذي حق.
والثاني: هو الزواج القائم على الألفة والاتفاق والمساواة بين الحقوق والواجبات.

لذا يستقبح استعارة كلمة (اغتصاب) للعلاقة بين الزوجين، فلا يجوز أن يقاس أمر حلال بأمر حرام، ولا حتى في التوصيف.

أما لماذا يتم ترويج ذلك المصطلح؟

فليؤسس لمفهوم جديد للعلاقة الخاصة بين الزوجين، وهو: أن المعاشرة الزوجية ليست حقًا للزوج، وإنما هي علاقة تخضع لرضا الزوجة وحدها.
ففي منهاج عمل بكين (1995م) يقحم مصطلح (الاغتصاب الزوجي) من خلال التوسع في تعريف مصطلح العنف ضد المرأة، حيث جاء فيه: "يشمل العنف ضد المرأة ما يلي على سبيل المثال لا الحصر: (أ) أعمال العنف البدني والجنسي والنفسي التي تحدث في الأسرة، بما في ذلك الضرب أو الاعتداء الجنسي على الأطفال الإناث في الأسرة المعيشية، وأعمال العنف المتعلقة بالمهر، واغتصاب الزوجة، وختان الإناث وغير ذلك من التقاليد الضارة بالمرأة، وأعمال العنف بين غير المتزوجين، وأعمال العنف المتعلقة بالاستغلال".

في عام 2000م، طالبت وثيقة (بكين+5) بـ: "وضع التشريعات وتعزيز الآليات المناسبة لمعالجة المسائل الجنائية المتعلقة بجميع أشكال العنف العائلي، بما في ذلك الاغتصاب في إطار الزواج... وكفالة سرعة تقديم هذه القضايا للعدالة".

فأين وثيقة (بكين+5) التي تطالب "بكفالة سرعة تقديم هذه القضايا للعدالة"، في حين تتعرض النساء للاغتصاب الحقيقي الممنهج منذ سنين في فلسطين، وسوريا، وبورما، وأفريقيا الوسطى، ومن قبل في البوسنة والهرسك، ولم نَرَ الأمم المتحدة تقدم المغتصبين إلى المحاكم الدولية، في حين تنتفض وتطالب بسرعة معاقبة الأزواج الذين تشتكيهم زوجاتهم بتهمة الاغتصاب؟!


الاغتصاب الزوجي، الزواج، الحلال، الحرام، العنف


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع