مدونة الاستاذ الدكتور اياد هاني العلاف
بيولوجيا التزهير والاثمار والعوامل المؤثرة في شجرة الزيتون
الاستاذ الدكتور أياد العلاف | Dr. Ayad Hani Alalaf
17/07/2024 القراءات: 173
في المناطق الاستوائية ذات الشتاء الدافئ تنمو شجرة الزيتون جيداً ولكنها لا تزهر. وتختلف أصناف الزيتون فيما بينها من حيث احتياجاتها من درجات الحرارة المنخفضة اقل من 7مْ للحصول على ازهار واثمار جيدين، فهناك أصناف تنمو في اليونان تزهر وتثمر بغزارة رغم قصر فترة البرد في الشتاء، اما الأصناف التي تنمو في اسبانيا وإيطاليا وكاليفورنيا فأنها بحاجة لفترة برودة اكثر بكثير لتعطي نتائج جيدة. بشكل عام اذا لم تتجاوز درجة الحرارة 7مْ او لم تهبط دون 15مْ فان أشجار الزيتون لا تزهر، اذ انه لا تتفتح هذه البراعم الزهرية الا بعد تعرضها لفترة برودة كافية خلال الشتاء (تقريباً 120-140 ساعة) وذلك حسب الصنف. ان برد الشتاء الضروري للزيتون يسمح بالتحريض على تشكل الازهار، وهو بذلك ليس كبرد الشتاء الضروري لأغلب الأشجار المتساقطة الأوراق والذي يكون له دور عامل سكون اضطراري للبراعم الزهرية والخضرية المشكلة خلال الصيف السابق لتنمو خلال الربيع التالي. براعم الزيتون لا يبدو انها تملك فترة راحة او تملك فترة قصيرة جداً وتبدا بالنمو مع بداية فترة الدفء عندما تصل الحرارة الى 21مْ، وعلى الأرجح فانه يتم انتاج مادة محرضة للأزهار بوجود البرد (من طبيعة هرمونية غالباً).
عامل آخر مهم غير برد الشتاء هو ان الازهار عند الزيتون يتطلب وجود أوراق على الاغصان المثمرة، لذا من المهم جداً منع تساقط الأوراق. وقد تبين لعدة باحثين ان البوادر الأولى للتمايز الزهري عند الزيتون لا تتم قبل نهايات آذار (بعد فترات طبيعة من البرد)، فيبدو الامر وكانه عملية ارتباع. اذن يمكننا التحدث هنا عن مرحلة التحريض الزهري بفعل البرد (بين شهر كانون الأول وشباط) ثم تبدأ عملية التمايز الزهري (أواخر شباط وآذار) أي قبل الازهار بـ 45-60 يوماً وقد يطول الى 80 يوماً عند بعض الأصناف، هذا وتتبع نسبة البراعم الزهرية المتكونة على الشجرة محصول السنة السابقة (اثر ظاهرة المعاومة). والجدير بالذكر انه لدرجات الحرارة المنخفضة التي تطول في بعض السنوات في شهر نيسان وآيار (الفترة التي تكون فيها البراعم في اوج تطورها) اثر ضار على الازهار والالقاح والاثمار. وتحمل الشجرة عادة عدداً كبيراً جداً من الازهار ولكن 1-5% فقط من هذه الازهار تعطي ثماراً.
يتكشف البرعم الزهري في شهر نيسان حتى أوائل حزيران عن فرخ خضري يحمل الازهار في آباط أوراقه بشكل عناقيد صغيرة على طول نموات السنة السابقة، وغالباً لا تحمل الفروع الحديثة في سنتها الأولى ازهاراً الا نادراً بل في السنة الثانية، وفي السنة التي تلي الازهار تسقط الأوراق ويصبح الفرع غير قادر على حمل الزهر والشكل التالي يوضح طبيعة الحمل عند شجرة الزيتون الذي يتم حصراً على خشب السنة السابقة.
الاستاذ الدكتور اياد هاني العلاف . انتاج الفاكهة المستديمة الخضرة . جامعة الموصل
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة