مدونة الاستاذ الدكتور اياد هاني العلاف


أثر درجات الحرارة المنخفضة على نمو الحمضيات

الاستاذ الدكتور أياد العلاف | Dr. Ayad Hani Alalaf


20/07/2024 القراءات: 153  


تنتشر زراعة الحمضيات في المناطق المعتدلة الدافئة والمناطق تحت الاستوائية الجافة وشبه الاستوائية والاستوائية ، بين خطي عرض (40 درجة شمالا و40 درجة جنوبا بين خطي الاستواء) ، وان لعوامل المناخ ( الحرارة ، الأمطار والرطوبة ، الرياح والضوء إضافة الى التربة ) الاثر الكبير في نجاح او فشل زراعة أشجار الحمضيات بانواعها وأصنافها المختلفة في مناطق العالم ، إذ تؤثر عوامل المناخ وخصوصا درجات الحرارة على نمو وإنتاجية الاشجار إضافة لتأثيرها على نوعية الثمار، وتعتبر درجات الحرارة من أهم العوامل البيئية المحددة لانتشار زراعة الحمضيات في منطقة ما ، ومن خلال التجارب التي إجريت تبين بأن درجة الحرارة المناسبة لبدء نمو الاشجار تتراوح بين (12.8 – 18.7 م°) حسب الانواع والأصناف المختلفة، وان اقصى نمو يقع بين (32 – 35 م°)، وكلما زادت درجات الحرارة عن هذا المعدل يقل نمو الاشجار تدريجيا، وينعدم او يتوقف النمو عند درجة حرارة تبلغ (49 م°) ، حيث يمكن أن تسبب درجات الحرارة العالية عن هذه الدرجة أضرار لكل من النمو الخضري والزهري للأشجار، إضافة الى أنها تسبب احتراق الثمار وتساقطها وتلونها باللون الاسود، كما وتشير نتائج البحوث الى أن أفضل درجة حرارة لإنبات البذور تتراوح بين (20 – 35 م°)
يمكن لأشجار الحمضيات أن تتحمل انخفاض درجات الحرارة لفترة طويلة نسبيا، كما يمكنها ان تتحمل درجات الحرارة المرتفعة لفترة طويلة نسبيا أيضا، علما بان احتياجات أشجار الحمضيات ومتطلباتها للحرارة كبيرة في مراحل النمو والسكون على حد سواء، ففي السنين التي يكون فيها متوسط درجات الحرارة خلال شهر أذار أكثر من (12 م°) يكون الإزهار فيها مبكرا، أما إذا كان متوسط الحرارة أقل من هذه الدرجة فيكون التزهير فيها متأخرا .
تختلف أجناس وأنواع وأصناف الحمضيات في مدى تحملها لانخفاض درجات الحرارة ، فمثلا الجنس (Poncirus) أكثر تحملا للحرارة المنخفضة من الجنس (Fortunella) و (citrus) ، في حين أن الجنس (Fortunella) أكثر تحملا للحرارة المنخفضة من الجنس citrus)) ، كما أن الأشجار الفتية تكون أكثر حساسية لانخفاض درجات الحرارة من الاشجار البالغة ، وأن الاشجار التي في طور السكون تكون أكثر تحملا للحرارة المنخفضة من الاشجار التي في مرحلة النمو، وبصورة عامة تبين ان انخفاض درجات الحرارة للصفر المئوي تعتبر درجة حرارية خطرة على نمو الاشجار خاصة إذا حصلت بصورة فجائية.
كما أن الاشجار المعمرة والقوية النمو تكون اكثر مقاومة للصقيع والبرد مقارنة مع الاشجار الصغيرة العمر والضعيفة ، كذلك لوحظ ان الاشجار النامية من البذرة (المكثرة جنسيا) تتحمل الصقيع اكثر من الاشجار المطعمة (المكثرة خضريا) ، في حين تكون الاشجار التي في مرحلة الحداثة اقل تحملا من الاشجار البالغة النضج .
كما أن النمو الزهري يتأثر تأثيرا كبيرا بالبرودة مقارنة مع النمو الخضري وذلك بسبب ضعف الأنسجة الزهرية مقارنة مع الأنسجة الخضرية ، كذلك وجد بان النموات الخضرية الحديثة تكون قدرتها على تحمل البرودة والصقيع اقل من النموات الخضرية الناضجة الخشب بسبب تصلب جدارن خلايا النموات الخضرية الناضجة الخشب واحتوائها على نسبة عالية من المواد الكربوهيدراتية والمواد الغروية التي تعمل على تحويل نسبة كبيرة من الماء الحر إلى ماء مرتبط والذي بدوره يحتاج إلى درجة حرارة منخفضة كبيرة ليصل إلى درجة الانجماد.
لدرجات الحرارة المنخفضة بعض الفوائد ومن اهمها تحول البراعم الخضرية الى الزهرية اثناء انخفاض الحرارة خاصة في اشهر الشتاء وأوائل الربيع وبذلك يحصل التزهير ثم العقد وإنتاج الثمار، كما أن انخفاض الحرارة في اواخر فصل الخريف يسبب تلون الثمار وظهور الصبغات المميزة لثمار أنواع الحمضيات المختلفة ، ويمكن ترتيب أنواع الحمضيات حسب حساسيتها لدرجات الحرارة المنخفضة الى ما يأتي :
1- الطرنج
2- الليمون الحامض (نومي بصرة)
3- الليمون الحامض (العادي)
4- الكريب فروت والسندي (الشادوك)
5- البرتقال
6- النارنج
7- اليوسفي
8- برتقال الزينة (الكمكوات)
9- البرتقال ثلاثي الاوراق


الاستاذ الدكتور اياد هاني العلاف . انتاج الفاكهة المستديمة الخضرة . جامعة الموصل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع