مدونة سيد سليم سلمي


إنهم خوارج العصر ؛ علما وسلوكا

سيد سليم سلمي | Sayed saleem selmey


09/12/2022 القراءات: 743  



إنهم خوارج العصر
إذا كان خوارج القرن الأول قد وصلوا القمة في العبادة والمظهر الإسلامي، إلا أن فكرهم أوقعهم في التكفير، فإن هؤلاء هم خوارج عصرنا الجدد.
انظر إلى تدينهم الشكلي ومظهرهم وفتاواهم التكفيرية التي أغرت مساكين الفكر وجعلت لهم جماهيرية، وأعد قراءة هذا الحديث النبوي الشريف الصحيح بتأنٍ وإمعانٍ وروية: "يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم، وصيامكم مع صيامهم، وعملكم مع عملهم، يقرأون القران لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية".
إنهم الطائفة السلخانية التي يبهر العامة شكل ومظهر تدين أفرادها، كما وردت أوصافهم في هذا الحديث الشريف الذي هو من معجزات النبوة؛ فإنه إخبار بالغيب وما يحدث منهم قبل وقوعه.
ومما يدل على سقم منهجهم وخروجهم على جماعة المسلمين ما كتبه عنهم أئمة الإسلام في كل عصر ومصر، كالإمام الأكبر شيخ الأزهر الأحمدي الظواهري الذي كتب عنهم ووصفهم بأنهم: (يهود لا حنابلة) ووصفهم علامة الشام ابن عابدين، وأئمة الأزهر، كالشيخ الدردير والشيخ الصاوي وغيرهم بأنهم خوارج العصر، كما قاوم فكرهم علماء مصر والشام وتونس والمغرب والسودان والإمارات والكويت، وجل الدول الإسلامية في ردود متنوعة.
إن أخطر ما نأخذه عليهم هو سيرهم على منوالهم وتأدلجهم التام على فكر وهوى هؤلاء الوهابية.
إن أذناب الوهابية في تلك الجماعة خرجوا عن الهدف من تأسيس جماعتهم الدعوية والاجتماعية؛ بتوزيعهم التكفير والتشريك والتبديع هنا وهناك؛ فهم لا يتورعون ولا يجدون حرجا او غضاضة من إعلان موالاتهم لسادتهم هناك، وهم أهل حظوة ترفعهم إلى مصاف الموالين، وما أكثر ما تجره الموالاة من أموال نفطية وهبات!.
لقد وصفهم رائد العشيرة المحمدية العلامة الشيخ محمد زكي إبراهيم ـ رحمة الله ـ بأنهم المتمسلفة وأنهم أصحاب اللحى البترولية أو البترودولارية، وهو من أكثر الذين عركوهم وردوا على مخازيهم.
إن أخطر ما ناخذه عليهم هو سيرهم على منوالهم وتأدلجهم التام إنهم على منهج وهابي لا يريدون الانفكاك عنه إلا قهرا، كما حدث للوهابية في عقر دارها!.
ومن عجائب هؤلاء التشنيع على مخالفيهم بكل وسيلة وسبيل، وأهم ما يصبون إليه هو إرضاء وهابية نجد؛ فلابد من الاعتراف الواعي بأن هؤلاء القوم هم الفرع المصري للوهابية ولابد من التعامل معهم على هذا الأساس ولابد من عرض جميع مطبوعاتهم على الجهات المختصة كالأزهر ومجمع البحوث الإسلامية؛ لآن نشاطهم يمارس على أرض مصر، لا على أرض المملكة العربية السعودية.
إن مشكلة العقيدة تمثل عقدة كبرى عند هؤلاء، وإن اتهام معظم المسلمين بالشرك والانغماس في البدع من أسوا ما ورثة هؤلاء عن الوهابية, وهم يستعملون الأساليب نفسها: فهذا الشيخ حامد الفقي مؤسس انصار السنة يقسم أن الإمام أبا حنيفة كافرـ كما روى ذلك عنه الداعية الشيخ محمد الغزالي ـ هكذا تصدر فتوى مؤسس الجماعة على من وصفه علماء السنة بأنه (الإمام الأعظم) كما أنه أحد أركان المذاهب الإسلامية الأربعة التي سار عليها السواد الأعظم من المسلمين جيلا بعد جيل، ولا غرابة أن يذهب الفقي إلى الحرمين ويجأر بأعلى صوته: "كفرت بالبدوي كفرت" وكأن احدا قد طلب منه الإيمان بهم، أو أنه كفر بعد إيمانه..
اما وريثه المؤسس الثاني عبد الرحمن الوكيل فيصدر كتابا في تكفير الصوفية بعنوان: (هذه هي الصوفية) ويجعل من الخارجين عن أدب التصوف دليلا على كفر عمومهم، رغم أن منهم صفوة من أعلام التربية والهداية باعتراف من ينسبون أنفسهم إليه (الشيخ ابن تيمية) ولكن الوكيل يجنح إلى هذا المنهاج التكقيري.
والخوارج الجدد يجيدون الهرب من التكفير تحت حجة أنهم (لايكفِّرون معينا) وإذا سأتهم عن تكفيرهم لفلانٍ من الناس أو العلماء الذين اتهموهم في عقيدتهم قالوا بأنهم قاموا بذلك لأنه ارتكب ما يوجب كفره؛ فالنتيجة في النهاية وصول للكفر بطريق ما تحت ستار: (نحن لا نكفر معينا) ولو أنهم قالوا بما قال به أهل السنة والجماعة بأن المسلم يمكن أن يرتكب عملاً من أعمال الكفر ولا يكون كافرا إلا بالإقرار؛ لكان ذلك خيرا للجميع.


إن مشكلة العقيدة تمثل عقدة كبرى عند هؤلاء، وإن اتهام معظم المسلمين بالشرك والانغماس في البدع


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


إن مشكلة العقيدة تمثل عقدة كبرى عند هؤلاء، وإن اتهام معظم المسلمين بالشرك والانغماس في البدع من أسوا ما ورثة هؤلاء عن الوهابية, وهم يستعملون الأساليب نفسها: فهذا الشيخ حامد الفقي مؤسس انصار السنة يقسم أن الإمام أبا حنيفة كافرـ كما روى ذلك عنه الداعية الشيخ محمد الغزالي ـ هكذا تصدر فتوى مؤسس الجماعة على من وصفه علماء السنة بأنه (الإمام الأعظم) كما أنه أحد أركان المذاهب الإسلامية الأربعة التي سار عليها السواد الأعظم من المسلمين جيلا بعد جيل، ولا غرابة أن يذهب الفقي إلى الحرمين ويجأر بأعلى صوته: "كفرت بالبدوي كفرت" وكأن احدا قد طلب منه الإيمان بهم، أو أنه كفر بعد إيمانه..