مدونة بكاري مختار


للثورة الجزائرية ابتسامة، وابتسامتها إبتسامة العربي بن مهيدي

د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar


16/07/2022 القراءات: 885  


الصفحة الرئيسية / العربي بن مهيدي
العربي بن مهيدي
العربي بن مهيدي (1923-1957):
هو الشهيد الباسل البطل محمد العربي بن مهيدي من مواليد مدينة عين مليلة، شهيد القضية الوطنية انضم سنة 1940 إلى حزب الشعب الجزائري ، ساهم في تأسيس المنظمة الحربية الخاصة .في عام 1952 عندما كان عمره 29 سنة كان مسؤول عسكري و سياسي في مدينة وهران.

شارك في إنشاء اللجنة الثورية للوحدة و العمل، كان عضوا في مجموعة 22، وهو احد الأعضاء المؤسسين لجبهة التحرير الوطني و المخططين لاندلاع ثورة التحرير المجيدة في 01 نوفمبر 1954.

قام في سنة 1965 بمشاركة عبان رمضان في إعداد المؤتمر الأول لثورة الذي انعقد في 20 أوت 1956 في الصومام حيث عين عضو في لجنة التنسيق و التنفيذ ورقي إلى رتبة عقيد.

القي عليه القبض في 23 فبراير 1957 خلال معركة الجزائر، وقيل انه تعرض لتعذيب شديد في حين كان يرد على معذبيه ” سنفوز لأننا نمثل قوة المستقبل المشرق،أما انتم فسوف تهزمون لأنكم تريدون وقف مسار التاريخ و لأنكم متمسكون بالبقاء على مواصلة الاستعمار الفاسد” وقد تم اغتياله من طرف معذبيه في 03 مارس 1957 .
العربي بن مهيدي هو من أبطال الجزائر الذين لا تكفي الأسطر لوصفهم أو سرد تفاصيل حياتهم، اشتهر بقدرته التنظيمية الرائعة، وبثقافته العالية، وسعة أفقه، وتحليله السليم للأمور، إنه حكيم وعملاق، أرهب المستعمر الفرنسي وتمكن من أن يكتب بحروف من ذهب تاريخًا مشرفًا له ولوطنه الجزائر وأُمتيه العربية والإسلامية ولكل الشعوب التي ناضلت من أجل التحرر من الاستعمار، فهو من واضعي (نظرية الثورة) والتي عبر عنها بقوله: "إن ثورة غرة نوفمبر 1954م التي انطلقت بقيادة جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير الوطني هي التعبير عن إرادة الشعب للحرية والاستقلال"، وهو القائل "ألقوا بالثورة إلى الشارع فسيحتضنها الشعب".
وبعد مسيرة حافلة بالبطولات والانتصارات، جاء اليوم الذي انتهت معه قصة بطل الجزائر، بعد أن ألقى الاستعمار الفرنسي القبض عليه في 23 فبراير 1957م، فتعرض لكل أنواع التعذيب حتى يبوح بأسرار الثورة الجزائرية، لكنه لم ينطق بحرف واحد وأصر على الصمت، بل بكل شجاعة وجرأة قال لجلاديه ردًا على التعذيب الكبير الذي تعرض له: "أمرت فكري بألا أقول لكم شيئًا".

وأمام إصراره على الصمت أمرت السلطات الفرنسية من باريس تسليط جميع أنواع التعذيب التي لم تجرؤ أية قوة استعمارية على تنفيذها، فكان جزاء صمته المشرف أن كسرت أسنانه وسلخ جلده ونزعت أظافره، ووضعوا في فمه قطعة من حديد بعد أن قاموا بتسخينها جيداً في الفرن.

لكنه رغم ذلك لم ينطق بحرف واحد، وقبل أن يموت وقف في مواجهة العقيد الفرنسي، وقال له: "اسمع أيها العقيد، إننا، أنا وأنت، من السادة المهذبين لأننا نحتقر الموت، ولكنكم أنتم ستهزمون، لأنكم لا تؤمنون بأي شيء، أجل، إن الفرنسيين لم يعودوا يؤمنون بفرنسا، لقد غدوتم الماضي، فأنتم مجزؤون، ولا تعرفون ما تريدون، أما نحن فنمثل المستقبل، لأننا نؤمن بالجمهورية الجزائرية، وإذا قُدر لي أن أموت، فسيأتي بعدي الألوف ليواصلوا القتال"، مما الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار يرفع له التحية ويقول له: "لو كان لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم"، ويأمر بعدها بإعدامه شنقًا في 4 مارس عام 1957م، وحينها ظهر الشهيد العربي بن مهيدي مبتسمًا لحظات قبل إعدامه، وهي الابتسامة التي بقيت عنوانًا عريضًا للعزة والكرامة وللحرية التي تؤخذ ولا تُعطى.


الثورة الجزائرية، الابتسامة، العربي بن مهيدي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع