مدونة د.اعتزاز عبدالرحمن مصطفي محمداني


مقدساتنا الإسلامية في فلسطين: ذاكرة المكان والتحديات

اعتزاز عبدالرحمن مصطفي محمداني | Dr. Eatezaz Abdelrahman Mohammedani


25/10/2023 القراءات: 739  



فلسطين أرض المقدسات والرسالات، ومهبط الأنبياء والمرسلين، وموطن الحضارات والثقافات. ومن بين مقدساتها الإسلامية التي تشهد على تاريخها العريق وتراثها الغني، مسجد الأقصى المبارك، والمسجد الإبراهيمي، ومقام النبي موسى، ومقام النبي يونس، وغيرها من المزارات والآثار التي تعود إلى عصور مختلفة من تاريخ الإسلام في فلسطين. وتعتبر هذه المقدسات الإسلامية جزءا لا يتجزأ من هوية الشعب الفلسطيني وثقافته ودينه، كما أنها تشكل عناصر مهمة في بناء ذاكرة المكان، أي العلاقة بين الإنسان والمكان التي تتجلى في المعاني والرموز والانتماءات التي يمنحها الإنسان للمكان. حيث الأقصى والمقدسات الإسلامية في فلسطين رمزا للصمود والمقاومة للشعب الفلسطيني، الذي يحافظ على حضوره وصلاة فيه رغم كل الصعوبات والانتهاكات. وتحظى ذاكرة المكان بأهمية خاصة في ظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث تستخدم إسرائيل سياسات التهويد والتغيير الديمغرافي والجغرافي لمحو هوية فلسطين وتاريخها وثقافتها، وإنكار حقوق شعبها في أرضه. حيث يواجه المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في فلسطين تهديدات مستمرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين المتطرفين، الذين يحاولون اقتحامه وتدنيسه وتقسيمه زمانيا ومكانيا، وإقامة هيكل مزعوم على أنقاضه، وهو يحتاج المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية في فلسطين إلى دعم وتضامن من قبل المجتمع الإسلامي والعالمي، لحماية حرمته وثباته وصون حقوق المسلمين فيه.ولذلك، يهدف هذا المقال إلى استعراض أهم المقدسات الإسلامية في فلسطين، ودورها في تشكيل ذاكرة المكان لدى الفلسطينيين، والتحديات التي تواجه حفظها وصونها من التدمير والاستيلاء. ذاكرة المكان هي القدرة على تخزين واسترجاع معلومات عن المواقع والاتجاهات والمسافات في البيئة المحيطة. تعتمد ذاكرة المكان على عدة عوامل مثل الإدراك الحسي والتمثيل الذهني والتعلم والتجربة. تتضمن أبعاد ذاكرة المكان ثلاثة مستويات رئيسية هي: ذاكرة المسارات، وذاكرة الخرائط، وذاكرة الأشياء، وذاكرة المكان في القضية الفلسطينية لا تخص الشعب الفلسطيني بل الامة الإسلامية جميها وطمس معالمها - التحديات التي تواجه حفظ المقدسات الإسلامية من التهويد والتغير هي موضوع حساس ومهم في العالم الإسلامي، فالمقدسات الإسلامية في القدس والمناطق المحيطة بها تشكل جزءاً أساسياً من هوية المسلمين وتاريخهم وثقافتهم. ولكن هذه المقدسات معرضة للخطر بسبب سياسات الاحتلال الإسرائيلي التي تهدف إلى تغيير المعالم الدينية والثقافية والديموغرافية للمدينة المقدسة. بعض هذه السياسات تشمل هدم المباني الإسلامية والتنقيب عن الآثار تحت المسجد الأقصى وبناء المستوطنات والجدار الفاصل والحواجز الأمنية. هذه السياسات تهدف إلى إنكار حقوق المسلمين في الوصول إلى مقدساتهم والصلاة فيها والحفاظ عليها. لذلك، يجب على المجتمع الإسلامي أن يتحد في مواجهة هذا التحدي وأن يعمل على حماية المقدسات الإسلامية من التهويد والتغير. يجب أن يكون هذا العمل على مستويات مختلفة، من الدعم السياسي والقانوني والدبلوماسي، إلى التوعية والتثقيف والتضامن، إلى التبرع والإغاثة والإعمار. فقط بالتعاون والتكاتف يمكن للمسلمين أن يحافظوا على مقدساتهم التي تربطهم بربهم ورسولهم وأجدادهم. ساخلص مقالي ببعض التوصيات لتعزير دور المقدسات الإسلامية في صون هوية فلسطين منها: - تعزير الوعي الديني والثقافي لدى الفلسطينيين بأهمية المقدسات الإسلامية ودورها في تاريخهم وحضارتهم - توثيق المقدسات الإسلامية وآثارها وتاريخها بالصور والفيديو والكتب والمقالات - نشر المعلومات والبحوث عن المقدسات الإسلامية في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي - تشكيل شبكات تضامن محلية وإقليمية ودولية لحماية المقدسات الإسلامية من التهديدات


المقدسات الإسلامية، فلسطين، ذاكرة المكان


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع