مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (25)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


12/01/2023 القراءات: 703  


قال الشاعرُ ابن الكيزاني المصري(ت:560):
عفوَكَ يا ربِّ عنْ مسيءٍ ... عصاكَ دهرًا وقد أتاكا
يرجوكَ يا غافرَ الخطايا ... وأنتَ أهلٌ لما رجاكا
***
كلمات الفرج:
جاء في «تهذيب الكمال في أسماء الرجال» (6/ 93):
«عن عبدالملك بن عمير: حدَّثني أبو مصعب أن عبدالملك بن مروان كتب إلى عامله بالمدينة هشام بن إسماعيل: إنه بلغني أن الحسن بن الحسن يكاتب أهل العراق، فإذا جاءك كتابي هذا فابعث إليه ليؤت به، قال: فجئ به إليه، وشغله شيء، قال: فقام إليه علي بن حسين، فقال: يا ابن عم، قل كلمات الفرج: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان رب السموات السبع ورب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين". قال: فجلا للآخر وجهه، فنظر إليه، فقال: أرى وجهًا قد قُشِب بكذبة، خلوا سبيله، ولنراجعْ فيه أمير المؤمنين».
***
رأى في المنام أن غناه بمصر:
هذه قصة عجيبة بنى الكاتبُ البرازيلي باولو كويلو عليها روايته: "الخيميائي".
قال التنوخي في "الفرج بعد الشدة":
"حدَّثني أبو الربيع سليمان بن داود البغدادي، صاحبٌ كان لأبي، وكان قديمًا يخدم القاضيين أبا عمر محمد بن يوسف، وابنه أبا الحسين في دورهما، وكانت جدته تُعرف بسمسمة، قهرمانة كانت في دار القاضي أبي عمر محمد بن يوسف رحمه الله، قال:
كان في جوار القاضي قديمًا، رجلٌ انتشرتْ عنه حكاية، وظهر في يده مالٌ جليلٌ، بعد فقر طويل، وكنتُ أسمعُ أن أبا عمر حماه من السلطان، فسألتُ عن الحكاية، فدافعني طويلًا، ثم حدّثني، قال: ورثتُ عن أبي مالًا جليلًا، فأسرعتُ فيه، وأتلفتُه، حتى أفضيتُ إلى بيع أبواب داري وسقوفها، ولم يبق لي من الدنيا حيلة، وبقيتُ مدةً بلا قوت إلا مِن غزل أمي، فتمنيتُ الموت.
فرأيتُ ليلة في النوم، كأن قائلًا يقول لي: غناك بمصر، فاخرجْ إليها.
فبكَّرتُ إلى أبي عمر القاضي، وتوسلتُ إليه بالجوار، وبخدمةٍ كانت من أبي لأبيه، وسألتُه أن يزودني كتابًا إلى مصر، لأتصرَّف بها، فلما حصلتُ بمصر، أوصلتُ الكتاب، وسألتُ التصرُّف، فسد اللهُ عليَّ الوجوه حتى لم أظفر بتصرُّف، ولا لاح لي شغلٌ.
ونفدتْ نفقتي، فبقيتُ متحيرًا، وفكرتُ في أن أسأل الناس، وأمد يدي على الطريق، فلم تسمح نفسي، فقلتُ: أخرجُ ليلًا، وأسألُ، فخرجتُ بين العشاءين، فما زلتُ أمشي في الطريق، وتأبى نفسي المسألة، ويحملني الجوعُ عليها، وأنا ممتنعٌ، إلى أن مضى صدر من الليل.
فلقيني (الطائفُ)، فقبض علي، ووجدني غريبًا، فأنكرَ حالي، فسألني عن خبري، فقلتٌ: رجل ضعيف، فلم يصدقني، وبطحني، وضربني مقارع.
فصحتُ: أنا أصدقك.
فقال: هات.
فقصصتُ عليه قصتي من أولها إلى آخرها، وحديث المنام.
فقال لي: أنت رجلٌ ما رأيتُ أحمقَ منك، والله لقد رأيتُ منذ كذا وكذا سنة، في النوم، كأنَّ رجلًا يقول لي: ببغداد في الشارع الفلاني، في المحلة الفلانية - فذكرَ شارعي، ومحلتي، فسكتُّ، وأصغيتُ إليه- وأتم الشرطيُّ الحديث فقال: دار يُقال لها: دار فلان- فذكرَ داري، واسمي- فيها بستان، وفيه سدرة، -وكان في بستان داري سدرة-، وتحت السدرة مدفون ثلاثون ألف دينار، فامضِ، فخذها، فما فكرتُ في هذا الحديث، ولا التفتُّ إليه، وأنت يا أحمق، فارقتَ وطنك، وجئتَ إلى مصر بسبب منام!
قال: فقوي بذلك قلبي، وأطلقني الطائفُ، فبتُّ في بعض المساجد، وخرجتُ مع السَّحر مِن مصر، فقدمتُ بغداد، فقطعتُ السدرة، وأثرتُ تحتها، فوجدتُّ قمقمًا فيه ثلاثون ألف دينار، فأخذتُه، وأمسكتُ يدي، ودبرتُ أمري، فأنا أعيشُ من تلك الدنانير، مِن فضل ما ابتعتُ منها من ضيعةٍ وعقارٍ إلى اليوم".
***
أقتل الأدواء:
لابن المعلِّم الواسطي:
أقتلُ أدواءِ الرجال الوجدُ ... توقَّ نجدًا فالغرامُ نجدُ
حيثُ الرياض والنسيم أنفٌ ... ودنِف ما يستفيقُ بعدُ
إنَّ الصبا إذا جرت قادحةٌ ... نارَ الغرام ففؤادي الزندُ
تعدي المحبين الصَّبا كأنما ... لها على أهل الغرام حقدُ
لا تتلق نفحةً نجدية ... هزلًا فهزلُ النفحات جدُّ
دع الصبا فعل الهواء كالهوى ... سيان منه قصرُه والمدُّ
ما كبدي بعدك إلا جذوة ... لها بترجيع الحنين وقدُ
يسترها الجلدُ ولولا أدمعي ... ما كان قط ستر نارٍ جلدُ
كيف ببرئي والطبيب مُمرضي ... يصدُّ والداءُ العضال الصدُّ؟
النارُ قلبي والسَّموم نفَسي ... والماءُ طرفي والترابُ الخدُّ
قد كدتُ أخفى عن عيون عذَّلي ... كذا وجودُ العاشقين فقدُ
***
شعر تحت الصور:
جاء في مجلة الزهراء:
"الشهيد حي، والميت هو خائن الوطن
كتب المجاهدُ الكبيرُ الأميرُ شكيب أرسلان هذين البيتين تحت صورة الشهيد عادل بك نكد الذي سبق للزهراء الكلام عليه (4/166 و256).
قال الأميرُ حفظه الله -على لسان الشهيد عادل-:
بالله لا تندبوا قتلي، ولا تهنوا ... بعدي، ولا تغرقوا في النوح والحزَنِ
إن الشهيد لحيٌّ عند خالقه ... وإنما الميتُ حقًا خائن الوطَنِ"
***
يراجِع كتابه بعد موته!
قال محققُ كتاب "كشف المغطى في تبيين الصلاة الوسطى" للحافظ الدمياطي (613-705هـ) عن (النسخة المخطوطة) التي أخرجَ الكتابَ عنها ص9:
"كُتبت سنة (879هـ) .
ومِنْ توفيق الله لنا أنَّ النسخة التي اعتمدناها جاءتنا بعد أن راجعها المُصنِّفُ، وأضافَ إليها الكثيرَ في صورة حواشي وتعليقات".
أقول:
كيف يُراجِعُ الدمياطي المُتوفى سنة (705) النسخةَ التي كُتبتْ سنة (879)، أي بعد وفاته بـ (174) سنة؟!
وما الفرق بين الحواشي والتعليقات؟
وإذا رجعنا إلى الأنموذج الذي نشره -المحققُ- من المخطوطة –وهي بخط محمد بن أحمد القرشي اليونيني- نجد: (حـ بخط المُصنِّف رحمه الله)، وهذا يعني وجودَ حواشٍ في الأصل -وهو نسخةٌ منقولةٌ من نسخةٍ قرئتْ على المُصنِّف- وقد نقلها اليونيني المذكورُ إلى نسختهِ مترحِّمًا على المُصنِّف.
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع