مدونة الباحث/محمد محمد محمود إبراهيم


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(12)

باحث /محمد محمد محمود إبراهيم | MOHAMED MOHAMED MAHMOUD IBRAHIM


28/03/2023 القراءات: 261  


في بيان أنواع الكذب
ويتنوع الكذب إلى أنواع ، فما كان متعلقا بأموال الناس وأعراضهم وأنفسهم هو من أشد الكبائر وأقبح الجرائم التي تضر بالمجتمع الإنساني ، وتقضي على العدل ، فإن الذي يقول الزور ليقتطع حقوق عباد الله أو يثلمهم في أعراضهم من كل ما يضر الإنسانية ويؤلمها .
وقد عرض نفسه لغضب الله وكان سببا في بث الفوضى وإغراء المجرمين على اقتراف الجرائم فينالون من أعراض الناس وأموالهم ما يشتهون وهم آمنون من العقوبة لأنهم يجدون شاهد الزور يساعدهم على الإفلات منها ، وقد أكبر صلى الله عليه وسلم خطر قول الزور وأعظم جرمه كما في الحديث قال : « الإشراك بالله ، وعقوق الوالدين » . وكان متكئا فجلس ، فقال : « ألا وقول الزور » . فما زال يكررها حتى قلنا : ليته سكت . فجلوسه صلى الله عليه وسلم بعد اتكائه اهتماما بشأنه ، وصدر قوله بأداة التنبيه وكرر كلمته حتى شق على نفسه وبدا الغضب في وجهه ، وتمنى أصحابه لو سكت .
وقول الزور يشمل الشهادة بالباطل والحكم الجائر ورمي الأبرياء والقول على الله بلا علم .
وعن خريم بن فاتك ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ، فلما انصرف قام قائما ، فقال : « عدلت شهادة الزور بالإشراك بالله » . ثلاث مرات ، ثم قرأ : ﴿ فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به ﴾ . رواه أبو داود ، وابن ماجة .
وشاهد الزور يسيء إلى نفسه إذ يبيع آخرته بدنيا غيره ، ويسيء إلى من شهد له بإعانته على ظلمه ، ويسيء إلى من يشهد عليه في إضاعة حقه ، ويسيء إلى القاضي الذي جلس يتحرى العدل ليحكم به وينصف الضعفاء من الأقوياء وينتزع حق المظلوم من الظالم بأنه بشهادته بالزور يضلله ويسد أمامه طريق الحق ويفتح باب الباطل .
وبهذا يشل يد العدالة أن تقتص للمظلوم من الظالم ويسيء شاهد الزور إلى أولاده وأسرته لأنه يلوثها بهذه السمعة السيئة والوصمة
القبيحة ويحمل الناس على أن يقولوا لهم عائلة المزور ، وأعظم بها من أذية للمستقيمين .
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله  : « إن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، وإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا » . متفق عليه . وفي الحديث أن الكذب من صفات النفاق .
اللهم إنا نعوذ بك من الشك بعد اليقين ، ومن الشيطان الرجيم ، ومن شدائد يوم الدين ، ونسألك رضاك والجنة ، ونعوذ بك من سخطك والنار ، اللهم أتمم علينا نعمتك الوافية وارزقنا الإخلاص في أعمالنا والصدق في أقوالنا وعد علينا بإصلاح قلوبنا واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
---


رَمضْان؛أرواحنا ظَمأى وفَوقَ أكفِّكَ الرَّيانُ(12)


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع