مدونة الحكمة


نظرية المعرفة بين افلاطون وأرسطو

محمداحمدمحمود | MOHAMED AHMED MAHMOUD


20/01/2022 القراءات: 2414  


يرى البعض أن الفارق بين فلسفة أفلاطون وأرسطو يعود الى الفلارق بين الرياضى وعالم الطبيعة"  حيث أن أفلاطون انطلق فى مقولاتة الفلسفية من عقل بديهى ذات طبيعة رياضية، فهو ينطلق من الكليات ويعتبر أن العقل وسيلة لادراك الماهيات الخالصة الكلية ، وان الحقيقة توجد فى عالم المثل وهو عالم مفارق لعالم المادة، بينما نجد أرسطو انطلق من رؤية ذات طبيعة أكاديمية متأثرة بعلم الأحياء فهو عالم طبيعى، اذ يرى أرسطو أن الحقيقة تقع فى هذا العالم الذى نعيش فيه ولا توجد فى عالم مفارق، وقد أنعكس هذا الفارق فى نظرية المعرفة عند كل منهما، فأفلاطون يرى أن المعانى الكلية لايمكن أن ندركها بالحواس وانما يكون ادراكها من خلال العقل وحدة الذى يمكن أن يمايز ويقارن مثلاً بين الجمال والقبح، فيدرك أن به جمالاً أو قبحاً ، ولكى يستطيع العقل أن يقارن ويميز لا بد أن يكون لدية فكرة أصيلة سابقة عن الجمال والقبح ، فالمعانى الكلية من قبيل الحق والخير والجمال لها وجود حقيقى وراء عقولنا وهذه هى المثل التى تمثل أرباب أنواع التى هى كاملة فى صفاتها، فالنفوس قبل أن تنزل الى الأرض وتحل فى الأجسام كانت تعيش فى عالم المثل وكانت تعلم بالمعانى الكلية، ولكنها لما نزلت الى الأرض وحل بها الأجسام نسيت عالم المثل ولكن كلما وقع نظرها على معنى كلى تذكرت مثالها وأدركت مافيه من حق أو خير أو جمال، فالمعرفة أو العلم عند افلاطون هو تذكر آتى من عالم المثل المفارق للانسان. فى حين أرسطو يرى أن المعرفة تبدأ من الاحساس المباشر تجاة العالم الخارجى، فالحواس هى نافذة الانسان للتعرف على الواقع الخارجى وبذلك تكون التجربة الحسية مصدر كل معرفة، ولكن هذه المعرفة ظنية وجزئية ومفككة وليست مترابطة وهنا يكون دور العقل لتنظيم هذه المعلومات وربطها ببعض ومن ثم تكون الاشياء التى يدركها العقل أسمى الأسياء ، ووجود العقل هو وجود بالقوة وينتقل العقل من القوة الى الفعل عن طريق العقل الفعال، وهو عقل بالجوهر يجعلنا ندرك المعقولات أو الكليات التى هى لا وجود لها الا فى الذهن وهنا يخالف أرسطوا نظرية المعرفة أو المثل عند افلاطون اذ يرى ارسطو أن المثل لا وجود لها فى عالم مستقل عن الانسان، ورأى ارسطو ان الذهن ماهو الا صفحة بيضاء يتضمن استعداداً ما للمعرفة يكون فى صورة البديهيات الأولى ، وأ، المعرفة الحقة تكمن فى هذا العالم المادى وليس فى عالم المثل، وبذلك يخالف أرسطو افلاطون فى مفاصل مهمة فى نظرية المعرفة اذ ان المعرفة عند افلاطون تكمن فى عالم المثل بينما المعرفة عند ارسطو تكمن فى العالم المادى الذى نعيش فيه ، وهكذا اختلفت الرؤى بين عالم الرياضيات وعالم الطبيعة.


ارسطو - افلاطون - النظرية- المعرفة - المثل - العقل - الرياضى - الطبيعى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع