مدونة يحيى محمود سالم التلولي


حوارات هادئة/ هذا شقي وهذا وسعيد

د. يحيى محمود سالم التلولي | Dr. Yahya Mahmmoud Salem Tlouli


15/08/2022 القراءات: 573  


حوارات هادئة
هذا شقي وهذا وسعيد
بقلم/ د. يحيى محمود التّلولي
في معرض حديثنا في إحدى الجلسات، قلت لصاحبي: هذا ولد شقي.
فقال: لا يجوز أن تقول هذا اللّفظ بحق الولد.
فقلت: وَلِمَ؟ فقال: لأن الشّقي خاتمته النّار، وأنت لا تعرف الغيب لتحدد خاتمته.
فقلت: وما الدّليل؟ فقالت: قوله تعالى: يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (هود: 105) وقوله صلى الله عليه وسلم: ثم يرسل الله إليه الملَك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد.
فقلت: ولكني لم أشأ أن أحكم عليه بالكفر، بل قصدت (غلباوي، كثير المشاكل)، وقد ذكر الله –عزّ وجلّ- مخاطبا آدم –عليه السّلام-: {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى} [طه : 117] والشقاء هنا بمعنى: التّعب والنّصب في الدّنيا، وليس بمعنى: فتكفر. فقال: هكذا قال العلماء. فقلت: وهل يجوز لي أن أقول هذا ولد سعيد؟ فقال: نعم. فقلت: كيف ذلك، والسّعيد خاتمته الجنة، وأنت لا تعرف الغيب لتحدد خاتمته، وهذا منطق ردك، ومن جهة ثانية، كيف يكون الجواز في لفظ، وعدم الجواز في اللّفظ الآخر، وقد ورد اللّفظان في سياق واحد؟!. فقال: لا أعرف، هكذا قال العلماء.


حوارات- شقي- سعيد


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع