مدونة د. طارق منصور الغالبي


نتعلم كي لايسكن الفراغ العقول

الدكتور طارق منصور الغالبي | DR.TARIQ MANSOOR AL GALIBI


03/01/2022 القراءات: 2253  


نتعلم كي لا يسكن الفراغ العقول
التعليم
هي كلمة تحتوي على سبعة حروف قيمتها الحسابية في علم الارقام هي 581 للحروف السبعة التي تحتويها ولو جمعنا حروف الكلمة التي مقدارها 581 لكان مجموعهم الرقم 14 وهو مضاعف الرقم 7، لكون جمع الارقام الحسابية لكل كلمة هو المدلول الفلكي لقيمتها الموضوعة بها وان الرقم سبعة ورد من صفة تكرار لمضاعفته ولم يرد بشكل منفرد ذلك لان كلمة التعليم تحمل مضمونين الاول ان الانسان حين لن يكون له معلم فان الله سيكون معلمه وهذا الاستحقاق كان فقط للرسول المصطفى عليه الصلاة والسلام وعلى اله وصحبه الاخيار حيث قال جل وعلا في كتابه الشريف (عَلَّمَهُۥ شَدِيدُ ٱلْقُوَىٰ) فيها كلف جبرائيل عليه السلام بذلك وبأمر منه لكون كل المعلم مستديم التعلم لكن المعلم الاوحد الذي ليس بحاجة الى التعلم هو الله وحده جل وعلا فجاءت مرة بحق واحد من عباد الله هو نبيه وحبيبه وجاءت بالصفة الثانية بحق عباد الله الباقين اجمعين لكون ان التعليم لم يقع الا بوجود معلم منهم وبهم الذي يمكن القول عنه بانه متعلم مع استمرار سيره بالتعلم كي يكون مبدعا في التعليم والى ما فوق الابداع كما في الحالة التي وصل اليها الفلاسفة والعلماء الكبار في تعليم من هم دونهم، علما انهم لم يتوقفوا عن التعلم حتى اخر يوم في حياتهم.
والرقم سبعة يحمل الاسرار التي توصف بالأسرار الكونية التي لم يصل الى فقهها فكر للان، وحده الله جل وعلا يعلم سرها لما ورد لها من ذكر في كتابه الشريف حيث ان الله خلق السموات والارض في ستة ايام واستوى على العرش في اليوم السابع وافتتح كتابه الكريم بسورة الفاتحة المسماة بالسبع المثاني وجعل شهادة التوحيد سبعة كلمات (لا اله الا الله محمد رسول الله) وجعل السموات سبع والاراضين سبع الى العديد من السور التي تتضمن مختلف الذكر للرقم سبعة حيث جعل ايام الاسبوع سبعة والطواف حول بيته المقدس سبعة اشواط والسعي بين الصفا والمروة سبعة اشواط ورجم الشيطان بسبع حصاة الى اخره.
ويعد العلم اكثر كلمة وردة ذكرها في القران وهو الكلمة التي يشتق منها كلمة تعليم وانها وردت في اشتقاقات كثيرة منها (علماء وعليم ونعلم وعالم وتعلمتم والعالمون. الى اخره) من الكلمات المشتقة التي يمكن الاطلاع عليها في ذكر اخر، حتى ان عدد ذكرها في القران وصل الى 856 مرة.
ان الحاجة الى التعلم والتعليم حاجة فطرية فطر الله سبحانه عليها عباده الا ان التعلم جعل الله لها ارتباطا وثيقا بالتقوى فحين يعمل المتعلم على العمل بالعلم والتقوى تكون الفائدة به تسع الحياتين الدنيا والاخرة وان لم يكن ذلك الارتباط حاصلا فسوف يكون التعلم مكسب للعيش في دار الدنيا وربما لا يعود به النفع عليه في الاخرة.
وكذلك التعليم فانه كان ايضا ضمن فطرة الانسان الذي فطره الله عليها الا انها ترتبط بالتقوى من خلال الاكتساب الضمني الذي يحدد مسار التعليم والتقوى مع بعض حتى يكونان توأمين لا يفترقان لذلك اقرنت كلمة التربية بالتعليم دائما لأنها هي الطريق الاقوم الى التقوى.
والان يمكننا ان نطرح السؤال التالي: -
(من من الخلق من عباد الله لا يرغب في التعليم او التعلم)
بالتأكيد ستكون الاجابة ليس هناك من احد.
الا من اجبرته الظروف القاسية الخارجة عن الارادة عن مغادرة التعليم او التعلم
وهناك ارقام كبيرة جدا يمكن ان يحتويها العالم لمن هم من هؤلاء المجبرين على عدم دخول بوابة التعليم، حيث بلغ عددهم تقريبا اكثر من 800 مليون نسمه ثلثهم من الذكور والثلثين الباقيين من الاناث في العالم اجمع.
علما ان هناك العديد من المنظمات العالمية والدولية التي تهتم حصرا بموضوع التعليم ويأتي على راسها.
التحالف العالمي للتعليم – اليونسكو
منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة
المكتب الدولي للتربية
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
البرنامج الدولي لتقييم الطلبة
كل تلك البرامج تعمل من اجل اسعاف حالة الذين لم يستطيعوا ان يدخلوا بوابة التعليم وتطوير حالهم نحو ما هو افضل مما هم عليه مع اسناد تعلم الاخرين.
مع ان العالم اجمع يحتوي على منظمات عديدة بصفة هيئات تعليمية وهي موزعة في كل بلد من بلدان العالم حتى ان اقدمها تأسست في سنة 1880.
يواجه التعليم على مر السنين مصاعب جمة لكن الدور الفاعل للفطرة البشرية في مقارعة تلك المصاعب والتغلب عليها كان له الاثر الفاعل في استمرار التعليم والتعلم في ان واحد وتوجيهه بالاتجاهات الحديثة كما شهده العالم في عام 2020 وقت انتشار جائحة كرونا حيث اخذت المسارات الحديثة دورها الريادي في التعليم التي سيرته بالاتجاهات الالكترونية بمختلف توجهاته. ذلك مع وجود المعلم حيث سنحت له الفرصة اظهار مهاراته العلمية والمعرفية لإنجاح الامر من خلال التعليم الالكتروني علما ان التعليم الالكتروني كان متاحا في السنين السابقة الى المتعلم فقط وحين اضطر الامر الى نزوله الى ساحة التعليم نراه اجاد اجادة ربما تكون هي الخطوات الاولى لإنجاح دور التعليم الالكتروني على مستوى العالم اجمع.
كما وان المعلم حاضر في كل الميادين فالمعلم هو المتعلم الذي يقوم بالتعليم بما لديه من المخزون الواسع من المعرفة والعلم وفي نفس الوقت فان المتعلم لا يتحقق تعليمه الى ما فوق علمه الا من خلال التعليم ايضا من معلم ارفع مستوى علمي منه لذا يكون التعلم هو الهدف الذي يتجه باتجاه الغاية التي تحقق الوسيلة المقصودة وهي التعليم.
بهذا يمكننا ان نخلص الى ان المعلم والمتعلم كلاهما يؤدي دور التعليم على اختلاف المستويات من المعرفة والعلم بينهما وهما مرتبطان ارتباطا وثيقا بعلاقة يكون فيها نجاح احدهما مرتبط بنجاح الاخر وان الاثنين عليهما ان يؤديا عمل بلوغ وسيلة التعليم لمن دون ذلك
هنا تكون عملية التعليم عملية لا يمكن ان تكون عملية فاشلة اطلاقا حيث ان المعلم لا يمكن ان يكون فاشلا اطلاقا الا انه ربما يخطا في ايصال ما في حوزته من علم ومعرفة الى الطرف الذي يتلقى تعليمه منه.
ختاما لولا التعليم لما كان هناك متعلم, وكي لا يسكن الفراغ العقول.... نتعلم.


من النقطة الى البعد الشعاعي الملا نهاية القصوى


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


بالتوفيق والنجاح


جزيت عنا خير لما تفضلت به من حديث - فالنتعلم كي لا يسكن الفراغ عقولنا.