" الشهيد الذي لا قبر له "
د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar
23/12/2023 القراءات: 432
من أبرز قادة وأعمدة الإصلاح في الجزائر ومن مُؤسسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي حافظت على الهوية الجزائرية أمام الخُطط الاستعمارية الفرنسية لطَمس هويتهم الإسلامية والعربية.
والذي تم إعدامه غلياً بالزيت
إنه الشيخ العربي التبسي
ان الشيخ العربي التبسي عالمًا وداعياً و مربياً ورجلًا فاضلًا يدافع عن العقيدة .
عاش في الجزائر فترة الاحتلال الفرنسي وكان صوته مسموعًا في جميع أنحاء البلاد، وكان يحث الناس على الجهاد والنضال من أجل الحرية وطرد الاستعمار الفرنسي.
أثارت مواقف الشيخ التبسي غضب الفرنسيين والتفات الناس حوله.
دعا العربي التبسي، إلى الجهاد والكفاح ضد الاستعمار الفرنسي حيث عرف بكرهه الشديد لفرنسا، وينقل عنه قوله:
"من عاش فليعش بعداوته لفرنسا، ومن مات فليحمل معه هذه العداوة إلى القبر".
وقال عنه المؤرخ محمد الأمين بلغيث في إحدى المحاضرات: " أهله في تبسة معروفين بالشدة، فأخذ منهم هذه الصفة".
سجن العربي التبسي لمدة 6 أشهر خلال الحرب العالمية الثانية، بتهمة التحريض والتآمر ضد الدولة الفرنسية.
وأعيد اعتقاله بنفس التهمة في مظاهرات 08 مايو/ 1945، وأفرج عنه سنة 1946 في إطار عفو عام أعلنته السلطات الاستعمارية.
اشتدت مواقفه المناهضة لفرنسا حيث أفتى عقب اندلاع ثورة التحرير في عام 1954 بأنّه "لا يجوز لأيّ مسلم بدون عذر أن يتخلف عن الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي
حاول المحتلون الفرنسيون استمالة الشيخ الشهيد العربي التبسي والضغط عليه لإصدار فتوى بإدانة العمليات الجهادية أو تليين موقفه من التحريض على المحتل ولكن الشيخ ظل ثابتا على الحق رافضا لخيانة دينه ووطنه.
فقرروا التخلص منه وفي يومٍ من الأيام من عام 1957 اقتحمت فرقة من "القبعات الحمراء" منزله واختطفته.
أخذ الجنود الشيخ التبسي إلى مكانٍ مجهول وبدأوا بتعذيبه بوحشية.
حاولوا إجباره على التخلي عن دعمه للثورة، لكن الشيخ رفض.
وبعد ثلاثة أيام من التعذيب الشديد طلب القائد الفرنسي إحضار قدر من زيت السيارات الممزوج بالإسفلت والذي بقي فوق النار حتى درجة الغليان ليوضع الشيخ مقيداً عاريا فوقه، طالبين منه التراجع عن دعم الثورة وتعديل خطابه ضد الاستعمار الفرنسي، لكنه ظل يرفض الانصياع وتواصل هذا التعذيب والتنكيل حتى تلقّى الجنود الأمر بإدخاله في ذلك القدر لافظا الشهادة كآخر كلمات له في هذه الحياة الدنيا و أغمي عليه…
ثم نزل شيئا فشيئا إلى أن دخل القدر بكامله فاحترق وتبخر وتلاشى.
ويُذكر في تاريخ الجزائر إلى اليوم على أنه
“الشهيد الذي لا قبر له”
الشهيد، العربي التبسي، فرنسا
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع