المفاهيم العلمية: بين التصميم المنهجي والتعليم الأكاديمي
الزهرة الأسود | Zohra Lassoued
19/09/2024 القراءات: 144
تعتبر المفاهيم العلمية من الحدود الموضوعية لأي بحث علمي في العلوم الاجتماعية؛ فهي بمثابة كلمات مفتاحية، تعبّر عن مجموعة من الرموز التي يستعين بها الباحث لتوصيل ما يريده من معاني لغيره من الناس، لذا وجب عليه تحديدها، وتدقيقها لغويا ومنهجيا،حتى يفصلها عن أي تقارب قد يحدث اللبس بينها وبين مفاهيم مشابهة لها معنى أو مبنى.
كما يتاح للباحث تفكيك المفاهيم العلمية إلى أبعاد ومؤشرات دقيقة، تفسّر لنا معنى تلك التصوّرات الذهنية التي تصف الظواهر الاجتماعية، وتحاول نقلها من المجرّد إلى الملموس، وتجسيدها على مستوى الواقع الملحوظ، ومن السهل التعبير عن المفاهيم العلمية الملموسة، في حين يصعب التعبير عن بعض المفاهيم العلمية التي تحتاج إلى كثير من التحديد.
وبعدما يتم تحديد المفاهيم العلمية ومكوّناتها، يلجأ الباحث إلى تعريفها نظريا وإجرائيا، من أجل ضبط موضوع بحثه، ليسهل عليه مواصلة الإجراءات المنهجية الموالية.
ومهما كانت المصادر التي تستمد منها المفاهيم العلمية؛ سواء بطريقة استقرائية أو استنباطية، فإنها بلا شك لها مساهمتها في تقدّم البحث العلمي، وتطوير المعرفة الإنسانية كمّا وكيفا.
هذا؛ وتختلف المفاهيم العلمية في صعوبة تعلّمها، فمنها ما يتم تعلّمه بسهولة، ومنها ما يتطلب فترات زمنية طويلة نسبيا، ينتقل فيها المفهوم تدريجيا من حالة الغموض إلى حالة الوضوح، فيغدو قابلا للتمييز والتحديد الدقيق.
كما تختلف المفاهيم العلمية من حيث بساطتها وتعقّدها، لذا فهي تتطلب استراتيجيات مناسبة لتعليمها، ومعرفة العناصر المطلوبة لتدريسها، وكذا معرفة العوامل المؤثرة في تعلّمها، واستنتاج أهم المبادئ(التطبيقات التربوية) التي تجعل المفاهيم العلمية أكثر فعّالية.
المفاهيم العلمية- التصميم المنهجي- التعليم الأكاديمي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة