أ.د. برزان مُيَّسر حامد الحميد


أبن حزم والحبُ العُذري ...

أ.د. برزان مُيَّسر حــــــــامد الحميــــــــــــد | prof dr. barzan moyasir hamid alhameed


04/02/2022 القراءات: 1498  


أبن حزم والحبُ العذري
لأبن حزم الأندلسي مفكر الأسلام الكبير ( ت:456ه) مؤلفات كثيرة كشفت النقاب عن صروف حياته المتقلبة في القرن الخامس الهجري/الحادي عشر الميلادي اكثر عصور الاندلس مأساوية ، كما أبانت عن الجوانب المتنوعة في آثاره بوصفه عالماً نفسانيّاً ، ومهذباً للأخلاق، ومنظّراً لغوياً، وفقيهاً ظاهرياً، ومؤرخاً للأفكار الدينية .
ولقد وصلنا من مؤلفات " ابن حزم " حوالي أثني عشر كتاباً أعلقها بالنفس كتاب "طوق الحمامة في الألفة والأّلأّف " الذي وضعه في شبابه . وقد عمد "أبن حزم" في كتابه هذا – وهو دراسة حقيقية للحُب والمُحبين- الى بيان مفهومه للحب . ولا شك في أن هذا الموضوع لم يكن مستحدثاً في الأدب العربي ، فقبل تأليف "طوق الحمامة" بأكثر من قرن وضع "الجاحظ " في المشرق الاسلامي زمن الدولة العباسية ، رسالة صغيرة في الحبّ والنساء سمّاها بــــــــ "في العشق والنساء" . وفي القرن الرابع الهجري/ العاشر الميلادي نجد الموضوع نفسه في إحدى رسائل "اخوان الصفا" ، وفي العصر ذاته يكاد "المسعودي" قد تحدث أيضاً عن الحب في "مروج الذهب ومعادن الجوهر" .
ألأ ان "ابن حزم" استطاع ان يُجريّ إجراءً طريفاً حول مصطلح الحب هذا، فضمّنه عناصر سيرة ذاتية مطبوعة بطابع الصدق . "فأبن حزم" يُحدثنا في هذا المؤلف عمّا عاشه وأحسّه في أعماق نفسه . وفي كتاب الأعترافات هذا نجد أنّ الشخصيات التي تحوم حول "أبن حزم" إنما هي أندلسية عرفها الرجل وعاشرها : من امراء ووزراء وعلماء وطلاّب علم ، وقد روى لنا " أبن حزم" قصص حُبّهم المتنوعة .
لقد أهتم "أبن حزم" وبيّن في كتابه "طوق الحمامة" أن الحب ليس بمنكر في الديانة ولا بمحظور في الشريعة ، اذ القلوب بيد الله تبارك وتعالى ، وأستشهد بمن كان عاشقاً من الخلفاء الامويين بالاندلس . وقد وصف الحب ّشعراً فقـــــــــــــــــــــــــــــــــــال :
جرى الحبُّ منــــّـــــــــي مجرى النفس وأعطيتُ عيني عنان الفرسِ


الحب ، العذري ، أبن حزم ، طوق الحمامة


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع