مدونة بكاري مختار


تاريخ الدولة البيزنطية - الجزء الأول -

د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar


10/04/2022 القراءات: 2626  



في الواقع يعنينا دراسة الدولة البيزنطية لشدة احتكاكها بمناطق العالم العربي والإسلامي في آسيا و إفريقيا قبل وبعد ظهور الإسلام ؛ و للصراع المستمر مع الدول الإسلامية المتعاقبة منذ القرن السابع الميلادي و حتى سقوطها على يد العثمانيين في القرن الخامس عشر .
الإمبراطورية البيزنطية أو الإمبراطورية الرومانية الشرقية أو بيزنطة دولة مسيحية امتدّت من العصور القديمة المتأخرة وحتى نهاية العصور الوسطى وتمركزت في العاصمة القسطنطينية التى أنشأها قسطنطين الأكبر مكان المدينة القديمة التى كانت تعرف ببيزنطة وأطلق عليها بداية روما الجديدة .
عرفها سكانها وجيرانها باسم الإمبراطورية الرومانية ، وكانت استمرارًا مباشرًا للإمبراطورية الرومانية القديمة في روما وحافظت على تقاليدها .
نشأت الإمبراطورية البيزنطية نتيجة انقسام الإمبراطورية الرومانية القديمة ، إلى قسم شرقي عاصمته القسطنطينية و قسم غربي في روما .
وفي حين سقطت الإمبراطورية الرومانية الغربية في القرن الخامس، استمرّت الدولة البيزنطية لأكثر من ألف سنة أخرى حتى سقطت بيد الدولة العثمانية عام 1453م.
والواقع أن التاريخ البيزنطى ليس إلا مرحلة جديدة من التاريخ الروماني ،كما أن الدولة البيزنطية ليست إلا امتدادا للإمبراطورية الرومانية ، ولم تكن لفظة "بيزنطی" ، إلا تعبيرا أو مصطلحا جرى إطلاقه حديثا ، ولم يكن معروفا عند الذين نسميهم بيزنطيين ، إذ أن هؤلاء كانوا ينعتون أنفسهم
بأنهم : رومان ، واعتبر الإمبراطور نفسه حاكما رومانيا ، وخليفة القياصرة الرومان ووريثهم في ملكهم ، وظل البيزنطيون بحرصون على الاحتفاظ باسم روما، طالما عاشت إمبراطوريتهم .
ونظرا لأن الدولة البيزنطية اعتبرت نفسها وارثة الإمبراطورية الرومانية ،فإنها كانت تأمل في أن تكون الإمبراطورية الوحيدة ، فزعمت لنفسها السيطرة على جميع ما كان يخضع للإمبراطورية الرومانية من أملاك ،وأضحت تؤلف شطرا من العالم المسيحي .
وعلى الرغم من أن هذا الزعم لا يتفق مع الواقع ، فإن ما أقامه المتبربرون من ممالك على أنقاض الإمبراطورية الرومانية الغربية ، لا تعتبر مساوية في المكانة للإمبراطورية البيزنطية .
وترتب على ذلك ؛ أن أضحي حاكم بيزنطة ، إمبراطورا رومانيا ، وزعيما للعالم المسيحي .
وفي أوائل العصر البيزنطي ، تركزت السياسة الإمبراطورية ،
في محاولة المحافظة على السيادة المباشرة على أملاك الدولة الرومانية ، ثم تطورت هذه السياسة في الفترتين المتوسطة والمتأخرة من العصر البيزنطي ، فأضحى اهتمامها موجها إلى الاحتفاظ بالسيادة الاسمية .
و مهما حرصت الدولة البيزنطية على صلتها بروما القديمة ، وازداد تعلقها بالتراث الروماني ، فالواقع أن الدولة البيزنطية أخذت تبتعد بالتدريج ، وبمضى الزمن ، عما كان للعالم الروماني من خصائص ومميزات .
إذ تغلبت في الدولة البيزنطية الحضارة و اللغة اليونانية ، وازداد تأثير الكنيسة اليونانية في الحياةالبيزنطية . وما حدث من تطور اقتصادی و اجتماعی و سیاسی ، أدى إلى ظهور بناء إقتصادی اجتماعی جدید .


الدولة البيزنطية، تاريخ


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع