مدونة عبدالحكيم الأنيس


مع العلامة الشيخ نور الدين عتر (2)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


15/06/2023 القراءات: 551  


 في ليلة الخميس (2) من صفر سنة (1427) الموافق (2/3/2006م) رأيتُ في النوم د. نور الدين عتر يلبسُ ثوبًا للشيخ عبدالله سراج الدين.
 في يوم الجمعة (10) من رجب سنة (1427) الموافق (4/8/2006م) دُعينا إلى لقاءٍ في مزرعة جمال قيلش في حلب. وحضرَ الدكتور نور الدين، والدكتور إبراهيم سلقيني... ووُزِّع على الحضور وهم يُغادرون كتاب الشيخ نور الدين: "في ظلال الحديث النبوي: أول دراسة فكرية اجتماعية وأدبية جمالية معاصرة".
 في يوم الثلاثاء (21) من رجب سنة (1427) الموافق (15/8/2006م) صلينا العشاء في جامع الرشيد، ولقيتُ الدكتور خلف محمد، ثم الدكتور نور الدين، ورحبَّ بحرارة وقال لي: رسالتُك "العُجاب في بيان الأسباب" للحافظ ابن حجر أصبحتْ نواة لخمس رسائل.
 في يوم الأربعاء (9) من ذي القعدة سنة (1427) الموافق (29/11/2006م) كنتُ في حلب أشاركُ في ندوة "الحركة العلمية والأدبية في حلب زمن الأيوبيين" بمناسبة اختيار حلب عاصمة للثقافة الإسلامية، وكان بحثي بعنوان: "الحركة العلمية القرآنية في حلب زمن الأيوبيين: صفر 579- صفر 658".
 واليوم كانت الجلسةُ السابعةُ وهي برئاسة الأستاذ الدكتور عمر تدمري، وتحدَّث فيها د. بلال صفي الدين عميد كلية الشريعة بجامعة حلب عن: "الفقه في حلب زمن الأيوبيين". ثم د. نور الدين، وتحدَّث عن "القاضي المحدِّث ابن شدّاد وآثاره العلمية"، ثم أنا... وذكرتُ في آخر كلمتي أبياتًا مِن قصيدة قلتُها في حلب، مطلعُها:
إنْ كنتِ عاتبةً فإنيَ عاتِبُ ... هذا الغرامُ وللغرامِ عجائبُ
فقام د. عبدالسلام الراغب وطلبَ أنْ تُلقى القصيدة كاملة. وأيَّد هذا الحضورُ.. ولكن جاء د. أحمد طعمة إلى رئيس الجلسة د. عمر تدمري وبلَّغه شيئًا، فقال: الوقتُ ضيقٌ، وأرى أنْ تكون في الجلسة الختامية، وتدخَّلَ د. نور الدين وقال: خيرُ البرِّ عاجِلُه... وهكذا أُلقيتْ القصيدة، وهي في (43) بيتًا، واستعبرتُ في آخرها، فردَّد الشيخ نور الدين صلواتٍ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبكى كثيرٌ من الحاضرين... ولقيتْ قبولًا واسعًا... ربما لأنها كُتبتْ بصدقٍ.
 حضرَ هذه الجلسة كثيرون، ولا سيما الطالبات المُنقبات، ومن الحاضرين العلامة الشيخ محمد أمين سراج شيخ جامع الفاتح في إسطنبول، وتلميذُه الشيخ حمدي أرسلان، وقد سلَّما عليَّ وسألا: مِن أين أنت؟ فأجبتُ، فقالا: هذا ما رجَّحناه. ثم استجزتُ الشيخ أمين سراج فأجاز. فجزاه الله خيرًا. ثم لقيتُه في إسطنبول مرات.
 في يوم الجمعة (11) من ربيع الأول سنة (1428) الموافق (30/3/2007) رأيتُ في دبي بعد صلاة الصبح أني في المسجد النبوي، ومعي الوالدة وأختي الصغرى أم أيمن وتقدَّمنا إلى الحجرة النبوية، ورأيتُ الأهل أم محمد ... وتقدمتُ وسلَّمتُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وقلتُ: السلام عليك يا سيدي وسندي وتاج رأسي وشفيعي. وأردتُّ أنْ أشير لأم أيمن إلى القبر النبوي. ثم رأيتُ الشيخ نور الدين عتر جالسًا إلى الحُجرة النبوية ومعه ابنُه يحيى، وأمامَه مائدة أكلنا منها، وكان هناك أخي الشيخ عبدالسميع يأكلُ منها عسلًا. وأنا أكلتُ وتوقفتُ ثم عدتُّ وأكلتُ، وأشار الشيخُ نور الدين إلى ابنه يحيى أنْ يضيف على المائدة، وتكلَّمَ الشيخُ نور الدين أنَّ المؤلِّف إذا ألَّفَ كتابًا فعله أنْ يركِّز المقدمة ولا يقول: هذا جديد لم يُكتب. ورأيتُ على جدار الحجرة النبوية إعلانًا عن محاضرة للشيخ نور الدين كأنَّ عنوانَها: منهج المُحدِّثين في أدب الطالب.
 في يوم الخميس (22) من جُمادى الأولى سنة (1428) الموافق (7/6/2007) صلينا المغرب في جامع الرشيد، وكان للشيخ نور الدين درسٌ بعد الصلاة في شرح "بلوغ المرام"، ولم نتمكنْ مِنْ حضوره، لاشتغالنا بالتهيؤ لتلبية دعوةٍ إلى عرس زكريا شيخة في نادي صف الضباط.
 في يوم الجمعة (23) من جُمادى الأولى سنة (1428) الموافق (8/6/2007م) صلينا الجمعة في جامع الشيط، وخطبَ الشيخُ نور الدين، وقد تكلَّم على الآيات الأخيرة من سورة مريم، واختيارات الشيخ موفقة جدًّا، وفي كلامه علمٌ وتهذيبٌ، وخطبُه مركزة مؤثرة منورة، ولا تسمع فيها لحنًا في إعرابٍ أو إغرابٍ. وسلَّمنا عليه بعد الصلاة، وسلَّمَ بحفاوةٍ كما هو شأنُه معنا دائمًا.
 في يوم الثلاثاء (4) من جُمادى الآخرة سنة (1428) الموافق (19/6/2007م) صلينا المغرب في جامع الرشيد، وصلى هناك الشيخ نور الدين، وقرأتُ له الرؤيا السابقة... وحكى لنا ما يُصدِّق الرؤيا... ووعدَنا أنْ يقدِّم لنا المجلد الرابع مِن كتابه "إعلام الأنام شرح بلوغ المرام من أحاديث الأحكام" وهو سيَصدر بعد يومين، وطلبَ منا الرأي في مقدمته وخاتمته.
 في يوم الخميس (27) من جُمادى الآخرة سنة (1428) الموافق (12/7/2007م) صليتُ المغرب في جامع الرشيد، وحضرتُ جانبًا مِن درس الشيخ نور الدين في الجامع المذكور. وفي دروس الشيخ في هذا الجامع قال الأستاذ محمد منذر السرميني قصيدته:
مِنْ نور أحمد قد حُبيتَ علامَهْ ... هي نورُ وجهك إنْ قرأتَ كلامَهْ
سُمِّيتَ نور الدين قبل توجُّهٍ ... للعلم، كيف وقد ملكتَ زمامهْ
ما كان قلبُك بالنبي معلقًا ... إلا لأنَّ الحبَّ صار إمامهْ
لمّا اقتديتَ بهدي خير معلِّم ... بالصدق كنتَ العالم العلامهْ
لكأنَّ سيرته يُمثِّلها سلو ... كُكَ في الحياة كمَن يصوغُ وسامهْ
وكتاب "إعلام الأنام" حديقةٌ ... غنّاءُ تُغني مَن وعى أحكامهْ
لمّا تحدِّثنا ببعض حديثه ... تعروك رعشةُ مَنْ يبوح غرامهْ
في العين تبدو دمعةٌ رقراقةٌ ... لمّا تثيرُ حديثَ بعثِ أسامهْ
لهفي إلى الرحمن أنْ ترقى بنا ... كيما نُزيح عن الوجود ظلامهْ
للعلمِ والعملِ الدؤوبِ نصحتَنا ... وسقيتَنا الإخلاص فيه تمامهْ
وبأخذك القرآنَ أقوى مرجعٍ ... مع سُنةٍ، تبدي لنا إحكامهْ
كنتَ الأمينَ على الحديث محققًا ... ولديك كم علَمٍ رمى أقلامهْ
للسير خلف المصطفى وجَّهتنا ... لبناء جيلٍ يقتفيه أمامهْ


نو الدين عتر


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع