مدونة بكاري مختار


السلطان البطل الظاهر بيبرس - الجزء الثالث -

د/ بكاري مختار | Dr. BEKKARI mokhtar


06/04/2022 القراءات: 752  


إحياء الخلافة العباسية:
بعد سنوات من انتهاء الخلافة العباسية في عام 1258م، أصبحت سلطة المماليك مهددة بالزوال، حيث قام عدد من كبار العلماء بمبايعة السلطان الحفصي في تونس، وآخرين قاموا بمحاولة إحياء الخلافة العبيدية.
فوجد بيبرس بأن هناك فراغ هرمي من الناحية الدينية والروحية والسياسية، فقام بمبايعة الأمير العباسي أحمد المستنصر في عام 1261م، ولكن الخليفة المستنصر قتل بعد أشهر في معركة مع المغول، فقام بيبرس بمبايعة الأمير العباسي أحمد الحاكم، وسك أسمه على العملة وأتخذ من إسم الدولة العباسية إسما رسميا للدولة.
الحرب مع الفرنجة:
بدأ بيبرس حربه بمهاجمته إقليم الجليل، فهاجم الناصرة ثم شن هجوما مفاجئا على عكا وحاول اقتحام أبوابها في (جمادى الآخرة 661 هـ/ أبريل 1263 م) ولكنه لم يتمكن لحصانتها وكثرة من بها من الفرنجة، فتركها ورحل إلى بيت المقدس.
ثم هاجم بالشهر التالي قيسارية وعثليث. وفي عام 663 هـ/1265 م ثم فتح قيسارية ثم تقدم صوب يافا فدخلها بغير قتال، وذلك لأن الفرنجة فروا منها هاربين ثم اتجه صوب أرسوف وضرب عليها حصارا شديدا استمر 40 يوما، استسلمت بعده المدينة، ومن أرسوف اتجه مرة أخرى صوب عكا، غير أنه لم يستطع أن يحرر المدينة نظرا لمساندة هيو الثالث ملك قبرص وامداده بإسطول كبير شمل كل قوة قبرص البحرية. لذا تركها بيبرس وعاد إلى مصر، ليعاود الكرة على بعد انتهاء الشتاء، وبدأ عمله أوائل صيف 1266 م/664 هـ. حيث بدأ بمدينة صفد (مقر الداوية) وتمكن من تحريرها 17 شوال 664 هـ / يوليو 1266 م ثم حرر هونين وتبين والرملة، وسقطت يبنة دون قتال واستولى على القليعة وعرقة، وبذلك تمت السيطرة على الطريق المؤدي إلى طرابلس من البقاع، ونتيجة لتلك الانتصارات ضعفت معنويات الفرنجة في الشام وسارع البعض إليه يطلبون وده ورضاه مقابل تنازلهم عن نصف غلات المناطق التي تحت سيطرتهم.
الحرب مع أرمينيا الصغرى:
قرر بيبرس شن حرب ضد أرمينيا الصغرى، وذلك لأن ملكها هيثوم بن قسطنطين بن باساك تحالف مع المغول، فحاول هيتوم اجراء مفاوضات مع بيبرس وترددت السفارات بينهما، حيث طالب السلطان الظاهر من هيتوم بأن يدخل في طاعته ويؤدي إليه الجزية، إضافة إلى رغبته في الوصول إلى أسواق الخيل والبغال والحنطة والشعير والحديد، أي فتح باب التبادل التجاري بين الشام وبلاد الارمن، غير أن ملك الأرمن لم يتيسر له تلبية طلب سلطان مصر لخوفه من المغول، وعندما لم تؤدي تلك المفاوضات إلى نتيجة، اتبع هيتوم سياسة جديدة ضد المماليك في مصر، وهي فرض حصار اقتصادي عليهم، وذلك بمنع تصدير الأخشاب والحديد من آسيا الصغرى إليهم.
واستغل بيبرس سفر هيتوم إلى بلاد فارس عام 1266م،فزحف جيشه بقيادة المنصور قلاوون والملك المنصور الأيوبي صاحب حماة فاجتازوا جبل أمانوس، فبادر الأرمن إلى اعتراض طريق الجيش المصري والشامي إثناء هبوطهم إلى سهل قليقية فدارت معركة رهيبة في 21 ذو القعدة 664 هـ / 24 أغسطس آب 1266 م، فأنزل المماليك بالأرمن هزيمة منكرة عند حصن دربساك، وقتل فيها القائد توروس وأسر القائد ليو.
ثم أعقبوا نصرهم هذا بهجوم كاسح على المدن الرئيسية في قيليقية واستولوا على كل ما كان بها، واستولوا على قلعة للداوية، فأحرقوها بما فيها من الحواصل، ثم دخلوا سيس عاصمة المملكة فأخربوها، وأقاموا في البلاد عشرين يوما يحرقون ويقتلون ويأسرون. ثم توجه الأمير قلاوون بعساكره إلى المصيصة وأضنة وأياس وطرسوس، فقتلوا وأسروا وهدموا عدة قلاع. وفي نهاية سبتمبر عاد الجيش المنتصر إلى حلب ومعه كما قيل أربعين ألف أسير ومن الغنائم مالا يحصى.
تحرير إمارة أنطاكيا:
بدأت حملة بيبرس لاسترداد أنطاكية من الفرنجة، فوصل بجيوشه إليها يوم الثلاثاء 1 رمضان 666 هـ/ 15 مايو 1268 م، وهناك قسم جيوشه إلى ثلاث فرق وزعها حول المدينة ليحكم حصارها ويمنع وصول المدد إليها من البر والبحر. ولم يستطع الفرنجة المدافعون من المقاومة، بسبب شدة الحصار وقوة المهاجمين، ففتحت المدينة وتمكنت جيوش بيبرس من دخولها وغنموا غنائم كبيرة لا تعد ولا تحصى من الأموال والأسرى. وقد كان سقوط تلك الإمارة الفرنجية حدثا مهما، فقد انقطعت صلة الفرنجة في طرابلس وعكا بأرمينية الصغرى، وبذلك غدت مصالح الفرنجة في الشام مهددة بشكل مباشر ولم يبق امامهم سوى مملكة قبرص والتي توحدت مع مملكة طرابلس وعكا لأنهم انضموا إلى تاج الملك هيو الثالث، والذي باشر حكمه بعقد هدنة مع السلطان بيبرس إلى حين وصول المساعدات من أوروبا. وقد وافق بيبرس على الهدنة لكي يعطي قواته قسطا من الراحة، خاصة وأن فصل الشتاء قادم، ويتطلب منه العودة إلى مصر ليدير بعضا من شؤونها الداخلية.
أعماله وإنجازاته الداخلية:
1) قام بتجديد مسجد الحرم الابراهيمي في الخليل.
2) قام بتجديد ماقد تهدم من قبة الصخرة،
3) جدد قبة السلسلة في القدس وزخرفها
4) أنشأ في القدس خانا للسبيل نقل بابه من دهليز كان للخلفاء العبيديين بالقاهرة.
5) بنى في القدس دارا للعدل للفصل في القضايا والنظر في المظالم أيضا
6) قام بتوسعة مسجد الصحابي خالد ابن الوليد في مدينة حمص.
7) قام ببناء المدرسة الظاهرية في دمشق
قام بتجديد الجامع الأزهر فأعاد للأزهر رونقه وقام بحملات من الترميم والتجميل حتى عاد له جماله ومكانته مرة أخرى، وأعاد خطبة الجمعة والدراسة إلى الجامع الأزهر بعد أن هجر طويلا
9) أنشأ مسجد الظاهر بيبرس في القاهرة ونسبت المنطقة حوله له باسم حي الظاهر.
10) أنشأ مسجد الظاهر بيبرس في مدينة قليوب لا يزال موجوداً حتى الآن ويسمى الميدان الموجود فيه "ميدان بيبرس".
11) عمل بيبرس على إنشاء الجسور والقناطر والأسوار، وحفر الترع والخلجان،
12) بنى مباني لتنظيم البريد وكانت مراكز البريد في دمشق وغزة والقاهرة وخصص له الخيل الرجال،
13) قام بزيادة تحصين قلعة الكرك.
بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري


الخلافة العباسية، الفرنجة،


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع