مدونة محمد سلامة الغنيمي


ثلاثية صلاح التعليم وفساده

محمد سلامة الغنيمي | Mohamed Salama Al-Ghonaimi


25/03/2022 القراءات: 653  


من خلال ما مر به الكاتب من خبرات علمية وعملية، يمكنني القول أن أهم عوامل فساد التعليم المعاصر وصلاحه في ثلاثة أمور :
١- مجانية التعليم هي أحد أهم أسباب فشل التعليم، لأن الدول لا تستطيع تحمل نفقاته الباهظة في ظل الإقبال الشديد وارتفاع سعر الخدمات والوسائل، حتى الدول المتقدمة ذاتها تئن منه، وبحث لها عن بدائل أخرى للمجانية.
وعلى الجانب الآخر يذهد المتعلم فيما يجبر عليه وبدون مال، فيكثر الفاقد التعليمي.
والحل المناسب هو؛ أن ترفع الدولة يديها عن التمويل، وترجع لنظام التمويل الذي الإسلامي، الذي يرى أن الدولة ولية من لا ولى له، فتتكفل الدولة عن الفقراء فقط، وأن تكتفي الدولة بالتنظيم والمراقبة وتخصيص الدعم للفقراء فقط، وتوفير المؤسسات التي تضطلع بمهمة التعليم، حينئذ سيكون المتعلمين أنفسهم أشد المراقبين للعملية التعليمية، وهذا هو المفهوم من التكليف والاستخلاف.
٢- الشهادات العلمية، التي صار التعليم من أجلها لا من أجل العلم ورفع الجهل، فمازالت سببا في تدني مستوى المخرجات التعليمية.
وأدت الشهادات أيضا إلى تعزيز الطبقية في المجتمع واحتكار الثقافة والتخصصات العلمية، وطالما كان في المجتمع من هم أكفىء من حاصلي الشهادات، لكنهم ومنعوا من أجل عدم وجود شهادة في أيديهم.
٣- نظام التقويم الحالي، الذي تمحورت العملية التعليمية بكاملها حوله، الذي يقيس قوة الذاكرة عند المتعلم وحسب، بينما يغفل عن عمد باقي المستويات المعرفية والوجدانية والمهارية، فألفت الكتب الخارجية، وانتشرت الدروس الخصوصية، واختيرت الطريقة التلقينية داخل الفصول من أجل الامتحان، ولو تغير اسم وزارات التربية إلى وزارات الامتحان لكان أدق.
ويرى الكاتب أن على الدولة أن يتحمل الفرد مسئوليته التكليفية، وأن تترك للفرد الحرية الكاملة في اختيار مجال تخصصه العلمي وأن يتحمل الفرد مسئولية اختياره، وأن تلغى الشهادات الدراسية التي صار التعليم من أجلها وفقط، على أن يكون البديل في التوظيف والاعتبار المعنوي هو الكفاءة وليس الشهادة.


التعليم؛ التقويم؛ المجانية؛ الشهادات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


شكرا على هءا المقال المثمر و النافع وبعد اعتقد ان التعليم الناجح هو الذي يسعى الى ترسيخ فكرتين و هما التفكير و الانتاج و ليس التلقي و الجمود و السعي الى التخصص المبكر على اساس ما يريده الانسان و ما يلائمه


أحسن الله إليك د. محمد هادفي فقد كفيت ووفيت


بالفعل - أستاذنا الفاضل - النقطتان الأخيرتان متهمتان بإفساد التعليم , فالناس لم تعد تدرس لتعرف , و إنما للحصول على شهادة , و في سبيل ذلك يحصل كل شيئ مفسد للتعليم , و لم يعد أحد يتعلم ليعرف و لكن لينجح في الإمتحان . رغم أن بعض الدول - خاصة المتقدمة في مجال التعليم - تخلت عن الامتحانات و ركزت على التعلم فقط , و بعضها خفف من وطأة الإمتحانات . لكن مجانية التعليم - و هي مطلب تركز عليه المنظمات - خاصة مع ارتباطه بالجودة و الإنصاف كما في الهدف الرابع من أهداف التنمية , لا غنى عنها , ولكن البلدان تختلف ففي مصر مثلا ( عدد السكان يزيد على 100 مليون ) قد يكون رأيكم مناسبا جدا في هذه الحالة , أما مجتمع لا يصل عدد تلاميذ الثانوية فيه 50 ألف , و الاعدادية يتجاوزون المائة الف قليلا , أعتقد أن المجانية و الجودة و الإنصاف , هي ما يجب أن نطالب به لإصلاح التعليم . فمن خلال تجربة المدارس الخاصة في بلدي ألاحظ أن انهيار التعليم بدأ معها , ويتناسب طرديا مع انتشار هذا النوع من المدارس . تحياتي لكم .