مدونة عبدالحكيم الأنيس


الإمام الرفاعي والوقت (2)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


27/06/2022 القراءات: 770  


قال الإمام تقي الدين الواسطي:
«لما مرض سيدي أحمد -قدَّس اللُه سره- مرض الموت، وكان المرض دام عليه أكثر من شهر، وما قال في مرضه: آه، وكان يعاوده الإسهالُ في كلِّ يوم وليلة نحو ثلاثين مرة، وكان عقيب كل مرة يسبغ الوضوءِ، ويصلي ركعتين، وأخبر أنَّ الله تعالى وعده أنْ لا يعبر وعليه شيء من لحم الدنيا، ففني لحمه بأجمعه قبل خروجه من الدنيا.
ودخل عليه الشيخُ عمر ابن التركي في ذلك المرض، فوضع يده عليه، وقال: أيْ سيدي، ما بقي شيء!
فقال: أيْ عمر، ما بقي.
فقال: هو المقصود؟
قال: بلى.
فلما دنتْ وفاته اجتمع أهلُ بيته حوله، وقد غُشي عليه، فبكوا، فلما أفاق سكتهم. فقال له سيدي علي بن عثمان: أيْ سيدي، أوصنا، فقال:
أيْ عليّ، مَنْ عمل خيرًا قدم عليه، ومَنْ عمل شرًا ندم.
وأشرفُ الناس مَنْ شرَّفتْه طاعةُ الله، وأوضعهم مَنْ أهانتْه معصيتُه.
أيْ عليّ، أبعدُ البعيد مِنْ معرفة مولاه: مَنْ آثر سخطَ الله على رضاه.
ثم غُشي عليه ساعة، فلمَّا أفاق قال: لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
ما أقربَ رحمة الله ممن أحسن وأطاع! ثُمَّ قرأ: {إنَّ رحمة الله قريبٌ من المحسنين}.
ثُمَّ قال بعد ساعة أخرى:
لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
لكُلِّ أجلٍ كتاب، ولكُلِّ عملٍ حساب.
وثواب الطاعة مشكور، وعاملها مأجور.
ونكال المعصية مذموم، وعذابها محتوم.
وكان آخر شيء قاله:
لا إله إلا الله، محمد رسول الله.
مَنْ تعنَّى تهنَّى.
ومَنْ عمل الخيرَ قدمَ عليه، ومَنْ عمل الشرَّ ندمَ عليه».
رحم اللهُ السيِّد الرفاعي ورضي عنه.
***


الرفاعي. الإصلاح. التربية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع