مدونة هيبة بوربعين


للجسد الأنثوي بين الدين و الأنثروبولوجيا

هيبة بوربعين | wahiba bourabaine


21/11/2021 القراءات: 2137  


الجسد في الثقافة الإسلامية خادم للمقدس وخاضع للقواعد الدينية ، فهو لا يملك حق التصرف بنفسه ولا الخضوع لأهوائه. إنه جسد لم يكتشف بعد استقلاليته وحريته تجاه المقدس. إنه مجرد دال للتعبير عن مدلول روحي وسننية إكراهية، لكنه دال ضروري في هذا السياق لا يمكن الاستغناء عنه كما هو الحال في الصلاة. وحتى في المجتمعات الإسلامية المعاصرة، فإن عملية تدجين المقدس للجسدي مستمرة، وارتباط السياسي بالمقدس يتم غالبا على حساب الجسد وعلى حساب استقلاليته وانطلاقه، وبلغة أخرى على حساب الفرد. لقد ظل الجسد في الثقافة الإسلامية مرتبطا بمجال التخييل، إنه المسكوت عنه في هذه الثقافة، وهو في الوقت ذاته نتاج لمختلف مكونات هذه الثقافة. ظل الجسد قابعا في منطقة اللامساس واللامفكر فيه في الثقافة العربية الإسلامية، اللهم إلا إذا استثنيا بعض المحاولات المتقدمة على استحياء.إنه جسد لم يكتشف بعد استقلاليته وحريته تجاه المقدس. إنه مجرد دال للتعبير عن مدلول روحي وسننية إكراهية، لكنه دال ضروري في هذا السياق لا يمكن الاستغناء عنه كما هو الحال في الصلاة. وحتى في المجتمعات الإسلامية المعاصرة، فإن عملية تدجين المقدس للجسدي مستمرة، وارتباط السياسي بالمقدس يتم غالبا على حساب الجسد وعلى حساب استقلاليته وانطلاقه، وبلغة أخرى على حساب الفرد.لقد ظل الجسد في الثقافة الإسلامية مرتبطا بمجال التخييل، إنه المسكوت عنه في هذه الثقافة، وهو في الوقت ذاته نتاج لمختلف مكونات هذه الثقافة. لا فرق في ذلك بين التصورات السائدة والهامشية، ولا بين الفقهي والكلامي والتصوفي والفلسفي والشعبي والعالم". لقد انتبه الإسلام للجسد وعمل على تقنين حركاته وسكناته، وإلحاقه بالنظام الإلهي، بشكل يمكننا الحديث فيه عن جسد مقدس، أو جسد لا جسد. إنه هنا من أجل الصلاة والصيام ومن أجل التماهي المطلق بالنص.
إن حالة الجسد تعتبر مقياسا اجتماعيا لمدى التدين والوضع الاجتماعي وآداب المرء وأخلاقه وخلفيته وسمعته في المجتمع. ومن جهة أيديولوجية، فإن للجسد تأثير كبير على التفاعل اليومي بين الناس. وكما يعد الجسد في الإسلام مصدرا يجلب العار على صاحبه في بعض الحالات، فإنه يستخدم كوسيلة للتعبير عما يجول في الخواطر من المسكوت عنه. إنّ ربط الجسد بنموذج محدد المعالم ومقنن، هو حرب ضد الحواس كما يصفها الزاهي، أو حرب ضد الجمال باعتباره فتنة كما تقول اللغة الدينية، ولهذا وجب إدماجه في المؤسسة الزوجية. إنّ كل خروج على النموذج أو كل انطلاق خارج المؤسسة يواجه بالعقاب الشديد، فهو يهدد كل البناء الإلهي


الجسد، الرمز، الروح و العقل


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع