مدونة البيتي العلمية


استراتيجية الإصغاء (موسى والخضر عليهما السلام أنموذجاً)

حسن محمد عبدالله البيتي | Hassan Mohammed Abdullah Albaiti


24/04/2022 القراءات: 912  


إن معرفة استراتيجيات الأصغاء ترتبط ارتباطاً وثيقاً بأهداف الأصغاء والتي تتمثل في طلب المعلومة وفهمها على الشكل السليم والمضبوط، ولهذا المهارة ثلاث استراتيجيات سأذكرها مع الأمثلة على ذلك.
الاستراتيجية الأولى عدم المقاطعة حتى ينتهي المتحدث من شرحه لما يطلبه المستمع من معلومات مهمة له، وأبسط وأوضح وأقدم مثال يستحضرني هي قصة الخضر وموسى عليهما السلام عندما طلب موسى من الخضر أن يعلمه مما عنده من العلم الغزير، فقال له الخضر: (إن اتبعتني فلا تسئلني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكراً) سورة الكهف، وهذه المهارة الأولى في استراتيجية الاصغاء، وهي عدم المقاطعة.
الاستراتيجية الثانية أن تكون لديك خلفية عمّا ستصغي إليه، فلا يعقل أن تجد أحدهم يستمع كلاماً لا يفهمه وتجده في قمة الاصغاء، لإن عدم الفهم سيقوده إلى التملل والتضجر من الاستماع، وهذا واقع طلاب المدارس والجامعات الذي لا يقرؤون ولو شيء يسير عمّا سيأخذونه في محاضراتهم المستقبلية، فإن المرء عدو ما يجهل، ولذلك أنكر الخضر على موسى عليه السلام بقوله له (وكيف تصبر على ما لم تحط به خبر) سورة الكهف، وبعد انطلاق رحلة التعلم، كان التضجر موقف النبي موسى عليه السلام مما وجده من تصرفات الخضر كما تحكي ذلك آيات القرآن.
أما الاستراتيجية الثالثة فضبط النفس مهم إن كان ما يقوله المتحدث أو يفعله لا ترتضيه نفسك، فأنت لست أدرى منه بسبب ذلك، ولذلك لما استعجل موسى عليه السلام في المواقف الثلاثة للخضر، ولذلك لم يكمل موسى تعليمه مع الخضر، وذلك بقول الخضر (هذا فراق بيني وبينك) سورة الكهف.
صحيح أن تصرفات الخضر فعلية لا قولية، ومع ذلك فإن القاسم المشترك هو التلقي والاصغاء، كما بيّنت ذلك د. سنا سليمان (2014) فيما يتعلق بمهارات الاستماع الجيد.

المصدر
القرآن الكريم
سليمان، سناء. (2014). سيكولوجية الاتصال الإنساني ومهاراته. (ص200 إلى ص205). القاهرة، مصر: عالم الكتب.


الإضغاء مهارات موسى الخضر تعليم


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع